الاعتداء الجنسي او ما يعرف اصطلاحاً بالاغتصاب هو عملية يتعرض لها الأشخاص سواء من الذكور او الاناث، وبمختلف الاعمار، حيث يتعرضون الى اعتداء جنسي فردي او جماعي، بالقوة او الابتزاز او الاحتيال، وان كثير من هذه الاعتداءات تنتهي ولا تقدم الشكاوى الى النظام القضائي بسبب التبعات والتي قد تتسبب بمقتل الشخص المعتدى عليه في بعض الأحيان.

لا علاقة للوضع الاقتصادي او السياسي او استقرار الدولة من عدمه بقوة وضعف انتشار عمليات الاغتصاب، حيث تشهد مثلاً الولايات المتحدة الامريكية حالات اغتصاب بمعدلات كبيرة رغم انها من الدول المسيطرة على اقتصاد العالم، ومن الدول التي تدار وفقاً للنظام الديمقراطي، ولدى حكومتها السيطرة والقوة القانونية وامتلاكها لأجهزة مخابرات قوية تستطيع الحد من الجريمة.

ما هو دافع الاعتداء الجنسي؟

الاعتداء الجنسي هو دافع نفسي موجود لدى الانسان، فهو تحت سيطرة الغريزة، كأي مظهر من مظاهر الغريزة الأخرى، ولكنه ينطلق ويأخذ أثره عندما يفقد الشخص توازنه العقلي، او يتربى على ان هذا الفعل طبيعي ولابد له من ارتكابه، كما هي النظرة لدى المراهقين الذين يشربون السكائر للإجهار برجوليتهم، وكذلك يرى البعض ان الاعتداء الجنسي هو ممارسة تزيد من شأن الشخص وتعطيه أهمية في وسطه الاجتماعي.

عند المعتدين الجنسيين بدائل متنوعة لتفريغ غريزتهم فيها، الا انهم يختارون الأسلوب الأصعب، حيث يزداد تمتعهم بالاعتداء الجنسي مع الأشخاص الرافضين لممارسة الجنس معهم، او الذين يخالفونهم بالرأي ويعارضونهم، او الذين لا يعيرونهم أي أهمية، واحياناً لا تجد أي سبب مقنع للاعتداء الجنسي، وخاصة عندما ينتبه الفاعل انه ارتكب جريمة سيعاقب عليها، لذلك ينهي ما بدأه بقتل الضحية لإخفاء الأدلة.

هل للضحية دور في الاعتداء الجنسي؟

احياناً يكون للضحية دور أساسي في زرع بذرة الاعتداء الجنسي من خلال تأثيره النفسي عليه، فعندما يثار الشخص ويفقد سيطرته على انفعالاته يقوم بخطوته الجنونية والتي يحاول فيها اخذ مراده من الشخص الاخر، وان رفض – وهو المتوقع – فان المعتدي سيأخذ مراده بالقوة، وتحدث هذه الاعتداءات في أوساط العمل والبيت والجيران، لأنها تحتاج الى تواصل مستمر بين الطرفين لفترات ومدد زمنية طويلة، والتي ستكون كفيلة بخلق هذه النزعة والرغبة لدى المعتدي.

لماذا تُعد النساء أكثر فئة يُعتدى عليها؟

قد يُعتدى على ارملة او مطلقة، بالقوة او بالابتزاز او بالاحتيال، واحياناً يُعتدى على امرأة متزوجة، وفي مجتمعاتنا العربية يكون سكوت المرأة ستراً لها، فهي لا تستطيع الوقوف امام العالم وانتقاداتهم، ولا تستطيع خسارة زوجها او أبنائها بسبب معرفتهم وحساسيتهم من هذا الموضوع، حيث تتقبل الامر لتبقي المركب يجري دون توقف، ولهذا ينتشر في أوساط مجتمعاتنا مثل هذه الاعتداءات، واستغلال ضعف هذه النسوة ورغبتهن في المحافظة على عائلاتهن من التشتت والضياع، إضافة الى ان اجهزتنا الرقابية والقانونية تعاني من فساد واضح، وقد يعرضها ذلك الى الاعتداء الجنسي حتى من أجهزة الدولة.

الاعتداء على الأطفال والقاصرين

ورغم بشاعة الاعتداء على هذه النسوة المستضعفات فان هناك عمليات اعتداء اكثر بشاعة، بل وقد تتسبب بانهيار واضح للمعتدى عليهم، وقد تنهي حياتهم وتدمرها بالكامل، فالاعتداء على الأطفال والقاصرين ذكوراً او اناثاً هو من اخطر ما يكون على المجتمع، وهو ابشع الجرائم على الاطلاق، فلا يوجد سبب مقنع يدعو شخصاً بالغاً للاعتداء على طفل لم يتجاوز عمره العشر سنوات، فلا جسمه ولا منطقه ولا أي جانب من جوانب شخصيته الاسلوبية والجسمانية تثير الرغبة الغريزية عند أي شخص سوي وطبيعي،

وهؤلاء يعتبرون من اخطر المجرمين ولابد من محاسبتهم بقوة وحزم من قبل الدولة وعدم السماح للنظام العشائري الذي يقتات على حلحلة هذه المشكلات بالأموال بالتدخل، فبراءة الأطفال يجب الا تستغل بهذه الطريقة، ولابد للأهالي ايضاً الانتباه الى أطفالهم ومراقبتهم ومتابعتهم، وعليهم ايضاً ان يولوهم الاهتمام وتوجيههم وتربيتهم بالأساليب المناسبة للتعامل مع الغرباء.

ما هي أسباب جرائم الاعتداء الجنسي؟

ان جرائم الاغتصاب الجنسي هي وليدة واقع من الانحلال والتخلف وفراغ الاخلاق، وعدم الخوف من القانون والعقوبة، وتشجيع العادات والتقاليد الاجتماعية على هذه الممارسات، والانفلات في متابعة قنوات الإباحية بمختلف عناوينها، والتي تؤثر من خلال ما تعرضه على مزاجيات الشخص، وتطور ميوله وتشجعه على المضي قدماً في طريق الاغتصاب، إضافة الى ما يتم تداوله في أوساط المجتمع من حالات وتجارب، وما يعرض امام الشخص من أفلام ومسلسلات تعزز جانب الجريمة وخاصة عندما يصبح المجرم هو بطل الفيلم او المسلسل.

حلول للحد من هذه الجريمة

العائلة ثم المجتمع ثم النظام، هذا هو التسلسل الذي يجب ان تتبعه أي دولة للحفاظ على أبنائهم من ان يكونوا معتدين او معتدى عليهم، ولابد من العودة الى تفعيل الشعور بالروادع الأخلاقية، والخوف من النتائج، وإيجاد طرق حوارية مع الأبناء لاحتوائهم ومعرفة مشاكلهم وخلق الثقة للبوح بها، اذا ما نجحت العوائل في ذلك سيتمكن المجتمع من تخطي المشاكل المسببة للاعتداءات الجنسية وبذلك يعطون الفرصة للدولة بفرض قدراتها لردع الشواذ بقوة وشدة ليعتبر الاخرين.

فيديو مقال الاعتداء الجنسي وخطورته على المجتمع