قد لا تدرك رمضان القادم!

Ornamental Arabic lantern with burning candle glowing at night. Festive greeting card, invitation for Muslim holy month Ramadan Kareem."n

“قد لا تدرك رمضان القادم”

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا، الذي بفضله يفكر العقل، ويعتبر اللسان، ويكتب القلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان فصيح اللسان، وواضح البيان، أكتب هذه الكلمات وأنا أول المقصرين ولكن من باب الذكرى أولا لنفسي ثم لاخواني رجاء أن ينفع الله بهذه الكلمات المختصرة ثم بعد ذلك

أردت من هذا العنوان شد انتباهك وإلا ربنا يعلم ذلك وبيده كل شيء ويختار ،أخي كثيرا ما يعظ الواعظون ،وينصح الناصحون باستغلال رمضان ؛وأن رمضان هذا قد يكون آخر رمضان تدركه وكثيرا ما تطرق آذاننا هذه العبارات والكثير منا لا يرعي لها سمعه ،وهذه العبارة “قد لا تدرك رمضان القادم” واقع وشاهد رأيناه رحم الله أمواتنا وانظر مِن حولك ممن عاش معنا رمضان الماضي أو الأعوام المنصرمة تخطفتهم يد المنون وكانوا يأملون إدراك رمضان، ولنا في حبيبنا ورسولنا بأبي هو وأمي أسوة ومعتبر فقد قال في عاشوراء “لئن بقيتُ إلى قابل لأصومن التاسع” فانتقلت روحه الطيبة إلى بارئها ولم يُدرك ذلك ،أخي إدراك رمضان فرصة عظيمة ومنحة جليلة لا يدركها إلا من قدَّر قدره وعلم منزلته وعرف فضله وسبر شمائله وقد جاء عن بعض السلف:

(أن رمضان بمنزلة يوسف بين إخوته عند يعقوب عليهما السلام فكذلك رمضان هو أحب الشهور عند الله بين الشهور)

أخي أريد أن أذكرك بفضائل شهر رمضان وأنا أعلم أنك تعلم ذلك ولكن ذكرى والله أمرنا بذلك (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )

ومع فورة التقنية وكثرة برامج التواصل الملهية والمشغلة الصارفة للإنسان عن كثير من واجباته وعباداته الذي يُوجبُ حقا على المصلحين التذكير وبيان التقصير فالأمر عظيم حتى بعض الكتاب الغربيين الذين هم من صُناع هذه التقنية وممن لهم شأن في مثل هذا يُبين خطر ذلك وهو “ألبرت أينشتاين” يقول:

“(التقدم التقني مثل فأس في يد مجرم مريض)

 

فإليك أُخيَّ بعض فضائل شهرنا باختصار لعلك تنشط ،وبفعل الخيرات تُقدم قبل رحيله ثم تندم :

 

•شهر أنزل فيه القرآن ؛والقرآن كلام ربنا ولم يختر سبحانه إنزال كلامه العظيم إلا في هذا الشهر مما يدل على عظمة هذا الشهر

•شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار ،كما في الصحيحين وقال القاضي عياض(يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيما لحرمته ويكون التصفيد ليمتنعوا من ايذاء المؤمنين والتهويش عليهم )

• حفظ الله جزاء الصيام لعبده منة منه سبحانه وتعالى فقد جاء في البخاري كما يرويه النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)

للعلماء في ذلك أجوبة أكتفي منها:

أن كل مقصر وظالم يُقتص من عمله إلى من ظلمه فيأخذ من حسنات عمله وتُعطى للمظلوم إلا الصيام لا يجري فيه القصاص

فإن الله يحفظه ولا يتسلط عليه الغرماء ويكون لصاحبه عند الله عز وجل

•فيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم ومن أدركها وقامها إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

•لله فيه عتقاء من النار وذلك كل ليلة

• وفيه للصائم دعوة لاترد

•فيه التراويح والقيام حلة رمضان ترفع فيها الدعوات (من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة)

•فيه أن الصدقة مُرغب فيها وتلمس الفقراء وسد حاجاتهم من أعظم القربات ودفع البلاء (كان رسول الله أجود الناس وأجود مايكون في رمضان.)

لله ما أعظمه من شهر

هذا بعض فضائله فيا باغي الخير أقبل وياباغي الشهر أقصر

أخي شهر بهذه المزايا والفضائل هل من العقل التكاسل فيه بل من علامة رجحان العقل وكياسة الفطن استغلاله والنشاط فيه والتعرض لنفحات رحمة الله “إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها”.

* يَا ذَا الذي ما كفَاهُ الذَنبُ في رجبِ … حتى عصَـــى الله في شَهرِِ شَعبانِ

 

* لقد أظَلك شهرُ الصَوم بَعـــــــدهما … فلا تصـــيـّــــره أيضاً شهر عصيانِ

 

* واتْل اْلقرآن وسَبـــّـح فيهِ مجتهداً … فإنـّـه شهرُ تـسبـيــــــــــحٍ وقرآنٍ

 

* واحملْ على جسدٍ ترجو النَجاة له … فسوف تَضرمُ أجسـاد ٌبنيـــــــرانِ

 

* كم كنت تعرفُ مِمن صَام في سلف … من بين أهل وجيرانٍ وإخوانٍ

 

* أفناهم اْلموتُ واستَبْقاك بَعـــــدهم … حياً فما أقرب القاصي من الدّانــــــــــي.

 

وأخيرا الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت احفظ شهرك أخي واعمل فيه ولا تدع عملا صالحا ولو قل إلا فعلته فالأجور مضاعفة والأعمال فيه جليلة والجزاء تكفل به لنفسه سبحانه وتعالى فلا تضيع وقتك ولا يذهب سُدى فالوقت عزيز

 

الوقت أولى ماعنيت بحفظه

 

وأراه أعجل ماعليك يضيع.

 

فعجل بالتوبة وفعل البر ولا تسوف فقد لا تدركه العام القابل

فالله أسأله أن يعيننا وإياكم على فعل الخيرات وترك المنكرات ونسأله غفران الزلات وأن يرزقنا الدخول من باب الريان وأن نرتوي من أنهار الجنان برحمة الكريم المنان.

 

والسلام

 

كتبه محبك/ أبو معاذ/منصور بن ناجي

في يوم الأحد

٧ غرة رمضان ١٤٤٢ للهجرة المباركة

بقلم : منصور بن ناجي

 

أضف تعليقك هنا