الختان من وجهة نظر دينية وعلمية

بقلم: أيمن محمد

منشأ العملية

يختلف علماء الآثار في تحديد أصول العملية، فالبعض يرجح أنها مورست قبل أكثر من 15,000 سنة، لكن أول ممارسة مدونة لها وجدت في ضريح مصري يعود تاريخه لحوالي 2,400 ق.م. [1] ، يُقدّر البعض بداية إجراء الخِتان بفترة 4000 قبل الميلاد  بينما يَرِدها البعض إلى النبي إبراهيم “2000 قبل الميلاد”.[2] ، يجري الختان في العادة لأسباب دينية، اجتماعية أو ثقافية، ويعد من أقدم الممارسات الجراحية وأكثرها شيوعاً. وهو شائع بين المسلمين، اليهود، الأمريكيين، الكوريين الجنوبيين، الفلبينيين، الأستراليين وبعض القبائل الأفريقية.

الختان من وجهة نظر دينية

عند المسلمين

قال تعالى: “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ”. سورة الأنعام -–الآية 38. ، لم يرد ذكر الختان في القرآن الكريم فضلاً عن آثار نبوية موجود في تراث قطبي المسلمين، سنة وشيعةً.

السنة

التي من أمثلتها ما رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة  أنَّ النبي ﷺ قال:”خمس من الفطرة : الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الآباط”.

الشيعة

التي من أمثلتها ما ورد من مصادر الشيعة الأمامية عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: “طهرّو أولادكم يوم السابع، فإن أطيب وأطهر وأسرع لنبات اللحم، وإن الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين صباحاً”. [3]

عند اليهود

ورد ذكره في الإصحاح السابع عشر من سفر التكوين من كتاب التوراة التي يقول: “(17/9) قال الله لإبراهيم وأما أنت فتحفظ عهدي أنت ونسلك من بعدك في أجيالكم هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك. يختّن منكم كل ذكر، فتختنون في لحم غرلكتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم. أبن ثمانية أيام يُختّن…  وليد البيت والمبتاع بفضة…  أما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها أنه قد نكث عهدي”. فالنظرية اليهودية تقوم على الاعتقاد بأن الختان هو القربان الذي يقدمه اليهود للدخول في عهد الرب. وكل إنسان غير مختن، يصبح بالضرورة خارج العهد، بحيث لا يحق له أن يسمع كلمة الرب، أو يقرأ  كتابه المقدّس.

عند النصارى

أشار إنجيل لوقا إلى أن السيد المسيح قد جرى ختانه بعد 8 أيام من ولادته وفق التقاليد اليهودية، وأما في الوقت الحالي فقد انقسمت الكنائس على أنفسها.

الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية

تعد هذه الممارسة ذات طابع ديني فتلزم أتباعها بممارستها.

الكنيسة البروتستانتية

هي لا تلزم أتباعها بهذه الممارسة وفي الوقت نفسه لا تمنعهم.

الكنيسة الكاثوليكية الرومانية

تنظر إلى الختان من الزاوية الصحية الطبية ليس إلا.

الختان من وجهة نظر علمية

الاستطبابات

يوصي الأطباء بالختان لعلاج بعض الأمراض كالتهاب القلفة والحشفة المزمن، والتهابات المسالك البولية المتكررة لدى الذكور وتضيق القلفة.

آثار الختان – لغير دواعي طبية

 يوصف بأنه أحد أكثر العمليات ألماً [4] للأطفال الرضع ولا يوجد مخدّر أثبت فعاليته وأمنه لمنع الألم فضلاً عن عدم تمكنه من إزالة الألم تماماً حيث يزول تأثيره قبل زوال الآلم ما بعد العملية.

