تقرير حول مقترح لبناء نظرية إسلامية للمنهج

تعريف النظرية

لغةً : النظرية مشتقة من الفعل (نَظَرَ) ومعناه : حاول فهمه وتقصِّي معناه وحقيقته بالفهم والتجريب والاختبار، وفي القرآن الكريم: “قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ”(يونس:101). (ابن منظور 1414هـ، ج5)ويقول (ابن تيمية ج1، ص486) “والنظر جنس تحته حق وباطل، محمود ومذموم”، ويضيف “إن النظر لا يقتصر على البصر والإبصار بالعين، وإنما هو يشترك فيه العقل والحواس جميعاً”.

اصطلاحاً : يعرفها كيرلنجر(1965م) بأنها: “عبارة عن مجموعة من البناءات والمفاهيم والتعريفات والافتراضات المتداخلة التي تعطي منظوراً نظامياً للظاهرات بتحديد العلاقات بين المتغيرات بغرض التفسير والتنبؤ بالظاهرات “.

النظرية التربوية الإسلامية 

إن النظرية التربوية نوع مختلف عن النظرية في مجال العلوم الطبيعية، حيث إن النظرية التربوية تقدمِّ من التوصيات ما يفيد في عملية التربية من وجهة نظر معينة، فالنظرية التربوية تصف مجموعة من الأنشطة التي تحدث في عملية التربية مثل التدريس والإقناع وإثارة الدوافع والتعلم والاختبار، ومن ثم فهي تصمم لبلوغ أهداف معينة وتعطي من التوصيات ما يساعد على الممارسة، وعليه فإن من أهم وظائف النظرية في التربية العمل كموجه لتنفيذ التربية تظهر في كافة عناصر التربية.

ويعرّفها يالجن(1411هـ ، ص399) بأنها ” مجموعة من التصورات والمفاهيم والأفكار والأهداف والأحكام والقيم ذات الحد الأقصى من التجريد والعمومية المرتبطة بإعداد الانسان المسلم حسب الأصول الإسلامية، وفي ضوئها يمكن تفسير العمليات التربوية الاسلامية وتبريرها وتقويمها اعتباراً من أسسها ومنهجها ووسائل تحقيقها وتنفيذها “.

نظرية المنهج الإسلامية 

نظرية المنهج مرتبطة بظاهرة المنهج وما يتصل بها من متغيرات، فإذا كانت نظرية المنهج تهتم أساساً بظاهرة المنهج وليس بشيء آخر فإن ظاهرة المنهج تنظم كل الأنشطة، والأعمال التي تمارس عند التخطيط للمنهج وبنائه وتقويمه وتنفيذه ونقده.

ونحن بحاجة إلى نظرية إسلامية توجه منهجنا التربوي، ويستمد منها مفاهيمه ومبادئه، وتظهر انعكاساتها على كافة عناصره. يعرَّف المنهج وفق النظرية التربوية الاسلامية بأنه”مجموع الخبرات والمعارف والمهارات التي تقدمها مؤسسة تربوية إسلامية إلى المتعلمين بقصد تنميتهم تنمية شاملة متكاملة جسمياً وعقلياً ووجدانياً، وتعديل سلوكهم في الاتجاه الذي يمكنهم من عمارة الأرض وترقيتها وفق منهج الله وشريعته”(مدكور، 1427هـ، ص78)

أسس نظرية المنهج الإسلامية 

  1. حقيقة الألوهية
  2. حقيقة الكون
  3. حقيقة الإنسان
  4. حقيقة الحياة

هذه الحقائق الأربع تمثل أساس التصور الاعتقادي الإسلامي وأساس التصور الاجتماعي المنبثق عنه، وهذا التصور بحقائقه الأربع هو القاعدة والأساس الذي ينبغي أن يُبنى عليه منهج التربية والتعليم في النظرية الإسلامية.

