إدارة الموارد البشرية وقت الأزمات

مقدمة

تعتبر إدارة الموارد البشرية من أهم وظائف الإدارة منذ الوقت الذي بدأ فيه الاهتمام بالموارد البشرية حتى اللحظة، ذلك لأن الموارد البشرية هي أهم عناصر الإنتاج في أي مؤسسة، فقد بدأ الاهتمام بهذه القضية منذ بدايات ظهور علم الإدارة بشكل رسمي وذلك باهتمام المسؤولون برأس المال البشري لديهم في منظماتهم ليقينهم الدائم أن العنصر البشري هو أساس العمل والنجاح لأي مؤسسة. (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم إدارة).

ولعل أهم ما يميز المؤسسات المبدعة في العصر الحديث هو اهتمامها بالموظفين واعتبارهم شركاء في العمل لا مجرد آلات يقع على عاتقها تأدية مجموعة من المهام في وقت محدد للإنجاز.

مفهوم إدارة الموارد البشرية

اجتهد الكثير لوضع تعريفات واضحة ومفهومة لإدارة الموارد البشرية، من هذه التعريفات أنها “النشاط الإداري المتعلق بتحديد احتياجات المشروع من القوى العاملة، وتوفيرها بالأعداد والكفاءات المحددة وتنسيق الاستفادة من هذه الثروة البشرية بأعلى كفاءة ممكنة”. (أبو شريعة:2020)

وفي تعريف آخر فهي “الإدارة الخاصة باستقطاب واختيار، تطوير، تنظيم، تقييم، مكافأة وإدارة أعضاء المنظمة من الأفراد وجهات العمل وذلك لتحقيق الأهداف التنظيمية وأهداف الأفراد من خلال رضاهم عن العمل وتحسين جودته وزيادة فاعلية وإنتاجية العاملين”. (تيم:2018)

أهداف إدارة الموارد البشرية

تكمن أهداف إدارة الموارد البشرية كأي نوع من أنواع الإدارات التي تسعى بروادها إلى الاستمرارية دوما وتحيق أهداف أي مؤسسة فإن إدارة الموارد البشرية منذ نشأتها واضحة ومحددة ولها عدة أهداف تسعى إلى تحقيقها، ومن هذه الأهداف المساهمة في تحقيق أهداف المؤسسة.

توظيف المهارات والكفاءات عالية التدريب والمتحفزة، زيادة الرضا الوظيفي وتحقيق الذات عند الموظفين إلى أعلى قدر ممكن، إيصال سياسات الموارد البشرية إلى جميع الموظفين في المنظمة، المساهمة في المحافظة على السياسات السلوكية وأخلاقيات العمل، إدارة وضبط عملية التغيير لتعود بالنفع على كل من المنظمة والموظف، السعي لتحقيق معادلة مستوى الأداء الجيد وهي المقدرة والرغبة، حيث أن زيادة المقدرة يتمثل في برامج تدريب وتطوير العاملين وأما الرغبة فيتمثل في أنظمة الحوافز وبرامج الصحة والسلامة. (كافي:2014)

الموارد البشرية ومواجهة الأزمات

وفي ظل ما يشهده العالم من كوراث وأزمات أصبحت المؤسسات تضع جل اهتمامها على تطوير استراتيجيات لمواجهة أي أزمة تواجه المنظمة وبالتالي تسعى بهذه المواجهة لتحقيق الميزة التنافسية في العمل، وبالتأكيد فإن المورد الأساسي لتحقيق ذلك هو الموارد البشرية التي تبذل أقصى جهودها لتحقيق الأهداف، التي تحتاج إلى مستوى عال من المهارة والكفاءة والمقدرة على ضبط الأمور والتكيف مع المتغيرات.

وتعتبر الأزمة هي أي تهديد خطر أو غير متوقع لأهداف وقيم ومعتقدات وممتلكات الأفراد والمنظمات والدول والتي تحد من عملية اتخاذ القرار، والأزمة هي نقطة تحول مصيرية في مجرى حدث ما، تتميز بتحسن ملحوظ أو بتأخر حاد، وترتبط بتجاذبات قديمة لابد أن تزول لتحل محلها ارتباطات جديدة، وتورث تغيرات كمية ونوعية في هذا الحدث. (الدليمي:2012)

متطلبات إدارة الأزمة

ومن هنا تبرز جهود إدارة الموارد البشرية في التعامل مع أساليب إدارية جديدة لتخطي الأزمات ويبدأ تكاثف الجهود للتعامل مع الأزمات وفق متطلبات إدارة الأزمة وهي “تبسيط الإجراءات وعدم تعقيدها وهو الابتعاد عن كل ما من شأنه تعقيد الأمور ويخلق نوع من الإرباك وعدم الفهم.

