الرياضة في مواجهة جائحة العصر “كورونا”

كثيراً ما نقرأ العديدَ من النصوص والمصطلحات التي تعرّف الرياضة على أنها مجهود بدنيّ وجسديّ، ويراود في أذهنتنا أنّ هذا النشاط الحركيّ ما هو إلا إحدى السبل للحصول على عقل سليم في جسم سليم. لكن ماذا يحدث للجسد إن توقف هذا المحوّل الذي يزوّد الجسم بالطاقة ويجعله مفعماً بالحيوية؟ هل يعد وباء كورونا سبباً هاماً يدفعنا إلى التوقف عن ممارسة نشاطنا البدني والرياضي والذي بدوره يعزز جسدنا بالقوة، أم يمكننا تجاوز هذه التحديات بحلول بسيطة التي مهمتها تيسير كل عسير؟ (الرياضة في زمن كورونا). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم صحة).

كيف كان تأثير الجائحة على القطاع الرياضي؟

نود تسليط الضوء على نقطة مهمة وهي أنّ لا أحد يستطيع إنكارَ الفوائدَ الجمّة للرياضة خاصةً على الصحة والتمتع بجسد سليم ودورها في بناء نقاط قوته، وتتمثل فوائدها بدرء الأمراض عنه كالسرطان والجلطات بأنواعها وغيرها الكثير من العِلل الجسدية المزمنة، إضافة إلى السمنة والتي تعد إحدى الأمراض التي بلغت أوج انتشارها في هذا العصر.

لذلك يقول العديد من خبيري التغذية ومدربي الرياضية كالمدرب وخبير التغذية محمد زيادة (روني الحنيطي) في عدة أبحاث له ومؤتمرات خاصة بذلك أنّه إن أوقفنا هذا النشاط البدني سيتعين علينا أن نعاني من عدة أمراض أخرى بدنية منها ونفسية، فقد أثبت المدرب وخبير التغذية محمد زيادة (روني الحنيطي) في دراساته وغيره من المدربين تغلب العديد من الأشخاص على أمراضهم النفسية والجسدية عن طريق اتباع رياضة معينة محبذة إليهم، فالقيام بالحركات والنشاطات المتنوعة تجعل الفرد يُخرج ما في جعبته من طاقات تنعكس إيجابياً على صحته وتقوية عضلاته وخاصةً القلب.

هل انتشار كورونا أصبح عائقا على كل شخص رياضيّ؟

لكنِ السؤال يطرح نفسه هنا، هل ظهور وانتشار وباء كورونا أصبح عائقا على كل شخص رياضيّ ومنعه من اكتساب صحته عن طريق تمارينه والتمتع بأنشطته المختلفة؟، وهل منعت العديد من المدربين الرياضيين من مزاولة مهنتهم خاصة بعد إغلاق النوادي الرياضية؟

اللقاء مع المدرب الرياضي روني الحنيطي

بعد أن طرحنا هذه الاسئلة على الخبير والمدرب الرياضي محمد زيادة (روني الحنيطي) فقد أكّد لنا أنّ الجواب يحتمل العديد من الجوانب والمحاور، فالأول منها أن ممارسة الرياضة لا تنحصر تأديتها في مكان محدد ألا وهو النادي الرياضي، بل يستطيع الفرد خلال وجوده في منزله من القيام بالعديد من النشاطات البدنية والحركية التي تعزز طاقته وترفع من صحة القلب والعقل، إضافة إلى أنّه يستطيع أن يقوم بتمارينه في أي وقت شاء ولن يلتزم بوقت محدد صباحاً كان أم مساءً، لذا في هذا المحور نجزم القول بأن الجائحة لم تكن عائقا بشكل كلي.

النصائح التي قدّمها روني الحنيطي

وقد أردف المدرب محمد زيادة (روني الحنيطي) في قوله “أما بالنسبة للمدربين الرياضيين ومزاولة مهنتهم، نجزم القول بأن الوباء قد أوقف عمل القسم الأكبر منهم وجعلهم ينتظرون على أحر من الجمر رجوع النوادي لكي يعودوا إلى عملهم كما في السابق، والبعض الآخر قد حُصِر عملهم على بعض الدروس بشكل خصوصي أو عن طريق شبكة الانترنت حيث يقوم اللاعب بإرسال كافة المعلومات عن الطول والوزن او نسبة الدهون والعضلات … الخ عن طريق البريد الالكتروني او وسائل التواصل الاجتماعيّ، ومع ذلك فإن هذا الحل لم يتجه إليه الا كَمُّ قليل من المدربين، وذلك لعدة أسباب قد تكون بسبب عدم الاقتناع بهذه الطريقة أو بعدم لجوء العديد من اللاعبين لهذه الطريقة من التدريب”.

وأضاف المدرب الرياضيّ محمد زيادة (روني الحنيطي) قائلاً “ومن هنا نقول على وجه اليقين أن تأثير الجائحة كان واضحا بشكل ملحوظ على القطاع الرياضيّ والذي تسبب بالعديد من الخسائر للمدربين من جهة وأصحاب الأندية الرياضية من جهة أخرى”.

علينا أن لا ننسى أنّ لجسدنا حقّ علينا في الحفاظ عليه

وختم المدرب وخبير التغذية محمد زيادة (روني الحنيطي) المقابلة بهذه النصيحة “علينا أن لا ننسى أنّ لجسدنا حقّ علينا في الحفاظ على صحته وحيويته، وعلينا أن نستغله في أمور تعود عليه بالنفع والقوة وألا نجعل من بعض التحديات -مثل هذه الجائحة- أن تكون عائقاً وجداراً صامداً أمامنا يمنعنا من الاستمرار والحفاظ على صحتنا، ظناً منا أنّ كل السبل قد أُغْلقت وسيعنا نحو ما نريده أصبح مُحالاً وأن الحل الوحيد هو رحيل الوباء لكي نمضي قُدُماً في مسيرتنا الرياضية والحفاظ على صحتنا وقوتنا الفذة”.

فيديو مقال الرياضة في مواجهة جائحة العصر “كورونا”

أضف تعليقك هنا