ما هو البهاق وما طرق علاجه؟

بقلم: د. إيمان بشير أبو كبدة

ما يقرب واحد في المائة من سكان العالم مصابون بالبهاق. تحدث الإصابة بالبهاق عندما يتم تدمير الخلايا المسؤولة عن لون البشرة. هذه الخلايا، التي تسمى الخلايا الصباغية ، لم تعد تنتج صبغة جلدية تسمى الميلانين.

بمجرد أن تتوقف الخلايا عن إنتاج الميلانين، ستفقد مناطق من البشرة لونها أو تتحول إلى اللون الأبيض. يمكن أن تتطور مناطق الصبغة المفقودة في أي مكان بالجسم، بما في ذلك:

  • المناطق المعرضة للشمس مثل اليدين والقدمين والذراعين والوجه
  • داخل الفم أو الأغشية المخاطية الأخرى
  • الأنف
  • الأعضاء التناسلية
  • الجزء الخلفي من العين
  • داخل جهاز السمع في الأذن
  • قد يتحول الشعر أيضا إلى اللون الرمادي أو الأبيض إذا كانت المناطق المصابة بها شعر.

على الرغم من أن البهاق يمكن أن يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، إلا أنه ليس معديا. لا يستطيع الشخص المصاب بالبهاق نقله إلى شخص آخر.

ما هي أعراض البهاق؟

الأعراض الأولية للبهاق هي ظهور بقع بيضاء على الجلد. ويمكن أن ينتشر على أي منطقة من الجسم، حتى المناطق المحيطة بالعينين. قد تكون البقع كبيرة أو صغيرة وتظهر كأحد أنواع التالية:

  • القطاعي أو البؤري: تميل البقع البيضاء إلى أن تكون أصغر وتظهر في منطقة واحدة أو مناطق قليلة. عندما يظهر البهاق بشكل البؤري أو القطعي، فإنه يميل إلى البقاء في منطقة واحدة على جانب واحد من الجسم. في كثير من الأحيان يستمر لمدة عام أو نحو ذلك، ثم يتوقف.
  • الثابت أو المستقر:  البقع البيضاء المنتشرة بشكل متماثل على جانبي الجسم. هذا هو النمط الأكثر شيوعا ويمكن أن يؤثر على الخلايا الصبغية في أي مكان من الجسم. إذا كان غالبا يبدأ ويتوقف عدة مرات على مدار حياة الشخص. لا توجد طريقة لتحديد متى سيظهر مجددا.
  • الطرفي: يظهر على الأطراف والشفاه والأعضاء التناسلية فقط.

ما الذي يزيد من خطر الإصابة بالبهاق؟

من غير المعروف بالضبط سبب الإصابة بالبهاق. و لكن أن البهاق هو اضطراب في المناعة الذاتية لأن الجسم يهاجم الخلايا. لكن من غير الواضح أيضا كيف يهاجم الجسم الخلايا الصبغية. يعاني الأشخاص المصابون بالبهاق من اضطراب مناعي ذاتي آخر. اعتمادًا على السكان، يمكن أن تشمل هذه الاضطرابات ما يلي، من الأكثر شيوعا إلى الأقل:

  • تصلب الجلد
  • التهاب الغدة الدرقية 
  • الصدفية
  • الثعلبة، أو الصلع
  • مرض السكر النوع الأول
  • فقر الدم، عدم القدرة على امتصاص فيتامين ب 12
  • مرض اديسون
  • التهاب المفصل الروماتويدي

العلاج

تشمل أنواع العلاجات العلاج الطبي والجراحي أو كليهما. ولكن ليست كل العلاجات تعمل مع الجميع وقد يتسبب بعضها في آثار جانبية غير مرغوب فيها.

  • الطبي

يحتاج المصاب عادةً إلى ثلاثة أشهر على الأقل من العلاج قبل أن يتمكن من رؤية آثاره. تشمل العلاجات الطبية: الكريمات الموضعية: يمكن لبعض الكريمات، بما في ذلك الكورتيكوستيرويدات، أن تساعد في إعادة اللون إلى البقع البيضاء في المراحل الأولية. يساعد البعض الآخر في إبطاء النمو. لكنها قد تسبب أيضا آثارًا جانبية عند استخدامها لفترة طويلة. يمكن أن تشمل الآثار الجانبية: نمو الشعر الزائد، تهيج الجلد.

الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم: قد تكون بعض الأدوية مثل الستيرويدات وبعض المضادات الحيوية فعالة في علاج البهاق. هذه متوفرة فقط بوصفة طبية.

علاج السورالين والأشعة فوق البنفسجية: تتطلب تركيبة العلاج هذه تناول السورالين كحبوب أو وضعه على البشرة ككريم. ثم يعرض الطبيب المريض لضوء UVA لتنشيط الأدوية التي تساعد. آثار جانبية يمكن أن تشمل: الغثيان،  فرط تصبغ.

ضوء الأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق:  يوفر هذا العلاج نوعا أكثر تركيزا من العلاج بالضوء مما يؤدي غالبا إلى آثار جانبية أقل. يمكن استخدامه أيضا كجزء من برنامج العلاج المنزلي تحت إشراف الطبيب.

العلاج بليزر الإكسيمر: يساعد هذا العلاج في علاج مناطق صغيرة من البقع ويستغرق أقل من أربعة أشهر، مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.

إزالة التصبغ: قد يوصي الطبيب بإزالة التصبغ إذا تأثر أكثر من 50 في المائة من الجسم وتريد موازنة البشرة. غالبا ما يكون هذا حلا عندما تفشل علاجات إعادة الصبغة إلى البشرة. آثار جانبية لإزالة التصبغ هو الالتهاب. يميل هذا العلاج إلى أن يكون دائما وستكون أكثر حساسية لأشعة الشمس.

  • الجراحي

تتوفر الخيارات الجراحية عندما لا تعمل الأدوية والعلاج بالضوء. يمكن لطبيب أن يوصي بخيارات جراحية إذا لم يكن يوجد بقع بيضاء جديدة أو تزداد سوءا في آخر 12 شهرا، ولم يكن البهاق ناتجا عن أضرار أشعة الشمس.

التغذية

لا يوجد دليل حتى الآن يؤكد وجود علاقة مباشرة بين التغذية والبهاق. ومع ذلك ، تشير بعض الدراسات إلى أن تغيير نظام الغذائي أو إضافة مكملات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. 

ينصح دائما باتباع نظام غذائي كثيف المغذيات، ليس فقط للبهاق ولكن من أجل الصحة المثلى. قد يكون للنظام الغذائي النباتي الغني بمضادات الأكسدة ، والقليل من الأطعمة الالتهابية وربما الخالي من الغلوتين، تأثير مفيد على البهاق.

الخضروات والفواكه والمكسرات والبذور والتوابل كلها غنية بمضادات الأكسدة. يمكن أن تساعد الأطعمة التي تحتوى على أوميغا 3 (ولكنها أقل في أوميغا 6) في تحسين الأعراض. وتشمل هذه الأسماك الزيتية والمكسرات والبذور والطحالب. 

تجنب الأطعمة المسببة للالتهابات

قد يساعد تجنب الأطعمة التي تسبب الالتهابات في تقليل أعراض البهاق. و تشمل الأطعمة الالتهابية:

  • اللحوم المدخنة
  • مشروبات المصنعة و التي تحتوى على كميات كبيرة من السكر.
  • الدهون المتحولة الموجودة في الأطعمة المقلية
  • خبز الأبيض 
  • المعكرونة البيضاء
  • زيت فول الصويا والزيوت النباتية
  • الأطعمة الخفيفة المصنعة، مثل رقائق البطاطا والمقرمشات
  • الحلويات مثل البسكويت والحلوى والآيس كريم
  • الكربوهيدرات الزائدة

المكملات 

على الرغم من أنه من الأفضل تناول العناصر الغذائية عن طريق الأطعمة الكاملة بدلا من المكملات الغذائية، إلا أن الدراسات تشير إلى أن بعض المكملات الغذائية يمكن أن تساعد في إعادة التصبغ في مرضى البهاق:

  • حمض ألفا ليبويك
  • فيتامين سى
  • فيتامين هـ
  • الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (أوميغا 3)
  • فيتامين د،: ينصح باستشارة على نصيحة الطبيب المعالج قبل تناول مكملات فيتامين د. يجب أن تكون الجرعة متوازنة لتجنب التسمم بفيتامين د. يمكن أن يؤدي تناول الكثير من فيتامين د إلى تراكم الكالسيوم في الدم (فرط كالسيوم الدم)، مما قد يسبب الغثيان والقيء.

بقلم: د. إيمان بشير أبو كبدة

 

أضف تعليقك هنا