سجين المستشفى الأسود 3

كانت المناوشات على أشدها في المستشفى الأسود للاضطرابات العقلية، بين السجناء والأطباء، حيث وقعت رجعت برجلية فرفر إلى سجن المستشفى الأسود بعد عشر سنوات من الفرار قضاها في جمعية الفوتبول آس هاش وفي عالم كرة القدم والشطرنج وكرة اليد بمدينة قبة عبد العزيز، ولكن لأسباب تتعلق بالإدارة والترتيبات الاجتماعية وجد برجلية فرفر نفسه أمام  مشهد جديد كل شيء تغير في سجن المشتفى الأسود حيث كثرت الشبابيك المغلقة ولم يعد المرضى المتحسنة حالتهم يقابلون الأطباء مباشرة. لقد أصبح يعطى الدواء مباشرة بعد التعرف على هوية المريض، ولم تعد الاستشارة والدخول إلى القاعات إلا للحالات المتستعصية.

التقاء مساجين المستشفى الأسود مع بعضهم

التقى مساجين المستشفى الأسود ، وتفكروا أيام الماضي القريب عندما تجمعوا في القاعة الرسمية يشاهدون كأس أفريقيا لكرة القدم على التلفاز التي جرت في مصر، كان الليل باردا عندما اقترب ملوكة من سرير برجلية فرفر ونزع عنه الغطاء في الثالثة صباحا، في تلك الأيام لم يتذكر  برجلية فرفر عدد الأيام التي قضاها في سجن المشتفى الأسود للاضطرابات العقلية عندما وقع اعتقاله في مدينة قبة عبد العزيز ، لقد قضى برجلية فرفر ثلاثين يوما في هذا المعسكر الكبير.

ذكريات برجلية فرفر وهو في المستشفى؟

كان يتذكر فقط الطبيبة ياقوتة وهي القطة البيضاء، الذكية والأستاذة جونسون الأمريكية ذات العينان الخضراوان، والأستاذ الخضير العلامة الكبير في عالم الطب النفسي. لقد تذكر فقط المنظمفات ينظفن تحت الأسرة في الصباح الباكر، تذكر عند الصباح الزبدة القهوة والمعجون، وتذكر المرضى كيف يتحمسون لمائدة الغداء ، لتناول المقرونة بالدجاج الشهي. كانت رغبة المساجين قوية جدا في تناول الأطعمة رغم أنهم لا يبذلون مجهودا كبيرا أو انشطة رياضية أخرى كل ما في الأمر، أن الأدوية تستنزف  كل الأطعمة التي يقع تناولها وخاصة منها المخدرات التي تقدم قبل النوم في الليل لتسهيل عملية السباب العميق.

لماذا كان برجلية فرفر يحس بالإغتراب ؟

كان الخروج بعد منتصف النهار إلى الهواء الطلق، يبشر بمقابلة في تدخين السجائر بطولية، حيث نقصت النقود على المرضى، والكل يرغب في مزيد التدخين فكان الجو مشحون جدا سواء داخل المبيت أو عند الخروج في الهواء الطلق ، كان برجلية فرفر يحس بالإغتراب الكبير الذي ينتاب المساجين والمضطربين عقليا بطريقة وحشية وفضيعة.

لا أحد يستيطع أن يسعد الآخر فقط قطيع ضائع , ولا يتحسر للخروج إلى عالم أكثر سواد وأكثر قتامة ومجتمع لا يحس بمساجين المستشفى الأسود والعاهات العميقة، على مستوى الأعصاب ، ناس في شبه غيبوبة أو غيبوبة بين المرض والموت، أو في أحسن الحالات تهيج عصبي ناتج عن ألم يقع تحديد والكشف عنه بعد مشاورات عميقة مع المختصين.

وكالعادة برجلية فرفر يجري زيارة ميدانية عند الخروج لاكشتفا المرضى القسم الخارجي، حيث وجد مقابلة في الملاكمة النسائية بين مريضتين يتخاصمان على الدواء، ومريض عاهته عميقة يهدد بتكسير بلور سيارات الأطباء لأن لا أحد يشعر به من الممرضات ، وهم يسكنون أآلامه وجراحه بكل قسوة وعناد.كان برجلية فرفر يعرف أن هذه الأوراق الخضراء والزرقاء والأدوية الحمراء والصفراء والبيضاء كالفطر، هناك الأدوية والوصفات الصالحة وهناك المسموم الذي يعطو نة لغايات تجارية وتدوير الدولاب لشركة الأدوية في العالم.

إعلان انتهاء مدة سجن برجلية فرفر في المستشفى الأسود

في الليل وعند اليأس وبعد قضاء ثلاثين ليلية في سجن المشتفى الأسود، أعلن الممرض أنتهاء مدة سجن برجلية فرفر في المستشفى الأسود بعد قرار من المهدي الدكتاتور بالإفراج عن برجلية فرفر لانضباطه وحسن أخلاقة مع المرضى والأطباء، وأتى أخوه بالسيارة رسميا ليأخذ برجلية فرفر ويغيبا عن الأنظار وسط الظلام ويتخلص برجلية فرفر مبدئيا من كابوس سجن المستشفى الأسود للاضطرابات العقلية بعد أن فاق نسبيا من الغيبوبة والصدمة القوية التي أتت على جميع ذاكرته وعند أول مقابلة مع زوجه أخيه استعاد برجلية فرفر أنفاسه وذاكرته التي فقدها لعشرات الأيام في غابة سجن المسشتفى الأسود.

فيديو مقال سجين المستشفى الأسود 3

أضف تعليقك هنا

هاني القادري

هاني القادري كاتب تونسي