صنهاجة غدو “أولاد إبراهيم”

بقلم: د.أحمد البخاري

توسلت قلمي لأخط بمداده عن مسقط رأسي ومكمن فخري واعتزازي ، عن قرية فيحاء ذات المناظر الطبيعية الخلابة ، قامت على ربوة عالية شرق المغرب وبالتدقيق حوالي 100 كلم عن مدينة تازة فكانت باعتدال هوائها وطيب مناخها مصيفاً للمغاربة من شتى المدن ومتربعاً لا يتخلفون عنه طوال العام. (قبائل صنهاجة). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم تاريخ، وشاهد مقاطع فيديو موقعنا على اليوتيوب).

إلى أي منطقة تنحدر قبائل صنهاجة ؟

لكن قبل الإلمام بها في العصر الحالي لابد من ذكر ومضة وجيزة تؤرخ لها ولجذور أهلها ، فقد اختلف المؤرخون لقبائل صنهاجة بين روايتين إحداهما قديمة والأخرى من العصر الوسيط:

الرأي الأول

تنسب كل قبائل صنهاجة على أنهم من قبائل حِميرية يمنية ، فمن قال بحِميرية قبائل صنهاجة عالم ومؤرخ اسمه ابن الأزري عاش في صدر العصر العباسي ، ووافقه في ذلك السمعاني في كتابه الأنساب ، وكذلك ابن الأثير في كتابه اللباب ، والسيوطي في كابه لب اللباب وغيرهم كثر من العلماء الذين قالوا بحميرية قبائل صنهاجة كالطبري والبيهقي والجرجاني.

الرأي الثاني

تنسبهم إلى أنهم قبائل أمازيغية ، وأصحاب هذه الرواية هم الإمام بن حزم و كذلك بن خلدون وهذان خالطا الأمازيغ. بالتالي من قال بحميرية قبائل صنهاجة هم مؤرخون مشرقيون مبكرون ، وق نقلوا روايتهم عن أهل اليمن كتابة وتأريخا ، وأما بن خلدون و بن حزم  فقد نقلوا روايتهم شفويا ممن عاصرهم من الأمازيغ خاصة كبار السن منهم ، وكما هو معلوم فالرواية الشفوية قد تؤرخ لقرن أو قرنين على أبعد تقدير عكس الرواية المكتوبة ، فتحقيق الأنساب بما هو مدون ومكتوب أقرب إلى الصواب مما هو مأخوذ بالرواية الشفهية.

أهمية قبيلة صنهاجة

لكن يبقى أهم شيء في هذا التأريخ هو أن قبيلة “صنهاجة غدو” قد  تغلغلت في القدم فنازعت الزمان صفة الأزل ، فهي عريقة في الحسب والنسب ، وشرفها موروث ومكتسب شهدت مشاهد التاريخ المعروف كلها ، فسكنها العربي والأمازيغي فلما جاء الإسلام كان لها من الأهمية ما لا يقل عن غيرها من القرى والقبائل المغربية.

بماذا اشتهرت قبائل صنهاجة ؟

و لهذه القبيلة من قبائل صنهاجة ماض علمي زاهر،  كانت فيه عديلة غيرها من المدن والقبائل المجاورة لها بل فاقتها أحيانا، فقد اشتهرت بتدريس القرآن الكريم وعلومه فتخرج منها علماء و فقهاء وأساتذة وأطر… رغم بساطة العيش بها وقلة مواردها وتهميشها المقصود وغير المقصود من طرف مسؤوليها بقيت شامخة مهوى أفئدة من عمروها لسنين من عمرهم ، آملين في تغيير حالها للأفضل ملهمين لمن له الغيرة على أصله وجذور أجداده  بخدمتها والسير بها إلى الأمام ، مطالبين بإعارتها الاهتمام والإصلاح الذي يليق بها وبمكانتها التاريخية.

بقلم: د.أحمد البخاري

 

أضف تعليقك هنا