المعلّم في عيون

يقول أحد أولياء الأمور في مديح معلّم، لا يحقّ لأحد وضع العقول في سجن، وإدخال نفس الوجبة الروتينية إليهم، بحجة ان الوجبات الأخرى تتلفهم، وأنتَ أيها المعلّم، يا من تميّزت بعطائك، يا من غيّرت القانون والروتين، أبدعت بطهي الوجبات، فأنتجت طفلاً مبدعاً واثقاً ليس كالذي كان قبل أن تكون أنت، فكنت أنت المغذّي لعقله الصغير الذي لا تحدّه حدود جمجمته.

وتقول طالبة:  معلماتي الغاليات إنّي أقف إجلالاً واحتراماً واعترافاً بجميلكنّ وحسن صنعكن، تتبعثر سطوري خجلاً وتتوارى كلماتي ألماً، أرسل إليكن كلمات يعجز القلب عن النطق بها، ويرتجف القلم عند كتباتها، مهما كتبت من كلمات وسطرت من أحرف فلن أفيكن جزءاً من حقكنّ، فكم غيّرتن بي، كم دللتموني على طريق الصواب حين كانت اوراقي تتساقط تيهاً، عميق حبي لكنّ.

رأي الطالبات بمعلمتهن

وحين سألت معلمة طالباتها هل أصلح لأن أكون قدوة لكنّ، دُهشت الطالبات من السؤال وكانت ردودهن:معلمتي أنت قدوة لي في الحياة، كنت وما زلت المعلمة المتميزة التي استخدمت كل اساليب التعليم لإيصال المعلومة لنا، خضنا تجارب عديدة معك، فهمنا المعلومة فهماً واضحا ولم تكن مجرد تعلّم لأجل ورقة الامتحان، أحببت العلوم منك، ليست مجاملة ولكن حقيقة، أنت مثال ونموذج رائع للمعلم المتميز، أتمنى لك مزيداً من التقدم والنجاح.

وأخرى :طبعا، لأنك مهتمة بعملك وتقومي به على أكمل وجه، كما انك حريصة على إيصال المعلومة بكل الطرق الممكنة على الرغم من كل الظروف الصعبة التي نمر بها، كما انك تشجعينا دائما وتلهمينا لنقدّم أفضل ما عندنا وأتحت لنا الفرصة للمشاركة بالكثير من الفعاليات والمشروعات التي ساعدتني على تخطي حاجز الخوف والخجل، كما أنك متفاهمة جدا معنا.

تقول الطالبة أنتِ معلمة رائعة، تدعميننا وتقفي بجانبنا

وثالثة: أنت معلمة رائعة جدا، دائما ما كنت تدعميني وتقفي بجانبي، وجميلة بمعاملتك معي ومع زميلاتي، تعلمت منك الكثير من الاشياء بمشاركتي في العديد من الأنشطة، استمتعت أثناء تعليمك لي، أتحت لي التعبير عن رأيي، حدّثتنا حول أمور حياتية كثيرة، ونصحتنا، فكنت المعلمة والأم.

تقول طالبة أخرى أنتِ قدوتنا

ورابعة: طبعا أنت أفضل قدوة عرفتها، وأعتقد أن القدر الذي جمعني بمعلمة فاضلة مثلك كان نقطة تحوّل عظيمة، فقد نلت اتساع الأفق وحظيت معها باستعادة الأمل والإقبال على الحياة بتفاؤل، نِعمَ المعلمة ونِعمَ القدوة ونِعمَ الإنسانة الكادحة المثالية المجتهدة الدؤوبة، أحبك من صميم قلبي.

وتقول أم طالبة: أنتِ ببساطة تمتلكين كل مقومات المعلم الناجح، فعلاقتك بالطالبات مميزة، وتطبيقين المعلومات بشكل عملي، وتعاملك مع أولياء الأمور رائعة.

المعلّم الفلسطيني في عيون طلّابه

ومن هنا أقول هذا هو المعلّم الفلسطيني في عيون أبناؤكم، في عيون الآباء والأمهات، هذا هو المعلّم الشغوف، المعلّم المحارب، المعلّم الذي يقدّم كل ما لديه من طاقة وجهد ومعرفة ومهارة لبناء جيل المستقبل، ذاك الذي يؤمن بطلابه، ويؤمن أنّهم بناة المستقبل، مدرك بأن منهم من سيقود دولة كاملة، ومن سيدير مدرسة ومن سيكون مشرفاً ليوجّه معلماً، فيسعى لبنائهم بناءاً متكاملا، معرفةً ومهارةً وقيماً وثقةً، ذاك من يُدرك أنّ المجتمع بدون جهوده ينهار.

