قم للمعلم وضع له لايك

التعليم في زمن الكورونا يختلف عن التعليم قبل تلك الجائحة فالمتعلم بعيد عن معلمه ووسيلة التواصل افتراضية لا التقاء وجداني بينهما فهل تغير نمط التعليم في العالم أم انه سيعود لسابق عهده فالذي يجري مجرد مرحلة لن يطول امدها ؟

الحياة بتفاصيلها الدقيقة قبل كورونا لن تكون كماهي بعد كورونا

أعتقد كغيري أن الحياة بتفاصيلها الدقيقة قبل كورونا لن تكون كماهي بعد كورونا، فذلك الداء غير وقلب المفاهيم وأحدث زلزالاً رهيباً في حياة الناس فنظرة الناس تجاه الحياة تغيرت لدرجة أن هناك فئة بدأت تتعلق بالله وهناك من بدأ يهرول بإتجاه الماديات والعلوم وهناك من يحاول أن يجد في تلك الجائحة مكسب مالي فالاقتصادات تتأرجح وصاحب المال يقتنص الفرص والتجارة كما يقال شطارة ..
في بيت شهير لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول فيه :

قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا.
لكن في زمن الكورونا يختلف الأمر فالمعلم بعيد والمتعلم بعيد ولو كان أمير الشعراء بيننا لقال :
قم للمعلم وجهز له الدرسا
واوصل جهازه بالكهرباء والنتا.

مع احترامي لفن الشعر ولأمير الشعراء الذي لن تنجب نساء عصرنا مثله كغيره من العظماء إلا أنني اتوقع أنه لوكان بيننا لتحسر ولانشد شعراً طارت به الرُكبان، التعليم عن بُعد أسلوب جديد يعتمد على التقنية الحديثة لن يتميز فيه إلا من يمتلك القدرة والمهارة، هو نمط جديد ومقدمة جديدة لحياة مختلفة عن الماضي، العالم بدأ يحزم حقائبه للانتقال من نمط إلى آخر ونحن كعرب جزء من العالم إما الانتقال أو التقوقع ومن ثم التخلف التقني وما يتبعه من مصائب لا تعد ولا تحصى..

أمة اقرأ ستكون جاهلة وستذوب في ثقافات وحضارات أُخرى

جيل اليوم وطريقة تلقيه للمعلومة والانفتاح المعرفي والثورة المعلوماتية وتغير طريقة التلقي عوامل تضعنا أمام مرحلة جديدة مرحلة خطرة من الناحية التربوية والمعرفية، فنحنُ بعد مدة إن طالت أزمة كورونا سنجد أنفسنا أمام جيل لا يكاد يقرأ أو يكتب جيل قد يكون متميز تقنياً لكنه لا يجيد القراءة والكتابة كالاجيال السابقة جيل أُمي وإن امتلك مهارة تقنية ، وهنا مكمن الخطورة التربوية والمعرفية فأمة إقرأ ستكون جاهلة وستذوب في ثقافات وحضارات أخرى فالثقافة والحضارة الضعيفة لا تموت بل تذوب في ثقافة وحضارة أقوى منها فتتلاشى قيمها وتصبح جزء بعد أن كانت كُل!

التطوير والتحديث في الشأن التعليمي مطلب فلا يمكن لأي أمة أن تنهض ويعلو شأنها بلا تعليم فالتعليم حجر الأساس لأي مشروع نهضوي وتنموي، لكن ذلك لا يعني إغفال أو إهمال السلبيات وغض الطرف عنها، نحنُ بحاجة إلى دراسة حديثة موثوق بها تضع التعليم عن بُعد تحت مجهر البحث لنصل إلى نتائج تقودنا إلى تفادي الكوارث الناجمة عنه مستقبلاً، الضعف القرائي والكتابي وارتفاع نسبة الفقر ببعض البلدان عوامل تجعل من التعليم عن بُعد مرحلة صعبة خصوصاً وأن هناك من لا يستطيع الاندماج في تلك العملية الجديدة لأسباب خارجة عن إرادته، لا يوجد شيء أجمل وأفضل من التقاء المعلم بالمتعلم في فصل دراسي ولا يوجد شيء أجمل من صوت الطلبة الذي يعلو أثناء الانصراف فتلك الأشياء البسيطة تمثل لنا اليوم الشيء الكثير فكورونا ليس بنقمة بل نعمه أشعرتنا بقيمة الأشياء ومن بينها قيمة المعلم والمتعلم اللذان يتمنيان أن يعودا سويةً إلى المدرسة معقل المعرفة والحرم المُقدس عند من يستشعر قيمة العلم، لنضع المرحلة الراهنة تحت المجهر ونبدأ في التخلص من تراكمات وسلبيات كانت قبل جائحة كورونا آمر طبيعي لنحول الأزمة لمنحه فقد قيل في المحن منح ولن نصل إلى ذلك المستوى إلا إذا تعاملنا مع الواقع بذكاء.. ..

جمل الفيديو

أضف تعليقك هنا