واقع الأسر الفلسطينية بين التحدبات والواقع

تعتبر الأسرة الوحدة الأولية المكوّنة  للمجتمع ، ومن خلالها تسن القوانين والقواعد الخاصة بها، في بمثابة سلطة تشريعية وتنفيذية تصيغ حياة الأفراد وتجعلهم يتكيفون مع تلك القواعد ، يقع على عاتق الأبوين تلبية إحتياجات أفراد الأسرة ، فرب الأسرة يقوم بعدة أدوار منها رعاية شؤونها اقتصاديا وتوفير جو صحي آمن للأفراد ، وأيضا الأم تقوم بواجبها اتجاه  من اهتمام بشؤون المنزل وتربية الابناء وما الى ذلك من واجبات ، قد ينشأ خلل في بعض الأسر نتيجة عدم اتباع أفرادها  للقوانين والعادات وبسبب البيئة المحيطة ، بالإضافة الى الصعوبات التي تواجهها الأسر في المجال النفسي، الاجتماعي، العاطفي والاقتصادي.

التّحديات والصعوبات التي تواجه الأسرة

إن تلبية احتياجات الأسرة لا يمكن أن تتحقق بسهوله،  فالظروف لا تخدم بشكل دائم أهداف وطموحات أفراد الأسرة من ناحية بالأضافة الى العوامل والاجتماعية والثقافية والاقتصادية قد تزيد من التحديات التي تواجهها الأسر ، فمن الناحية الاجتماعية يتبين لنا مدى الصعوبات التي تواجهها الأسر في التواصل بين الافراد واحتياجاتهم من ناحية التكيف، التعاون، المشاركة، تحديد الادوار والوظائف الاجتماعية.

الناحية الاقتصادية والعاطفية

أما من ناحية اقتصادية فتواجه الأسرة تحدي في توفير أهم متطلبات الافراد، بالإضافة الى ظروف السكن التي تزيد من صعوبة التكيف وتقلل من الاستقلالية والخصوصية لدى الأفراد، أما من الناحية العاطفية فنلاحظ أن الأفراد يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم لأسباب عدة أهمها عدم تقديم الدعم الكافي من الأهل وعدم القدرة على فهم أفكار ومشاعر أبنائهم وهذا يسبب الجفاء والتباعد بين أفراد الأسرة الواحدة ، بالإضافة الى المجتمع الأبوي القاسي الى حد ما.

هل المشكلات الثقافية تؤثر على العلاقات بين الأفراد؟

وقد عبرت العينة من خلال المقابلات عن هذه الصعوبات بداية في المشكلات الثقافية التي تؤثر على العلاقات بين الأفراد فاختلاف ثقافة الزوجين له الأثر الأكبر في خلق هذه الصعوبة إن لم يكن هناك اتفاق واضح بينهما في المهام والادوار ، وكما عبروا أيضاً عن اختلاف وجهات النظر وآثارها على الأسرة من الناحية السلبية، فذلك يزيد من تلك المشكلات بين الأبوين ويضعف التواصل الفعال بين افراد العائلة، ويعبر عن ذلك في التناقضات المستقبلية عند الابناء نتيجة عدم الاتفاق بين الابوين على آليات واضحة.

وقد نوهت العينة الى ضرورة تحديد الأدوار الاجتماعية فالمشكلة في عدم قيام الأفراد بأدوارهم المطلوبة بشكل أو بآخر، يتمحور دور الأب اتجاه عائلته في توفير الحاجات الاساسية للأفراد ومراعاة حاجاتهم، وتأخذ الأم على عاتقها تدبير شؤون البيت والعناية بالأولاد وتربيتهم فتنازل أي طرف عن دوره يخلق عدم توازن في هذا النظام  ويخلق مشكلات عدة على حساب استقرار وانسجام هذه الأسرة.

إن الصعوبات الاقتصادية لدى الأسرة تجعلها غير قادرة على توفير متطلبات أفرادها، وتضعف من فرص الحياة الصحية لديها ، فهي تقيد أفرادها في نيل فرص أفضل في المستقبل بالإضافة إلى عيشهم في بيئة غير مناسبة تزيد من التحديات تؤثر في النواحي الاجتماعية والنفسية بين الأفراد.

العوامل الداخلية في المشاكل الاسرية

وقد عبرت العينة عن هذه الصعوبات في تربية أبنائها  في العوامل الخارجية و تتمثل في تأثير البيئة المحيطة على الابناء وخاصة الرفقاء ومكان السكن وتكمن التحديات في تربية الابناء في مجتمع يكاد يخلو من المبادئ والاخلاقيات، أما العوامل الداخلية فقد تمثلت لدى الأسر في المرحلة التطورية وفروقات أجيال الأبناء وخاصة في التعامل مع الابناء المراهقين بحاجة الى تروي وفهم لأفكارهم ومشاعرهم، بالإضافة الى تأثير التكنولوجيا في تصرفاهم واستجابتهم لهذا العالم الافتراضي بدون اهتمام  بمطالب الأهل.

التحديات التي تواجهها الأسر الفسطينية

تعاني الأسرة الفلسطينية من الكثير من التحديات التي تثقل كاهلها وتزيد من أعبائها ومشاكلها ان لم تجد الحلول المناسبة لهذه التحديات، وقد عبرت العينة عن استخدام بعض الطرق لتقليل الصعوبات ومنها التواصل الايجابي المستمر بين افراد العائلة الذي يوفر الدعم لهم ويساعد في تعزيز العلاقات فيما بينهم واستخدام اساليب الحوار والمناقشة يجلب الراحة والاستقرار لدى الأفراد، في مقابل ذلك كان هناك استخدام طرق سلبية في التواصل كالانسحاب من قبل الافراد للتعبير عن رفضهم لقرارات الأسرة أو الابتعاد عن الجو المشحون. وهذا يعطينا تصورعن مدى قدرة الاسرة في التعامل مع مشكلاتها والتحديات التي تواجهها يوميا.

وقد عبر أفراد العائلات عن استعدادهم لتدخل طرف خارجي لحل مشكلاتهم كأخصائي نفسي  وذلك لعدم تكرار نفس المشكلات ، و لحل هذه المشاكل بالطريقة الصحيحة ، وكتعبير واضح من قبلهم أن صاحب الاختصاص لديه القدرة على فهم هذه المشكلات وتقديم الحل المناسب لهذه الأسر.

يجب أخذ هذه الصعوبات والتحديات بعين الاعتبار

إن جميع الصعوبات والتحديات التي تواجهها الأسرة الفلسطينية بحاجة الى الوقوف عليها وأخذها بعين الاعتبار ، ونلاحظ التداخل في هذه الجوانب فلو تأثر الوضع الاقتصادي للأسرة سيؤثر ذلك بشكل او باخر على الوضع النفسي والاجتماعي للأفراد، إن من أهم التحديات التي تواجه العائلة هي قيامها بوظائفها وأدوارها في جميع المجالات وتحقيق هذا المطلب يؤدي الى خلق جو متوازن يساعد في تحقيق نمو نفسي اجتماعي لأفراد الأسرة ، وكل هذه المشكلات التي ذكرناها سابقا  في عائلات عادية لم تفقد أحد من أفرادها ،  فكيف يكون ذلك عندما  تحرم هذه الأسر من معيلها أو أبنائها  سواءً أكان شهيداً أو أسيرا، هذا الوضع يزيد من أعبائها وتحدياتها ويقلل من فرص العيش في جو صحي ونفسي جيد.

فيديو مقال واقع الأسر الفلسطينية بين التحديات والواقع

أضف تعليقك هنا