المعلّم الفلسطيني والصعوبات التي يواجهها

المعلّم الفسطينيّ، رغم سوء الظروف، وعدم اكتمال الأجور، رغم تكدّس المنهاج ومسابقته للزمن لإنجاز ما هو مطالب بإنجازه وإيصاله للطلاب، رغم الثقل الهائل الملقى على عاتقه، من جدول حصص تدريسية لا يكاد وسطها يجد متنفساً، رغم وقوف بعض أولياء الأمور له مترصدين، ينتظرون زلةً ليحاسبوه عليها ويشكوا هنا وهناك، رغم معاداة ومعاندة بعض الطلبة له لمجرّد كونه ذاك الشخص المطالب بتعليمه، وهو لا يريد التعلّم، فلا أسرته تهتم ولا هو يمتلك الهدف، رغم آلاف المهام الملقاة على عاتقه في المدرسة، من سجلات ودرجات، واختبارات ومناوبات، ومسابقات والتزامات.

رغم كل تلك الصعوبات إلّا أنه ناجح بعمله

رغم كل ما سبق، فيخرج المعلّم عن مهامه الأساسية المكلّف بها ليتيح الفرصة لطلابه للمشاركة في مشروعات وفعاليات ومبادرات، لأنه يُدرك أن المنهاج وحده لا يكفي ليجعل الطالب منخرطا في المجتمع، وقادرا على التكيّف مع تحديات الحاضر والمستقبل، يزيد بنفسه أعباؤه، مؤمناً بهدف أسمى ومهمة مقدّسة أوكلت إليه، يقضي وقته في المدرسة وخارجها ليخطط ويتواصل مع طلابه، ليحفّزهم على تعلّم المهارات، رقمية كانت او اجتماعية أو شخصية، يمهّد لهم الطرق، ويشعل مصابيح الهمّة في نفوسهم، ويلهب حماسهم لينطلقوا، وليتعلموا، ليبحثوا، ليحققوا ذواتهم، ليكونوا أساساً قويا يستند عليه المجتمع والوطن مستقبلاً.

وفوق ذلك لا يتجاهل دمعة طالب، أو نظرة حزن، أو شتات عقل أصاب أحد طلابه، فيسأل ويبحث عن السبب، يكون هو المساند الداعم، هو اليد الحانية التي تمسح الألم عن طالبه، وهو الناصح والمرشد، هو المعالج، هو قاتل اليأس والإحباط، صانع الأمل في زمان حرج.

ومع التطورات المتسارعة في شتى المجالات العلمية والحياتية، ومع الظروف الصحيّة المستجدة، كان لزاماً على المعلّم أن يقضي ساعات طويلة يتعلّم مهارات تقنية ليتقنها، ويوظّفها لتعليم طلابه، وكلما تعلّم شيئاً ظهر مستجدٌ آخر، ليسعى مجدداً إليه، وهكذا يقضي عمره لاهثاً كي لا يكون طلابه في الصفوف الأخيرة، يسعى فيدفعهم أمامه ليكونوا يوماً القادة نحو أرقى المكانات بين الدول.

كل التقدير والاحترام للمعلم الفلسطيني

فكل التقدير لكل معلم فلسطيني اجتهد ليبني، لكل معلّم يُدرك ثقل المسؤولية وعِظَم الامانة، لكل معلم كان وما زال أسطورة سجلت أسمى معاني العطاء والالتزام والتضحية، لكل من سهر الليالي ليقدّم علماً ولينير طريقاً يُهتدى به، لكل من يبدع في عمله ولم يبخل بجهد ولا عطاء ليقدمه لكل من حوله، لكل من اعطى وبنى نفوساً وعقولاً وشعوباً وأجيالاً واوطاناً، لكل من أضاء بنور العلم دروباً أصبحت تصنع مجداً وانجازات، كل الاعتزاز بكم.

فيديو مقال المعلّم في عيون

أضف تعليقك هنا