التعليم الإلكتروني بين المستجد و الواقع

أخذت معظم دول العالم تتجه نحو الأخذ بأسلوب التعلم الإلكتروني لتلبية الحاجات التعليمية و التدريبية، والمساهمة في تسهيل التعامل مع التكنولوجيا للأجيال المعاصرة، كما وساهمت بطرح سبل جديدة لتوصيل العلم لطالبيه بوسائل مرنة، وغير مكلفة، وقابلة للتحديث المستمر تبعاً للتغيرات التي تطرأ بين الحين والآخر.

ويبحث التربويون باستمرار عن أفضل الطرق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام الطلبة وحثهم على تبادل الآراء والخبرات، وتعتبر تقنية المعلومات ممثلة في الحاسب الآلي والإنترنت وما يلحق بهما من وسائط متعددة؛ من أنجح الوسائل  لتوفير هذه البيئة التعليمية الثرية، حيث يمكن العمل في مشاريع تعاونية بين مدارس مختلفة، ويمكن للطلبة أن يطوروا معرفتهم بمواضيع تهمهم من خلال الاتصال بزملاء وخبراء لهم نفس الاهتمامات، وخصوصاً في أوقات لا يستطيع فيها الطلاب والمعلمون الالتزام بالدوام المدرسي أو الجامعي، كما حدث في جائحة كورونا التي أثرت على العالم أجمع.

وبالتزامن مع تطبيق المناهج الفلسطينية بشكل كامل في المدارس تم اطلاق موقع تعليمي إلكتروني تفاعلي، لتمكين الفئات المستهدفة من الاستمرار في التعلم من خلال توظيف تكنولوجيا الحاسب والاتصالات من أي مكان وفي أي وقت (خليف واطميزي، 2012: 198).

وقد بدأ الاهتمام بالتعلم الالكتروني في فلسطين مع تطور شبكة الانترنت وانتشارها في الأراضي الفلسطينية وذلك منذ عام 2004م، بالتزامن مع خطة محو أمية الحاسوب لموظفي وموظفات وزارة التربية والتعليم، وخلال السنوات الماضية تم رصد العديد من المبادرات الفردية والخاصة في مجال التعلم الالكتروني.

و لقد أثرت الأزمة الحالية التي يواجهها العالم من خلال أزمة كورونا والتي اسدلت ظلالها على جميع الأنظمة التعليمة وأظهرت الفجوات في عملية بناء السياسات التي وضعت للتعليم ، و بينت ضرورة الإسراع في تشكيل نظام تعليمي حضاري مواكب للتطورات والأزمات ولعل من أبرز المشاركات التي حاولت أن تسد الفجوات التي أظهرت بشكل جلي يمكن سردها كالتالي:

1- تدريب المعلمين على الصفوف الافتراضية كمخرج قامت به وزارة التربية والتعليم لربط المعلمين مع الطلبة.

2- تخصيص مهارات التعلم الذاتي للطلبة وهو ضمن جهود وكالة الغوث الدولية لطلبة مدراس قطاع غزة.

3- تأصيل التعليم المدمج الذي جمع بين تدريس المهارات الأساسية وجاهيا ومتابعة الأنشطة إلكترونيا.

ولعلها كل ذلك جعل للتعليم الإلكتروني أثارا خلطت بين الإيجابية والسلبية فعلى صعيد المعلم كانت نقلة نوعية طورت من مهاراته الإلكترونية ولكن هذا التطور كان سريعا مفاجئا فجعل المعلم في حال قلق مستمر و سوء تقدير للواقع الإلكتروني.

وعلى صعيد الطلبة شهد التعليم الإلكتروني _ أثرا سلبيا فالطلبة عاشوا مرحلة غير مستقرة بين التعليم إلكترونيا و وجاهة و نقص المهارات التي تتطلب تركيزا مباشرا بالإضافة إلى عدم مراعاة الفروق الفردية عند الطلبة أو أنماط التعلم التي اعتاد عليها الطلبة بشكل أساسي.

وللحديث عن أولياء الأمور وما ترتب على ذلك من زيادة هموم وتكاليف ومصاريف لمواكبة متطلبات المرحلة فولي الأمر لديه أكثر من طالب بالمدرسة جميعهم بحاجة لوسيلة تواصل و مدخل الانترنت وغيرها من المتطلبات التي كان ولي الأمر في غنى عنها ومن الأصعب حين يكون وضع عائلة الطالب فقيرة لا تتمكن من المتابعة فهنا يستصدر السؤال كيف لذلك الطالب أن يستفيد من تلك المرحلة؟

ختاما لا بد من العمل على استثمار التعليم بالشكل الذي يساهم في رقي العملية التعليمية التي تخدم الطالب الذي هو الركيزة الأساسية لتلك العملية والمساهمة في تغيير سياسات التعليم للتوافق مع تغيرات الأحوال المختلفة و الاستعداد للأزمات التي من الوارد أن تطرق الأبواب دون سابق إنذار.

أضف تعليقك هنا