الحياة ما بعد الخوف

مخاطر الخوف

لعل الكثير منا يمر بهذه المرحلة الخطيرة من التفكير وهي غياب الرؤية والتخبط في القرارات، يعجز الإنسان عن تفنيد الحقائق ومراجعة النتائج والاستفادة من الخبرات السابقة، الخوف بلا شك مآله إلى الفشل وأحيانا سيكون الشخص الخائف فريسة سهلة في يد الأقوياء يحركونه يمينا وشمالا، وفي هذه الحالة ليس لديه القدرة على صد المخاطر أو إظهار القليل من المقاومة، الخوف له أنواع عديدة على عكس الوهم الذي ليس له أنواع بل يكون على شكل واحد وهو نتيجة طبيعية للخوف الزائد عن الحد المعقول.

تسابُق النفوس المريضة لارتكاب المعاصي

يشترك الكثيرون في التوجسات من يخبئه له المستقبل والكل يريد أن يعد العدة بالعتاد والأموال ولكنهم يجهلون أن أمر الغيب بيد الله سبحانه وتعالى، يدور الإنسان في فلك المشكلات الواحدة تلو الأخرى، ويتقلب على بحار من التوجعات، ويسوي جسده فوق نار من الأحقاد، ويغلو بنفسه فوق النفوس المريضة، ويسابق الزمن في حصد الأموال، ويخاصم الكثيرين في سبيل الأنا وحب الذات والتلذذ بالشهوات والموبقات، ويحارب القدر لكي يلحق لقمة العيش التي في الأساس هي مكتوبة على الجبين.

يخاف من الموت وهو حق، يخون الأمانة ويتحالف مع الشيطان، فيكون طريق المعاصي مفروش بالورود، عجبي على نفس لا تشبع، ونفس لا ترضى، ونفس لا تقنع، ونفس لا ترجع، ونفس لا تعطي الفرصة لمن يستحقون، ونفس تهوي الوحدة والتفرد واللعب داخل الغرف المغلقة خوفا من بطش المتجبرين.

طريق النجاة من المعصية

وبعد كل الضني والشجن والحزن وغياب الحقيقة وسواد المشهد ككل وغضب الأغلبية بالنفور والابتعاد، ها هي تتبدل الظروف وتتوالى الأحداث الجارية رغبة في الإصلاح والبناء ومن ثم توجد الرأفة الحثيثة بالعباد وتتطلب المرحلة الحالية نوعا من التغيير والسماع لمقدمة سارة بالمواطنين والسير نحو الأفضل حيث كان من إعطاء الفرصة للشباب الواعي المثقف القادر على حمل هذا النبراس من التغيير، يصبر المرء ويحتسب فيرسل الله تعالى في هذا التوقيت الصعب والدقيق إشارات وعلامات على بارقة أمل جديدة متمثلة في نوبة صحيان للأغلبية لكي يتركوا جنبات الجلوس والقيام والمأكل والملبس والمشرب ويجعلوا شعاع الأمل يرفرف على جناحي التقوى والإيمان وقيام الحق والعدل على أسس ثابتة لا تجرفها الفياضانات الكاسحة ولا تقتلعها الرياح العاتية.

فيتحرر الإنسان ويصبو إلى غايته فرحان بنصر الله، يسود التفاؤل كل الأرجاء وتلمع عيناه بيوم الحساب ورؤية المبطشين والمغرضين وتجار البشر كيف كانت نهايتهم الأليمة، يومئذ يفرح المؤمنين بنصر عظيم من الله تعالى، لو لم يوجد الأمل لأصبح الإنسان يعيش مثل الحيوانات يساق بلا عقل يفقد الضمير في دروب الحياة، ما أجمل تمني الأمل والنجاح للآخرين قبل النفس الأمارة بالسوء، مهما يعذب الأمين يظل كارها للاستعباد، ويلفظ الجور والامتهان، حرية الإنسان ليست للبيع في سوق النخاسة فقد عفا عنها الزمان وطهرنا منها بقدوم الإسلام، وكرم بني آدم وأتاه الله تعالى خير الجزاء.

هموا إلى طريق العدل وارفعوا هاماتكم إلى أعالي الفضاء، أين الشباب الواعي المتحضر المؤمن بالرأي والرأي الآخر؟ فهم لا يكرهون الاختلاف بل يحبون الوصول إلي القرار السديد رغم إختلاف الآراء وإثرائها بالمناقشات الهادفة المبنية علي المعطيات والتي بالنهاية سوف تؤدي للنتائج الإيجابية على كافة الأصعدة وتنتشلنا من الوحل المحدق بنا من كل جانب، أهالي بلدنا الكرام اسقطوا الخونة والمتآمرين، ابطلوا الخطط التي تدار في الخفاء وفي ظلمات الليل وجلسات زبانية الشر والفاسدون.

يجب التمسك بالأمل لإحياء الأمة من جديد

عظمة الأمم في رفعة الآمال والتطلع لفرحة الأجيال في مولد رجل لا يكل من حمل الأمانات ومواجهة التحديات وأعطاه الله تعالى الصبر على البلاء والإبتلاء، فعلنا ما نستطيع وقاومنا الموج العاتي والرياح العاصفة بالوجدان، لن نعيش أبدا منكسي الرؤوس ونتخلي عن الأبرياء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل رخاءنا وعزتنا بعد الخيبة والركود والإذلال، يجرح المرء وتسيل منه الدماء ويأبي أن يضل الطريق ويستكمل النضال والكفاح.

تاريخ شاهد على التضحيات وتجمعات وصرخات غيرت مجرى المياة، ونادت على الحضارة لن تضيع بمكان، شمس ترسل شعاع الأمل يفتح المتاريس وبعدها قمر ينير الظلمات ويرسل العلامات.. الأمل سهم قاتل للغابرين الذين ظنوا أنهم مخلدون محميون بالأسوار وأنهم إلى ربهم لا يرجعون، يحذون الأمل في قائد يسكن في وجداننا، فارسا نبيلا قادرا على بث روح التعاون والتكافل والرحمة فيما بيننا من جديد، يكرس حياته في خدمة الناس ويحلم معنا بغد مشرق يغسل ويبرد وجع السنيين الطوال العجاف.

الإنسانية والصبر هما سبيل الإصلاح والخلاص

فكر المرء لا بد أن يكون مشغولا بهموم الآخرين ومعاناتهم العديدة وتوجعاتهم الأليمة وشقائهم المستمر، الحمد لله من عاش بالتواضع واحترم الجميع، الحلم خلاص بيقرب أهو على الباب بيخبط قومي يا مصر وتشمري العجين خمر ومحتاج بس مواطن مصري ومفيش غيره يوزعه علي صبح بيشقشق وفجر طالع بنسمات الورود والسعي في الأرزاق والتوكل علي الملك الجبار.

علموا أولادكم وأحفادكم عندما أتحدنا وتحدينا الواقع وقهرنا الظروف جعلنا البلابل تشدو بأصوات الحق والضمير في سماء بلدنا العريق وتكتب الصفحات من جديد تاريخا قلما يجود الزمان به خيره لأهلنا وكل مواطن على أرض مصر الغالية المحروسة وبالمرصاد لكل فاسق جبان جار على حقوقكم ونهش أجسادكم وكتم أنفاسكم.

فيديو مقال الحياة ما بعد الخوف

 

أضف تعليقك هنا