الوجوه المضيئة!

بقلم: د. علي أحمد أبو النجا

سبحان الله، هل لاحظت في هذه الأيام أن وجوه أهل الإيمان أكثر إضاءة وإشراقاً يوماً بعد يوم؟ لا شك أن أهل الإيمان لهم نور في قلوبهم يفيض على وجوههم ويغبطون عليه من أحبابهم وأصحابهم.ولما كان نور المؤمن مرتبط ارتباطا وثيقا بطاعته الله وذكره لله كثيرا وسعيه لإرضاء ربه وطلب العفو والمغفرة منه، فالسؤال هنا ما السبب في هذا الفيض من النور وما الذي دعا اصحاب هذا النور لزيادة الطاعات في هذه الأيام؟ (أصحاب الوجوه المضيئة).

أعمال أصحاب الوجوه المضيئة قبل قدوم رمضان؟

حاول أن تستكشف أحوال هؤلاء، فالذي ستجده أنهم تذكروا شيئا غفل عنه كثير من الناس. فهم تذكروا أن شهر الصيام والقرآن “شهر رمضان” بدأ يقترب من الأبواب، فبدأوا يجهزون أنفسهم لاستقبال هذا الضيف الكريم.فيا ترى مالذي يفعله هؤلاء حتى فاض النور على وجوههم حتى قبل ان يبدأ رمضان؟ مع أن الطاعات معظمها خفي، فحسن ظني أن حياة جديدة بدأت تدب في هؤلاء استعدادا لرمضان.

هل سعيهم إلى الصلاة على وقتها ومتابعة النوافل سببٌ في نور وجوههم؟

سعي إلى الصلاوات دون تأخر حتى تجد أن هناك منافسة حميمة على الصف الأول، لا مجال عندهم لترك النوافل أو التقصير في إتمامها، رفقتهم كتاب الله في كل وقت وفي كل مكان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لهم صيام في بعض الأيام وقيام في كل الليال، مسارعة في الخيرات في كل إتجاه على قدر ما تطيقه أنفسهم. كل هذا إبتغاء مرضاة الله وتوفيقه في شهر رمضان القادم.(أَوَمَن كَانَ مَیۡتࣰا فَأَحۡیَیۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورࣰا یَمۡشِی بِهِۦ فِی ٱلنَّاسِ) سورة الأنعام ١٢٣.

صفات أصحاب الوجوه المضيئة المذكورة في القرآن

صفات هؤلاء واضحة ومذكورة في سورة المؤمنون: (أُو۟لَـٰۤئكَ یُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تِ وَهُمۡ لَهَا سَـٰبِقُونَ) سورة المؤمنون ٦١أيامهم هذه افضل من أيامهم السابقة، رجوا بذلك أن تكون أيام رمضان القادمة أفضل من أيامهم هذه، وبإذن الله سيكون لهم رجاءهم في الله جل وعلا مادام الرجاء مقترن بعمل.(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَءَامِنُوا۟ بِرَسُولِهِۦ یُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَیۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ نُورࣰا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ) سورة الحديد ٢٨.

كيف يستعد هؤلاء لقدوم رمضان؟

وعدهم الله جل وعلا بكفلين من الرحمة في الدنيا وفي الآخرة. نور يمشون به في الناس في الدنيا وفي الآخرة. ومغفرة من الله جل وعلا، وهذا عظيم الأجر ومنال كل صائم قائم في رمضان.فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ، فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ” . مسند أحمد

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ” . صحيح البخاريأتلمس أن أرى نورهم التام في رمضان بإذن الله تعالى، فهنيئا لهذه الوجوه المضيئة! اللهم بلغنا رمضان واجعلنا ممن يفتح له باب الريان. (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم إسلام، وشاهد مقاطع فيديو موقعنا على اليوتيوب).

 

بقلم: د. علي أحمد أبو النجا

أضف تعليقك هنا