التقنية مطلباً في مدارسنا

عندما تكون مستلقيا على سريرك وتقوم بإرسال رسالة عبر الجوال لأحد أفراد المنزل أنك تريد منه شيئا ما بدلا من مناداته أو الذهاب إليه ،أو أن يقوم أحدهم باستخدام سيارته لمسافة لا تتجاوز مئة متر بدلا من المشي ،أو أن تعطى الأجهزة المحمولة لأطفال لم تتعدى أعمارهم سبع سنوات.

هذه تصرفات لا نجد لها مبررا غير استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة في غير الغرض الذي اخترعت من أجله ولكن إساءة استخدامها من بعض الأشخاص لا يجب أن يجعلنا نمتنع  عن مواكبة التقدم التقني وإدراجه في المدارس ليكون بشير خير للأجيال القادمة يساعد في تطورها ورقيها.

لماذا يمنع المعلم التلاميذ من استخدام الإنترنت؟

نجد في بعض مدارسنا أن مدير المدرسة أو معلمي بعض المواد كمادة التكنولوجيا يمنع الطلاب من استخدام الانترنت وأحيانا تبقى الأجهزة مغلقة طول مدة الحصة وتفتح مرة أو مرتين فقط حتى يملؤها الغبار، وهذا بحجة حماية التلاميذ من الدخول إلى مواقع غير ملائمة.

واستخدام هذه الحجة لتبرير ذلك ما هو إلا إقرار غير مباشر بفشله كقائد تربوي حريص على مواكبة التطور العلمي وإفادة الطلاب وما هو أيضا إلا تقصير واضح من الجهات التعليمية التي لم تساعده بوضع الضوابط والمعايير التربوية التي تضمن الاستخدام السليم للأجهزة والانترنت الذي يعتبر أحد أهم المصادر التعليمية في هذا العصر.

هل أصبح استخدام التقنيات مطلباً مهماً في المدارس؟

التقنيات الحديثة حولنا في كل مكان، فأطفالنا جاؤوا إلى الدنيا وهم يرونها تحيط بهم في المنازل والشوارع والأسواق والمستشفيات، والملاهي فكيف لا تكون بالمدرسة؟ ولم لا تكون؟ فقد أصبح استخدام التقنيات مطلباً مهماً وليس ترفاً، وهذا يجعلنا نفكر بالمهارات التي ستساعد في الاستخدام السليم لهذه التقنيات.

لماذا يجب إضافة التعديلات على المناهج الدراسية؟

ما سيأتي به مستقبلنا القريب من تطور مناهجنا سيشتمل مهارة التفكير و مهارة استخدام التقنيات وسيركز عليهما مع بعض المهارات الأخرى ،وهاتان مهارتان تكاد مناهجنا الحالية تخلو منهما. ولذا يجب إضافة التعديلات على طرق التدريس في البيئات التعليمية التقليدية وتوظيف التقنيات الحديثة فيها ضمن استراتيجيات سليمة وواضحة وهذا بالفعل ما بدأت به عملية التهيئة للمجتمع المدرسي لاستخدام التقنيات وتوظيفها بما يناسب المناهج المدرسية اليوم. إضافة إلى ذلك تم تجهيز معامل الحاسوب وتدريب المعلمين على استخدامها في تعليم المواد المختلفة وفي جميع المراحل الدراسية.

المبادرات التي قامت بها الوزارة  لتطوير تقنيات التعليم

تقع أمانة توظيف الأجهزة في خدمة المواد الدراسية على مدير المدرسة والمشرفين التربويين والمعلمين جميعاً. فقد أصبح العمر  الزمني لجهاز الحاسوب لا يتجاوز 5 سنوات في ظل هذا التقدم فإن لم يتم استخدامه كان هدراً للمال.للوصول إلى الهدف المنشود من استخدام الأجهزة بشكل فعال يتحتم إضافة البرامج التعليمية المناسبة لمختلف المواد الدراسية والتي تعزز الاستفادة الإيجابية لدى الطلاب ورفع معدلات التحصيل العلمية.

وهذا ما بادرت إليه الوزارة وجهاز الإدارة العامة لتقنيات التعليم فيها وبمساعدة من القطاع التعليمي الخاص ومراكز التقنيات التربوية أيضاً حيث قاموا بصناعة البرمجيات الحاسوبية وإنتاج البرامج التفاعلية خاصة لمادتي العلوم والرياضيات، وذلك وفق خطط مدروسة ومعدة لكافة المواد الدراسية. وأيضاً استقطاب الكفاءات التقنية وتدريبها وتسخيرها في تطوير عملية التعليم.

توظيف التقنيات الحديثة في المدارس ونشرها مهمة يجب على الجميع المشاركة فيها ووضع المعايير التقنية والخطط السليمة وتطويرها وتنفيذها وتدريب المعلمين ومتابعة كل جديد.

فيديو مقال التقنية مطلباً في مدارسنا

أضف تعليقك هنا