أفضل الأنماط القيادية للتعامل مع المواقف المختلفة!

المقدمة

لا يمكن أن يمر أي إنسان على وجه البسيطة دون أي لحظات للإخفاق أو الفشل في المحاولات لإنجاز أي مهمة أو عدم تحقيقه لأهداف مخطط لها مسبقا، فهو أمر طبيعي من تكوين الكون، قد يكون الشخص غير ملاءم بقدراته للهدف أو العمل المطلوب تحقيقه أو أن ظروف العمل المحيطة به والظروف البيئية لا تشجعه على ذلك، إلا أن القائد الناجح لا يعتبر ذلك فشلا أو هزيمة نهائية أو خيبة أمل دائمة، وإنما هي محطة صغيرة يحتاج فيها إلى الوقوف قليلا ومراجعة حساباته جيدا.

وتكون محطات الفشل هذه ما هي إلا انطلاقة جديدة لنجاح جديد حتى وإن كان بدرجة قليلة لا يمكن مقارنتها مع نجاحات أخرى في مناطق مختلفة وبظروف أفضل بكل القياسات، لذلك فإن القائد التربوي الناجح يتحدى ما يمر به من إخفاق ويتجاوز كل الصعاب والنقص بأي موارد مادية وبشرية وينهض بنجاحاته من جديد.

ما الفرق بين القائد التربوي والقيادة التربوية

  • القائد التربوي

هو الشخص الذي يمتلك المعرفة والقدرة على استثارة الدافعية، وتحقيق النجاح لدى الطلاب بالعمل على أساس من النزاهة، والعدالة، وأخلاقيات وآداب المهنة ومن ثم فهو يستطيع أن يتعرف على حاجات وقدرات الطلاب ويراعي الفروق الفردية بينهم، وميولهم واستعداداتهم، ويحفزهم باستمرار على الأداء الجيد، ويتعامل معهم كميسر، له القدرة على المشاركة والتنظيم، ونشر الأخلاقيات السليمة فيما بينهم بروح من المحبة والتعاون.(عباس ومفتاح:2016)

وفي تعريف آخر فالقائد التربوي هو الذي يقوم بدور الإشراف على المعلمين والطلاب، وتقديم الإرشاد، والتوجيه لهم وكذلك لأولياء الأمور، ويعمل على وضع الخطط التي تحسن من الأنشطة اليومية الدراسية . (مهران:2021)

  • القيادة التربوية

هي العملية التي يقوم بها فرد من أفراد العملية التعليمية بتوجيه سلوك المتعلمين من أجل دفعهم برغبة صادقة نحو تحقيق الأهداف المشتركة. (بوعزة:2016)

خصائص القيادة التربوية وكفايات بعض القادة

تعتبر القيادة التربوية الفعالة هي القيادة التي لديها القدرة على مواجهة متطلبات الإدارة المتجددة والفكر التربوي المعاصر والمتطور وتحقيق الأهداف المحددة بفاعلية، ولتحقيق هذا الأهداف فإن القيادة تحتاج إلى قائد قادر على قيادة المركب بشكل سليم وتظهر خصائص القيادة التربوية فيما يلي: (بوعزة:2016)

  • الكفاءة والفاعلية: ويعتبر هذا المعيار من أهم المعايير الداعية إلى تحقيق أعلى إنتاجية بأقل تكلفة مادية ممكنة في ضوء الاستمرار الأمثل للإمكانات المتوفرة، وكفاءة القيادة التربوية يعني قدرتها على إنجاز الأهداف المحددة باستخدام الموارد دون ضياع الوقت أو الجهد.
  • المبادأة: يعني أن تكون القيادة مصدرا عنيا لضخ الأفكار السديدة التي تساعد في إرسال السياسة العامة والتربوية وخطة العمل، إضافة إلى المبادأة في الأداء ودعم حركة الجماعة نحو تحقيق الأهداف، وهذه الخاصية تشجع المرؤوسين أيضا في المبادرة وطرح الأفكار الجديدة والمبدعة، حيث أن القائد هو القدوة دائما.
  • العضوية: أي المساهمة الإيجابية في خلق روح التفاعل بين أعضاء الجماعة، والحرص على زيادة الاختلاط بهم وتبادل الخدمات معهم في جو من الألفة والمحبة بعيدا عن الرسميات.
  • الالتزام: البقاء على طريق أهداف المؤسسة خلال كل مراحل العمل، ويكون بالوقوف إلى جانب المرؤوسين وتفهم ظروفهم، وكذا التزام الموظفين بأهداف المؤسسة والعمل على إنجاز ما يوكل إليهم من مهام بشكل جيد ومتقن.
  • التمثيل: يعني تمثيل المرؤوسين في كل المواقع والدفاع عنهم والعمل من أجلهم، يما يقوي من أواصر العلاقات بين القائد والمرؤوسين من جهة، وبين المرؤوسين فيما بينهم وشعورهم بالانتماء، وإخلاصهم وتفانيهم في عملهم.
  • الاتصال: يمثل درجة مساهمة القيادة في توصيل المعلومات إلى أفراد المؤسسة وتسهيلها في تبادل المعلومات بين أفراد الجماعة وبشكل فاعل يتسم بالوضوح والدقة.
  • التقدير والدافعية: هو القدرة على توفير حوافز تدفع الآخرين على العمل والالتزام به، مع مراعاة الفروق الفردية في تقديم الحوافز للمرؤوسين.
  • التنظيم: القدرة على تنظيم العمل وتحديده بالنسبة لكل من القيادة والمرؤوسين، كذلك توزيع المهام على الأفراد بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
  • التكامل: هو مقدار ما يصدر عن القائد من أعمال لا تخدم مصلحته الشخصية، بل تهدف إلى إشاعة اجواء المحبة والانتماء بين الأعضاء وتقليل فجوة التباعد فيما بينهم وتشجيع العمل الفريقي.
  • السيطرة: تعني تحديد سلوك الأفراد أو الجماعات وسيادة القيادة على أعضاء المؤسسة أثناء أداء عملها أو اتخاذ القرارات.

