داء القطط وكيفية الوقاية منه

بقلم: خضر نيازي

إذا كنت من مربي ومحبي القطط أو تتعامل مع القطط أو حتى غير مهتم بالقطط فندعوك لقراءة هذا المقال عن داء القطط ودور القطط في حياتنا كوسائل لنقل داء القطط إلى الإنسان.

داء المقوسات الغوندية (داء القطط) 

داء القطط او داء المقوسات كما واضح من اسم الداء ينتج عن الإصابة بطفيلي “المقوسة الغوندية”. حيث تم اكتشاف هذا المرض لأول مرة في عام 1908 في إحدى القوارض الصحراوية في معهد باستور في تونس والذي يُسمى غوندي، ومنه تم اشتقاق الجزء الثاني (اسم النوع) من الاسم العلمي للطفيلي المسبب للمرض. و منذ ذلك الحين فإن الطفيلي قد تم اكتشافه في كل دول العالم تقريباً، في الكثير من أنواع الكائنات مثل الحيوانات الأكلة للحوم والحشرات، القوارض، الخنازير، أكلات الاعشاب، الطيور واللبائن بما فيها الإنسان.

دورة حياة طفيلي المُقَوَّسَة الغوندية

إن طفيلي المقوسة الغوندية لا يعيش داخل الخلايا بل إنه يعيش بين خلايا مضيفه، في أنواع كثيرة من الأنسجة، مثل العضلات وظهارة الأمعاء وحتى أنه قد يتواجد بشكل حر في الدم. في القطط و أفراد عائلة القططيات (هذه العائلة تشمل النمور، الأسود والقطط البرية والأليفة) يعيش هذا الطفيلي في الأمعاء وبقية الأنسجة الأخرى بينما في المظائف الأخرى كالإنسان يعيش الطفيلي في بقية أنسجة الجسم الأخرى عدا الأمعاء. في الإصابات المزمنة، فإن الطفيلي قد يصيب الدماغ، شبكية العين، القلب والعضلات الهيكلية، ليسبب تقرحات خطيرة في هذه الأعضاء. الطفيلي قد يعيش في جسم المضيف لعدة أشهر أو حتى سنوات خاصة في الأنسجة العصبية. العدوى بداء القطط عادة ما تكون بواسطة البيوض المتكيسة، التي تخرج مع براز القطط المصابة وأن هذه البيوض لا تكون معدية للإنسان فور خروجها مع فضلات القطط ولكنها تحتاج إلى التعرض إلى الهواء لتكون معدية بعد خروجها من جسم القط وتتطلب هذه العملية من يوم واحد إلى خمسة أيام.

نسبة الإصابة بداء المقوسة الغوندية (داء القطط)

تتراوح إصابات الإنسان حول العالم بداء المقوسات بين 18% الى 50% بحسب الدولة. تصاب القطيطات بداء المقوسات عن طريق أكلها للفرائس المصابة التى تحضرها القطة الأم لهم. في حالات الإصابة الشديدة قد تموت القطيطات خلال مدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

ما أعراض الإصابة بداء المقوسات الغوندية (داء القطط)؟

إن أكثر الأعراض المرضية المتسببة عن الداء هي الألام والانتفاخات في الغدد اللمفاوية. كما أن الأعراض المرضية قد تشمل أيضاً الحمى، آلام الرأس والعضلات، فقر الدم وأحياناً قد تُصاب الرئتين بالمضاعفات، هذه المتلازمة تشبه الانفلونزا كثيراً في أعراضها ولكن الإصابات الشديدة نادراً ما تسبب في وفاة الشخص.

مخاطر داء المقوسات الخلقي للأم المصابة والجنين

أحد الأشكال المأساوية الأخرى لهذا لمرض هو داء المقوسات الخلقي. فاذا كانت الأم مصابة بداء المقوسات بصورته الشديدة عند الولادة أو أثناء الحمل، فأن الطفيلي المسبب للمرض سوف يصيب الجنين المتكون. ولكن لحسن الحظ، فإن معظم إصابات حديثي الولادة هي بدون أعراض، ولكن الأعداد الكبيرة من هذه الطفيليات قد تتسبب في حدوث الموت أو التشوهات عند الأطفال حديثي الولادة. حيث يُعتقد أن طفيلي المقوسة الغوندية يمكنه عبور غشاء المشيمة من دم الأم إلى الجنين. وقد يتسبب الطفيلي بولادة جنين ميت أو الإجهاض نتيجة الاصابة بداء المقوسات في الانسان والحيوانات الاخرى.

طرق العدوى بداء القطط وكيفية الوقاية منه

  • أما عند الحديث عن كيفية الوقاية من داء المقوسات الغوندية (داء القطط)، فإن لحوم الأبقار المصابة هي إحدى مصادر العدوى بهذا الداء، ولكن لحوم الأغنام والخنازير تكون ناقلة للطفيلي بنسبة أكبر. لذا يجب طهي اللحوم جيداً قبل تناولها لضمان عدم الإصابة.
  • القطط المنزلية، السائبة والبرية هي مصادر العدوى المستمرة للإنسان. بل وحتى عند اتخاذ أقصى درجات النظافة عند تربية القطط المنزلية، فإن من الممكن أن تكون فضلاتها حاوية على الأطوار المعدية من الطفيلي المسبب لداء المقوسات. فيجب اتخاذ أقصى درجات الحذر عند وجود امرأة حامل في المنزل فمن الضروري ابتعادها عن القطط وعدم وجود أي تماس بينها وبين فضلات القطط.
  • إضافة إلى ذلك، فإن الذباب والصراصير قادرة على إيصال أطوار الطفيلي المعدية من فضلات القطط إلى مائدة الطعام. كما أن التربة هي أيضاَ مصدر ناقل للعدوى إلى الأنسان بسبب احتوائها على مسببات العدوى التي تصل إلى التربة عن طريق دفن القطط لبرازها الملوث بالأطوار المعدية لطفيلي المقوسة الغوندية. فيجب الحرص على النظافة باستمرار للبقاء أصحاء بعيداً عن داء المقوسات. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

المصادر:

  1. Roberts, Larry S.; Janovy, Jr., John (2013). Gerald D. Schmidt & Larry S. Roberts’ Foundations of Parasitology (9 ed.). Boston: McGraw-Hill Higher Education. pp. 132–137.

بقلم: خضر نيازي

 

أضف تعليقك هنا