الرجل المناسب في المكان المناسب ؟؟؟

بقلم: زين العابدين عثماني

الرجل المناسب في المكان الخطأ

الرجل الغير المناسب في المكان الصحيح

ولكن هيهات لهذه المقولة التي ضربت على عرض الجدران الأربعة، وأصبحنا نرى كل من هب ودب في كرسي الحكم، وفي منصب أكبر من سنين حتى لو كان ذلك الشخص كبير في العمر..

وأنا اكتب هذه المقالة، وأتذكر مواقف سيدنا عمر بن الخطاب الحاكم العادل الذي كان يولي خيرة الرجال ويجعلهم أمراء على بلدان المسلمين، كان رضي الله عنه قبل أن يولي أحدهم يقوم بإحصاء ما لديه من مال قبل توليه منصب الإمارة ثم يقوم بإحصاء مجددا ماله وثروته بعد عزله عن الإمارة فإذا رأى أن ماله قد زاد، وضع الزيادة في بيت مال المسلمين وأعطى لذلك الأمير المعزول رأس ماله، ولكن السؤال المطروح أين نحن من هذا الفعل؟

الرجل المناسب في المكان الخطأ، وهي حقيقة مؤلمة للأسف، فنجد العديد من الإطارات ذات العلم والأخلاق مهمشة دون التفاتة من السلطات، أو تجد شخص يحمل دكتوراه في التسيير تجده موظفا في إدارة عادية أو ربما حتى بائعا أو ميكانيكي، فعلا لأنه أمر مخجل، وفي المقابل تجد رجل غير مناسب في المكان الصحيح حيث ترى أحد الأشخاص الحاملين لمستوى أدنى إما إطار في الوزارة أو وزير أو ربما حتى رئيس…

أتفق معك إلى حد بعيد أن الشهادة ليست معيار لتولي المنصب الحساس، وإن الخبرة و الأقدمية تلعب دورا مهما في تولي المناصب السامية، ولكن لو تم منح الفرصة بالتساوي للجميع لاكتسبوا الخبرة المطلوبة، وربما أذهب لأبعد من ذلك وأقول أن المنظومة التعليمية يشوبها تشوه بشع كما أنها عقيمة، فالمنهاج المدروس يختلف تماما عن الواقع المعاش، فالطلبة المتخرجون لا يساوون الوظائف الشاغرة، فلا فائدة من الدراسة أصلا إن كانت هذه المعادلة العكسية تسري في هذه الدولة..

نهضة الأمة وتطورها وازدهارها يعتمد على نتاجك

ولكن العيب ليس في الدولة أو المؤسسة أو المنهج، وإنما فيك أنت، نعم عيبك الوحيد أنك تقرأ هذه الكلمات وتقول نعم وضعت يدك على الجرح ثم تنصرف لشيء آخر أو تقرأ مقال آخر، وهكذا… إلى غاية أن يأتي أجلك، عليك أن تدرك جيدا أن نهضة الأمة وتطورها وازدهارها يعتمد على نتاجك، يعتمد عليك أنت ماذا قدمت، يعتمد على التغيير الذي ستحدثه.

فكن أنت الشخص الذي يشعل الشمعة في الظلام الحالك ولا تكن أنت الشمعة التي تذوب وتنطفئ فور عودة الكهرباء، نعم قم بالتغيير واستمر في تنفيذها ومتابعة نتائجه وليس فقط المناداة بالتغيير ثم تنسحب..

علينا أن نغير أنفسنا نحو الأفضل وإن كنا الأفضل علينا نغير أنفسنا لنتكيف مع الواقع والتحديات القادمة، علينا أن نكون حاجز مانعا امام كل التصرفات السلبية في الإدارة وأمام كل الأشخاص الذي يسعون لتولي المناصب السيادية التي هي أكبر منهم، بالمختصر بالمفيد علينا نمنع التطبيق الخاطئ لمقولة الرجل المناسب في المكان المناسب، فالجملة صحيحة ولكن تنفيذها وتطبيقها لا يوجد على أرض الواقع..

بقلم: زين العابدين عثماني

 

أضف تعليقك هنا