التنسيق بين فريق إدارة الأزمة والإدارات والقيادات الأخرى ذات العلاقة بالأزمة لتنفيذ القرارات والحيلولة دون تعارض الإجراءات، التخطيط الذي يعمل من خلاله القادة لإدارة أعمالهم باتجاه التعامل مع الأزمات وهو منهجية علمية تبعد الأزمة عن الارتجالية والعشوائية في اتخاذ القرارات، التواجد المستمر بحيث لا يمكن التعامل مع الأزمة إلا من خلال تواجد أعضاء الفريق بشكل مستمر في مكان إدارة الأزمة حيث يؤدي تواجدهم إلى التنسيق وتبادل الآراء والاطلاع على كل ما هو جديد حيال تطور الأزمة”. (جعفر:2017)

الأساليب الحديثة في التعامل مع الأزمات

  • الأسلوب العملي في مواجهة الأزمات: قال تعالي: أفَمَنْ يمشي مُكِبّاً على وجْهِهِ أهْدى أمَّن يمشي سَوياً على صراط مستقيم (الملك:22)تعتبر الأساليب الاجتهادية وحدها غير كافية للتعامل مع الأزمات الحديثة، لتعقدها وتشابكها، ولذلك لم يعد هناك مفر من إتباع الأساليب العلمية في مواجهة الأزمات، حيث إنها الأكثر ضمانا للسيطرة على الأزمات، وتوجيهها لمصلحة الكيان الإداري أو مجتمع الأزمة.
  • أسلوب فريق العمل: وهي أكثر الطرق شيوعا واستخداما للتعامل مع الأزمات، حيث يشكل فريق يضم أكثر من خبير متخصص في مجالات مختلفة، بهدف تقييم كل عنصر من عناصر الأزمة، ومن ثم تحديد التصرف المطلوب للتعامل معه بهدف حل الأزمة بالشكل العلمي السليم.
  • طريقة تصعيد الأزمة: وهو ترك الأزمة تزيد وتحتدم، على الأخص حينما يكون هناك أطراف مختلفين في المصالح أو الخلفية السياسية أو العرقية، على الأخص في العمل الشعبي والسياسي، ويتم التصعيد لكي يصل النقاش وتصل الأزمة إلى نقاط التعارض.
  • الاحتياط التعبوي للتعامل مع الأزمات: تقوم على أساس تحديد المناطق الضعيفة التي يمكن لعوامل الأزمات اختراقها، ومن ثم إعداد احتياطي وقائي يمثل حاجزا وقائيا لمواجهة أي اختراق، لأي من النقط والحواجز المحددة.
  • طريقة الوفرة الوهمية: هي أحد الأسباب النفسية التي يلجأ إليها متخذ القرار، للتعامل مع الأزمات العنيفة والسريعة والمتلاحقة الأحداث، والتني تنذر بخطر عاصف ومدمر للكيان الإداري، الذي تجتاحه الأزمة، خاصة مع وجود عامل نفسي مصاحب لها، يعمل على إيجاد حالة فزع شديدة تغري عوامل الأزمة وتجذب إليها قوى جديدة. (عبد العال:2009

المراجع

  • أبو شريعة، عامر. (2020)،” إدارة الموارد البشرية”، الإدارة العامة للمكتبات والمخطوطات، وزارة الثقافة.
  • تيم، يزن. (2018)، “إدارة الموارد البشرية- أساليب الإدارة الحديث”، دار الفضاءات للنشر.
  • جعفر، يونس. (2017)، “أثر التخطيط الاستراتيجي في إدارة الأزمات- دراسة تطبيقية: المؤسسات العامة في منطقة ضواحي القدس”، مجلة جامعة الأقصى (سلسلة العلوم الإنسانية).
  • كافي، يوسف. (2014)، “إدارة الموارد البشرية من منظور إداري- تنموي- تكنولوجي- عولمي”، مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع، عمان.
  • الدليمي، عبد الرازق. (2012)،” الإعلام وإدارة الأزمات”، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان.
  • عبد العال، رائد. (2009)، ” أساليب إدارة الازمات لدى مديري المدارس الحكومية في محافظات غزة وعلاقتها بالتخطيط الاستراتيجي”، الجامعة الإسلامية، غزة.

فيديو مقال إدارة الموارد البشرية وقت الأزمات

 

أضف تعليقك هنا