سيكولوجية النمو والثبات

الفرق بين عقلية النمو وعقلية الثبات لدى أستاذة علم النفس كارول دويك

عقلية النمو

“عقلية النمو تجعلنا ننظر لسماتنا وقدرتنا الطبيعية ببساطة على أنها نقطة البداية وأنه من خلال التجربة والجهد والتعلم سنمضي تجاه ما نريد فعله أو ما نريد أن نكون عليه” هذا الاقتباس من كتاب (‎طريقة التفكير: السيكولوجية الجديدة للنجاح Mindset: The New Psychology of Success) لأستاذة علم النفس كارول دويك التي تصف من خلاله عقلية النمو وعقلية الثبات.

العقلية الثابتة

وتذكر عن العقلية الثابتة “هي أن تعتقد أن الذكاء كم ثابت يوهب لك لحظة ميلادك فتتمحور حياتك حول أن تثبت للآخرين أن كمك الثابت من الذكاء مرتفع” وتعزو كارول مكمن الخطر هنا في أن العقلية الثابتة لا تطرح السؤال التالي” هل سأتعلم شيئا من هذا (أي الموقف) ؟” بل تكون الأسئلة: “هل سيراني الناس فائزا أم خاسرا؟” “هل أكون مقبولا أو مرفوضا؟”

سمات عقلية النمو وعقلية الثبات 

ويشرح الكتاب أن من أهم سمات العقلية الثابتة أنها طوال الوقت تعتني بثقتها بذاتها والعمل على حمايتها مما يفقدها روح المبادرة، وفي المقابل تكون عقلية النمو مبادرة وهي ما يعني فعل أشياء لا تكون بالضرورة واثقة من القدرة على تحقيقها.

أيهما أصح لعمل المجتمعات عقلية النمو أم عقلية الثبات؟   

الأستاذة كارولين تدعم وتشجع على الإيجابية في عقلية النمو وذاك صحيح إذا ما نظرنا لعقلية الثبات وأن تبنيها بالكامل يؤدي للسلبية و الاكتئاب وفعلا واجهنا هذه العقليات وعانى المجتمع منها فكما ذكرت أن غاية هذه العقلية أن تكون منتصرة دائما وتظهر بمظهر الواثق فإن هذه الغاية ترضخها في أحيان كثيرة لمفهوم الغاية تبرر الوسيلة وما يترتب على إن كانت الوسيلة أو الوسائل سلبية مصحوبة بالأنانية والنرجسية.

العمل وفق عقلية النمو وعقلية الثبات والموازنة بينهما أمر ضروري في المجتمعات

ويمكن لنا جميعا تفهم وجود كلا العقليتين في المجتمعات من خلال علاقتنا وبتحليل بسيط فقط يمكن تصنيف من حولنا ولكن ما نراه ونعايشه واقعيا يوحي بوجود عقلية بالمنتصف أي لا تكون المسألة  أبيض أو أسود فقط حيث تكون هذه العقلية بين ذاك وذاك فهي تؤمن بالذكاء والقدرات وتحرص على تعزيز الثقة بالذات وحماية ذلك وتحمد الله على هباته ومن ثم تنطلق من ذلك وترسخه كقاعدة للتعلم والتطوير وهنا يمكن القول أنه قد يطغى جانب على الآخر أي قد يطول الثبات ويؤجل النمو بصورة أو بأخرى ولكن ذاك أحيانا يكون ذلك متفهما حيث يحكم بحسب عوامل الموقف ومعطيات الأحداث والتأثيرات الخارجية أي المطلوب الديناميكية والتريث لحين اتضاح الرؤية وتكمن فائدة هذا الكتاب الرئيسية من وجهة نظرنا في أنه يجلي المعرفة بالعقليات وطرق التفكير وهي ما يبنى عليه ويتبنى من خيارات وقرارات وأيضا يكون من هذا الفهم أداة لمعايرة الاتجاه والرجوع لخط النمو إذا أوجسنا أنا ابتعدنا وتبنينا الجمود والثبات لفترات أطول من اللازم.

فيديو مقال سيكولوجية النمو والثبات

أضف تعليقك هنا