  • الآثار الآنية شملت تغيراً في أنماط النوم، مستوى النشاط، تفاعل الأم والرضيع، زيادة الحساسية (حدة الطبع)، مشكلات في الرضاعة والترابط.
  • بكاء أكثر بعد الختان يمتد لساعات كل يوم، وهذا النمط ويمكن أن يستمر لمدة سنة كاملة.
  • الرضع المختونين تقل قابليتهم على تهدئة أنفسهم أو إمكانية تهدئتهم من الآخرين.
  • لا توجد سَعَة لحصر حالات الوفاة أو قطع أو تشوّه القضيب الموثقة صحفياً الذي شهدت جدلاً كبيراً.
  • هنالك دراسات أشارت إلى أن الرجال المختونين يزداد احتمال إصابتهم بمشاكل في الانتصاب واستعمالهم لعلاجات مشكلات الانتصاب. [5] [6]

إمكانية إبقاء القضيب غير المختون نظيفاً

أجابت الجمعية الأمريكية لطب الأطفال في عام 1999م عن هذا سؤال [7] “إمكانية إبقاء القضيب غير المختون نظيفاً” بالتالي: “هنالك أدلة قليلة لتأكيد العِلاقة بين حالة الختان والنظافة العامة للقضيب حيث إن القضيب الغير مختون يمكن إبقاءه نظيفاً بسهولة، ولا يتطلب الاهتمام بنظافة القضيب، عناية خاصة، ولا يجب أبداً سحب الغلفة بالقوة”.

رأي بعض المنظمات الدولية المعنية

الجمعية الملكية الطبية الهولندي

يعد الختان بلا دواعي طبية اعتداء على حقوق الطفل الأساسية [8]، وصرحت بأنه لا توجد حجة طبية قوية للإجراء، وبأنه يتعارض مع حقوق الطفل [9].

الجمعية الطبية البريطانية

وفي عام 2006، صرحت بانها لا تعتقد بأن رغبة الوالدين بالختان كافية لوحدها لإجراء عملية جراحية على طفل لا يمكنه التعبير عن رأيه الخاص وعلى الوالدين أن يقدموا مصلحة الطفل فيما يخصه وأن الأدلة المقدمة لفوائد الختان غير كافية وليست مبررة للإجراء دون الضرورة الطبية [10].

المحكمة المحلية في غربي ألمانيا

عدّ الختان بغير دواع طبية اعتداء جسدي على الطفل [11].

جمهورية آيسلندا

أدانت جهات دينية مشروعا في البرلمان الآيسلندي يحظر ختان الأولاد دون مبرر طبي ويتضمن مشروع القانون الذي يدرسه البرلمان فرض حكم بالسجن لمدة 6 أشهر [12].

الرد على ادعاء تفوّق محاسن الختان

الجهة الوحيدة التي ادعت تفوّق محاسن العملية على مساؤها هي الجمعية الخيرية لطب الأطفال، وقد تم الرد على هذه الادعاءات من قِبل كل من الجمعية الملكية الطبية الهولندية وعدد من الباحثين من مختلف الدول الغربية واصفينها بالإنحياز وقلة الدقة [13] [14]. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

المصادر

  1. Dunsmuir, W.D. and E.M. Gordon. “The History of Circumcision.” BJU INTERNATIONAL. 83.1 (1999)
  2. ختان – ويكيبيديا
  3. الكافي: ج6 ص35 ح2 باب التطهير
  4. Request for information from the circumcision clinic, KNMG, knmg.nl
  5. International physicians protest against American Academy of Pediatrics’ policy on infant male circumcision, KNMG, knmg.na, 18 March 2013
  6. British Medical Association. “The law and ethics of male circumcision: guidance for – 21. Doctors.” Journal of medical ethics3 (2004): 259-263
  7. German court defines circumcision of children as bodily injury, National Turk -23 Magazine, nationalturk.com, June 27, 2012
  8. Circumcision and law, Wikipedia.org
  9. Response to the American Academy of Pediatrics AAP- circumcision policy statement, Circumcision Resource Center, circumcision.org viewed in: 22 June 2018
  10. Frisch, Morten, et al. “Cultural bias in the AAP’s 2012 Technical Report and Policy. Statement on male circumcision.” Pediatrics 1 3 1.4 (2013): 796-800
  11. Ryan C, Finer N. Changing attitudes and practices regarding local anesthesia for newborn circumcision. Pediatrics 1994; 94: 232
  12. Elk Grove Village, Care of the Uncircumcised Penis, Elk Grove Village, IL: American. Academy of Pediatrics, 1999
  13. Shen Z, Chen S, Zhu C, Wan Q, Chen Z., Erectile function evaluation after adult circumcision, published in Zhonghua Nan. Ke Xue. 2004 Jan;10(1):18-9
  14. By Dr. W. Gifford Jones, Is Circumcision Why We Need Viagra? Viewed in: February 1, 2002.

بقلم: أيمن محمد

 

أضف تعليقك هنا