القرآن الكريم حفظاً وتدبراً وعلاجاً

أمرنا الله تعالى بتدبر القرآن الكريم وعدم هجرهِ ، هذا الأمر الرباني غايته صلاح الفرد ففي صلاحه صلاحُ للمجتمع بشكلِ عام، في عالمنا الإسلامي هناك دور لتحفيظ القرآن الكريم تنتشر على ثراه المترامي الأطراف، تلك الدور تُعنى بتعليم الملتحق القرآن ليصبح فيما بعد حافظاً للقرآن الكريم بشكلِ كامل، الحفظ تكفل الله به ومن صور الحفظ أن يحفظه الناس في الصدور، لا يكفي الحفظ بل لابد أن يتزامن ذلك مع التدبر والفهم وهذا ما نحتاجه في تلك الدور وما نترقبه منها..

إيجابيات حلقات تحفيظ القرآن الكريم

من إيجابيات حلقات تحفيظ القرآن الكريم وهي بلا شك كثيرة ، أن تلك الحلقات هي الخطوة الأولى للنهوض بالملكة اللغوية والتربية الروحية للنشء، بشرط أن يكون المعلم آمين في ذلك يضع الطالب أمام حقيقة التدبر قبل الحفظ! من أجل تلك الإيجابية يناهض البعض وجودها وهذا يدعونا كرد على تلك المناهضة اللاعقلانية إلى تطوير تلك الحلقات وتحويلها لمدارس مصغرة داعمة لمؤسسات التعليم العام فهي المحضن الذي كان في السابق بمثابة جامعة تُخرج العلماء وفي تاريخنا الحضاري قصص وروائع نغفل عنها كثيراً..

الضعف القرائي والكتابي

في عالمنا العربي والإسلامي هناك مشكلة تعليمية ذات أبعاد تربوية تلك المشكلة تتمثل في الضعف القرائي والكتابي ولتلك المشكلة أسباب متعددة تختلف من مجتمع لآخر لكن قد تشترك المجتمعات في بعضها فمن الأسباب ضعف المناهج التعليمية المعنية باللغة العربية وضعف إعداد المعلم وما إلى ذلك من الأسباب! لعلاج تلك المشكلة التي تنم عن وجود حالة تخلف معرفي يجب أن يتم استثمار حلقات تحفيظ القرآن الكريم ففيها العلاج المفقود وكما قيل علم ابنك القرآن والقرآن سيعلمه كل شيء، هناك اختبارات دولية تُقيس مستوى القراءة لطلبة المرحلة الابتدائية ومن ضمن الاختبارات اختبار بيرلز الدولي، نتائج ذلك الاختبار يعطي انطباع عن مستوى الطلاب ومستوى إعداد المعلمين ومستوى تقدم الدولة واهتمامها بالتعليم ومستوى الفهم والإدراك لدى الطلبة والذين هم في النهاية صورة مصغرة للأسر والمجتمع، أظن أن العلاقة بين الفهم والقراءة علاقة ترابطيه علاقة لا يمكنها أن تنفك ولو عُدنا إلى القرآن الكريم لوجدنا أن تلك العلاقة الترابطيه موجودة في النص القرآني بشكلِ واضح فهناك التحليل والتوضيح والبدء بالتساؤل وايراد النماذج والنتائج الخ، العلاقة الترابطيه بين الفهم والقراءة لا يمكنها أن تنمو في مجتمعاتنا الإسلامية إلا بالعودة إلى الأصل والأصل يتمثل في العودة إلى تدبر وقراءة وحفظ القرآن الكريم ففيه العلاج لمشكلة الضعف القرائي إن أردنا علاج تلك المشكلة بطريقةِ صحيحة وسليمة. .

*إضاءة : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)..

فيديو مقال

أضف تعليقك هنا