الأنماط القيادية الحديثة

لقد اتجه العديد من الباحثين والمهتمين بعلم القيادة الإدارية إلى عمل العديد من الدراسات حول السلوك القيادي والأساليب المتنوعة التي يتبعها القائد في عمله الإداري وفي قيادته للمجموعة، ومن الدراسات البارزة التي تفصل بشكل دقيق الأنماط الحديثة للقيادة هي الأنماط التي قدمها ريدن عام 1967، فقد أبرز من خلال دراسته ثمانية أنماط قيادية هي: (الحريري: 2008)

  1. النمط الإداري: يهتم بالإنتاج وبالأفراد فهو يركز في اهتمامه على العمل والعامل معا، وبالتالي فإنه نمط مثالي يمثل القائد الإداري الفعال.
  2. النمط الموفق: يهتم بالعمل والعمال لكنه يحاول دائما التوفيق بين أهمية العمل واحتياجات العمال، وهذه الطريقة في محاولة التوفيق يفقده عامل الفاعلية في النظر إلى الأهداف والعمل على تحقيقها.
  3. النمط المستبد العادل: القائد هنا يثق في نفسه كثيرا ويهمه العمل على المدى البعيد والقريب، يتمتع بمهارة عالية في دفع المرؤوسين إلى عمل ما يريده دون أن يولد لديهم مقاومة تؤثر على درجة الإنتاج، فهو يحرص على خلق جو يمنع احتمال ظهور أي سلوك عدواني ضده، ويرفع الطاعة لقيادته إلى أقصى حد ممكن.
  4. النمط المستبد: لا يهتم بالعلاقات الإنسانية إطلاقا، ويخافه المرؤوسون ويعملون خوفا من عقابه وبطشه.
  5.  النمط المنمي: يهتم بتنمية قدرات ومواهب العاملين ويمنح أقصى درجات الدافعية والحوافز والرضا بينهم، لأن رضا العاملين بنظره يساعد على الإنتاجية العالية.
  6.  النمط المجامل: يحاول القائد كسب ود الآخرين وتشكيل نظرة طيبة عنه، لذلك فإنه يضع العلاقات الإنسانية فوق كل اعتبار لتحقيق أهداف شخصية في ذاته، وليس لتحقيق أهداف العمل.
  7. النمط الروتيني أو البيروقراطي: يلتزم القائد بحرفية القوانين واللوائح دون الاهتمام بالعمل أو العلاقات الإنسانية، ولذلك فهو لا يؤثر على الروح المعنوية للعاملين، فهو لا يهتم بالعمل ولا بالعاملين.
  8.  النمط الإنسحابي أوالهروبي: نمط غير فاعل لعدم وجود الرغبة لديه للعمل، كما أنه يعرقل أعمال مرؤوسيه إما بتدخله في شؤونهم أو بحجب المعلومات عنهم.

أي الأنماط القيادية يفضل الإلتزام بها؟

ربما تكون القيادة بالحب من أبرز أنواع المستجدة والأكثر قبولا من الكثير ولن ننكر أنه أعداد كبيرة من القادة تحاول انتهاج هذا النمط في عملها، إلا أن القيادة بالحب لا تعتبر دستورا ثابتا يصلح لكل الأزمنة ولمختلف المواقف، ولا يمكن اتخاذها نمطا قياديا ملازمنا لشخصية القائد. كل موقف تعليمي له قيادة ومن يركن إلى نمط قيادي واحد يفشل.أحيانا يرغم الموقف أن يكون القائد متسلطا، وأحيانا محبا أخرى اجتماعيا.

فعندما يحدث حادث طارئ داخل المؤسسة يجب أن يكون القائد متسلط يصدر قرار والجميع ينفذ القرار وإلا سيخسر أرواح، وفي حال تنفيذ نشاط جماعي مثل المعرض يجب أن يكون نمط مختلط بين القيادة الاجتماعية والقيادة بالحب ليستطيع جذب العاملين  للعمل.

وإذا أراد القائد العمل على الناحية التعليمية يتطلب الأمر أن تكون قيادة منظمة لأنه يريد نتيجة واضحة لعمله، وأحيانا العمل بنظام القيادة التفويضية حيث يفوض القائد بعض المهام لنائبه و العاملين ويتابع سير العمل معهم، إذا من يسير على نمط قيادي محدد يعتبر إنسان فاشل لذا يجب التنويع بالنمط القيادي حسب الموقف أو حسب الوقت.

المراجع

  • عباس، اعتدال ومفتاح، عبدالفتاح .2016، “القيادة التربوية”، الأكاديمية العربية الدولية.
  • بوعزة، الصالح. 2016، “القيادة التربوية”، جامعة محمد لمين دباغين سطيف.
  • الحريري، رافدة . 2008، “القيادة التربوية في اتخاذ القرارات الإدارية”، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
  • مهران، ابتسام. 2021، ما هي صفات القائد التربوي، موقع المرسال، رابط الموقع https://www.almrsal.com/post/1019221، تاريخ الاقتباس 8/4/2021

فيديو مقال أفضل الأنماط القيادية للتعامل مع المواقف المختلفة!

أضف تعليقك هنا