عناصر نظرية المنهج الإسلامية: (أهداف، محتوى، طرائق واستراتيجيات، طرق التقويم)

أهداف نظرية المنهج الإسلامية

  1. تحقيق النمو الشامل للفرد خلقياً وجسمياً وعقلياً واجتماعياً.
  2. ربط العلم بالعمل والنظرية بالتطبيق.
  3. قدرة الفرد على اكتساب الاتجاهات والقيم الإسلامية الرفيعة واتخاذها أساساً لأداء الأعمال وتوجيه السلوك وإقامة العلاقات.
  4. صلاحية الفرد ليكون عضواً نافعاً في مجتمعه يحس بمشكلاته ويشارك في تحقيق أهدافه وآماله وخطط تنميته.
  5. قيام العلاقات الاجتماعية على أسس متينة من التراحم والمودة والإيثار وغيرها من القيم التي دعا إليها الإسلام.
  6. انتشار أساليب التعاون والتضامن والتكامل والشورى والعمل الجماعي.
  7. تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع.

محتوى المنهج وفق نظرية المنهج الإسلامية

ينبغي أن يتضمن محتوى منهج النظرية الإسلامية:

  • المعرفة الخاصة بالدين الإسلامي الحنيف.
  • معرفة النفس البشرية وجسم الإنسان من كافة الجوانب.
  • المعرفة الخاصة بالكيمياء والفيزياء، فهذان العلمان يختصان بالجمادات التي خلقها الله في هذا الكون الفسيح.
  • المعرفة الخاصة بالنباتات والحيوانات.
  • المعرفة الخاصة بالكون والظواهر المكونة.
  • المعرفة الخاصة بالبيئة سواء البيئة الطبيعية أو البشرية.
  • المعرفة الخاصة بالعالم الإسلامي.
  • المعرفة الخاصة بعلوم اللغة العربية.
  • المعرفة الخاصة باللغات الأجنبية.
  • المعرفة الخاصة بمكونات المجتمع ووحداته.
  • احترام دور العلماء في الحضارة الإنسانية عبر العصور المختلفة.

طرائق وأساليب التدريس وفق نظرية المنهج الإسلامية

  1. الحفظ والاستظهار
  2. الحوار والمناقشة
  3. طريقة المحاضرة
  4. التعلم الذاتي الجماعي
  5. طريقة الممارسة أو التعلم بالعمل
  6. طريقة استخدام الأحداث الجارية والمواقف في مجال التعليم
  7. طريقة القدوة أو الاقتداء بالآخرين
  8. طريقة الرحلات العلمية الميدانية.

التقويم وفق نظرية المنهج الإسلامية

أنواعه 

  • التقويم المستمر يضمن أن يحاسب التلاميذ أنفسهم باستمرار على ما قدموه في حياتهم أو ما سوف يقدموه مستقبلاً ، وأن يركز على الإكثار من فعل الخيرات والحرص على الصالح العام بشكل يعود عليهم وعلى غيرهم بالنفع والفائدة، قال تعالى: “ألا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىوَأَنْ لَيْسَ لِلإنْسَانِ إِلا مَا سَعَى”     (النجم: 39- 41)
  • التقويم الختامي الشامل على اعتبار أن الإنسان سوف يحاسَب يوم القيامة بما فعل في دنياه، إن خيراً فخيراً، وإن شراً فشراً، حيث قال تعالى: ” فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُوَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ “(الزلزلة: 7) (سعادة وعبدالله، 2001م، ص342)

سماته 

  1. الشمولية
  2. الثواب والعقاب للإنسان
  3. العدالة
  4. الصدق
  5. الثبات
دور المعلم في نظرية المنهج الإسلامية دور المتعلم في نظرية المنهج الإسلامية
  • يقوم بدور المرشد والموجه والقدوة
  •  صدوق في قوله، وخلوق في أفعاله
  •  المتعلم محور العملية التعليمية
  • التأكيد على حريته وقدراته على الإبداع والتجديد وعمارة الكون بما ينفع الناس.

المراجع

  • ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم(1414هـ). لسان العرب، ج15، دار صادر، بيروت.
  • ابن تيمية، أحمد. الفتاوى الكبرى. كتاب السلوك، ج1، ص486.
  • يالجن، مقداد (1411هـ). معالم بناء نظرية التربية الإسلامية. عمان: بحوث مؤتمر نحو بناء نظرية تربوية إسلامية معاصرة.
  • مدكور، علي أحمد (1427هـ). نظريات المنهج التربوية. القاهرة: دار الفكر العربي.
  • سعادة جودت، وعبدالله إبراهيم (2001م). تنظيمات المناهج وتخطيطها وتطويرها، عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع، ط2.

فيديو مقال تقرير حول مقترح لبناء نظرية إسلامية للمنهج

أضف تعليقك هنا