أقوى سلاح صنعته البشرية

بقلم: ساهي حسن

عندما تفكر أو ربما لم تفعل بعد، بما هو أقوى سلاح صنعته البشرية؟ يأتي في ذهنك أحدث الأسلحة النارية أو الطائرات المقاتلة او دبابة “إيوسيف ستالين” والمعروف بأنها أقوى دبابة في الحرب العالمية الثانية،وكل هذه الأسلحة ستكون إجابتك البديهية إن كنت تعيش ماقبل عام 1945 ولحسن الحظ لست كذلك. (خطر الإعلام)

أما بعدها وحتى اليوم فقد فكرت بأنه القنبلة النووية بالطبع،لما لا فهي القنبلة التي قتلت 140,000 شخص في هيروشيما بلحظات ليست كافية للتنفس حتى،ان كنت قد فكرت بكل هذه الأسلحة فأخشى ان اقول لك انك مخطئ برأيي اكثر مما هو حقيقة نتلمسها اليوم،واذا كنت قد فكرت بأسلحة أخرى لم أذكرها فأعتذر لك أنني لم استطع معرفتها وذكرها،لانه في رأيي يا عزيزي القارئ

ما هو أقوى سلاح صنعته البشرية؟

فإن أقوى سلاح صنعته البشرية هو “الإعلام” لن اتحدث عن تاريخ الإعلام فلست أتحدث عن تاريخه انما عن توظيفه وتأثيره عليك وعلى الجميع ومن ضمنهم كاتب المقال بالطبع،المقصود بالإعلام هو كل ما يصلك من معلومات مرئية او سمعية او كليهما من مؤسسة قد تكون ربحية او غير ربحية وان كانت مملوكة من شخص او ملك للدولة وضمن مؤسساتها،وبالطبع أعني كل ما يصلك من معلومات يعتبر إعلام.

خطر الإعلام 

وهنا يكمن خطر الإعلام المرعب على الإنسان،فالإنسان يفعل ما يعتقد،وما يعتقد مبني على رأيه و رأيه بدوره مبني على المعلومات والمعطيات التي يمتصها،لذلك فأن رأيك مثلاً ان توجهك السياسي صحيح هو مبني على المعلومات التي منحك إياها شخص آخر او مؤسسة أخرى او مؤسسة ما قادتك الى ذلك الإعتقاد،او ان ديانتك التي تعتقد انها صحيحة وعادلة مبنية على نفس المفهوم،وتوجهاتك الفلسفية…الخ في جميع الأيديولوجيات،بل حتى ان ذوقك في الأغاني والموسيقى والتي بدورهما تعتبر إعلام ايضاً يغذيه إعلام آخر.

سأذهب بعيداً وافاجئك بأنه حتى مواصفات الأنثى التي تريد الارتباط بها يغذيها الإعلام وما استقبلت من معلومات،بالطبع بالحديث موجه للنساء ايضاً،فهنا أحد مشاكل اللغة العربية في رأيي بأنها تفرق تعبيرياً بشكل كلي للجنسين مما يجعلني اكتب هو وهي اكثر من بقية اللغات،لنرجع الى موضوعنا الأساسي،بما انني قلت ان المعلومات هي من تغذيك كلياً وتجعلك ما هو انت عليه الآن،فهنا ينبغي ان اسأل بمن صاحب هذه المعلومات؟ ولماذا قد اثق به؟ وكيف توصل إليها؟

هل الإعلام يجعلك ترى ما يريد هو فقط؟

عندما يحدث عمل إرهابي ما،هل الذين قتلوا هم ضحايا كما تسميهم تلك القناة او كما يسميه ذلك الإعلام؟ ام انهم شهداء كما تسميهم قناة أخرى وإعلام آخر؟ بل ان الارهابي الذي فجر نفسه هل يصبح شهيداً وبطلاً ان كان قد فجر نفسه وسط اليهود مثلاً في داخل إسرائيل؟ ام ارهابياً قاتلاً وسيذهب الى جهنهم كما يقول إعلام آخر؟

من ينبغي ان نصدق؟ وعلى وفق ماذا؟،ومن أي جانب قد نراه؟ بأختصار رقم ٧ يراه غيرك ٨ لانه في الجانب الآخر فهل انت مخطأ كما هو يقول عنك لانك في جانب مختلف عنه؟ لذلك “الإعلام” اقوى سلاح صنعته البشرية. (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم قضايا مجتمعية، وشاهد مقاطع فيديو موقعنا على اليوتيوب).

بقلم: ساهي حسن

أضف تعليقك هنا