العجوز والبحر، الطبعة الواقعية

هذا النص مترجم عن المصدر الموضح أدناه:

قبل أن تحمله قلة المحصول على السفر إلى أرض الأحلام، كان الابن الوحيد للسيدة Yayi Bayam Diouf صيادا. وخلال رحلته من السنغال إلى جزر الكناري، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر بطبيعة الحال، أتت عاصفة على القارب الذي كان يحمله بمن عليه فلم تخلف وراءها حتى جثة لتدفن. ولكي تشعر السيدة Diouf بأنها قريبة من ولدها، وإكراما لذكراه كصياد، قررت أن تذهب إلى الصيد بنفسها.

الحوار الذي دار بين العجوز والسيدة

في البداية كان عليها أن تحارب الأعراف الذكورية السائدة في مجتمعها والقاضية بمنع النساء من مزاولة حرفة الصيد. تاليا ترجمة للحوار الذي أجرته Jo Fidgen من برنامج BBC outlook مع السيدة Diouf:في عام 2006، اكتسبت Thiaroue-sur-Mer، إحدى ضواحي العاصمة السنغالية داكار، شهرة غير متوقعة حيث أصبحت نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين المستعدين لاقتناص أية فرصة تمكنهم من عبور الأطلسي بغية الوصول إلى أوروبا.

قصة العجوز التي كانت تعيش في البحار وبين الأسماك

في ذات العام، شهدت السيدة Diouf حدثا غير حياتها وإلى الأبد. لقد نشأت وترعرعت في Thiaroue-sur-Mer، وكما هو الحال مع معظم أفراد مجتمعها، كانت حياتها تتمحور حول البحر والأسماك. أيامها، كان هناك ما يكفي للجميع. فعوضا عن الذهاب إلى المدرسة، انشغل معظم الصبيان بتعلم تجارة الأسماك، أما الفتيات والحال هذه فلا ريب أن ينشغلن بتعلم كيفية تجهيز وتسويق المحصول، الأمر الذي صادف هوى في نفس الصغيرة.

الطفولة التي عاشتها العجوز

عندما كنت صغيرة، كنت ورفيقاتي نذهب إلى البحر ونصطاد الأسماك الصغيرة ونبيع الطعام هناك. كانت حياتنا بمجملها تتمحور حول البحر؛ لأنه لم يكن لدينا سواه بالفعل، لا رياض أطفال ولا ملاعب ولا أي شيء من هذا القبيل. لكأن البحر كان يشدنا إليه بحبل سري، فجميعنا كان يرتبط به على نحو ما.ثم عندما كبرتِ ورزقتِ بأطفال، هل اصطحبتهم إلى البحر بذات الشغف والمتعة اللذين كنتِ تشعرين بهما إزاءه أيام كنتِ طفلة؟

كان لديها بنتان وولد

كلا، لأنهم كانوا جيلا غير جيلنا. لقد حرصت على أن يحضوا بفرصتهم بالتعليم، فالبحر وحده لم يعد كافيا لتوفير العيش الكريم.
كم طفلا لديكِ؟ ثلاثة، بنتان وولد. ذكرتِ أن جميع الأولاد عندكم يزاولون حرفة الصيد على نحو تقليدي. ماذا كانت طموحات ابنكِ Alioune؟ هل كان مهتما بالبحر؟التحق ولدي بالمدرسة الابتدائية، وذات يوم، أخبرني أنه يحب المدرسة، لكنه يفضل أن يكون صيادا مثل جده. ولما كنا نعيش في مجتمع ذكوري للغاية، وبصفته رجل الأسرة الوحيد، شعر أنه مضطر للعمل كي يعيلنا أنا وشقيقتيه.

أين كان والده حينها؟المسألة شخصية بعض الشيء. أنا متزوجة على ضرة، أي أن للرجل الذي كنت متزوجة به عدة زوجات ولقد انفصلنا. فالرجال في ثقافتنا لا يروق لهم أن تحاول المرأة أن تكون هي رب الأسرة، كما لا يروق لهم أن يكون لها رأي بالفعل، ما أضفى على حياتنا جوا من التوتر. وعليه فولدي هو رجل الأسرة الوحيد.

لماذا قرر ابن تلك العجوز أن يصبح صياداً؟

حسنا، عندما قال لكِ سأصير صيادا يا أمي، كيف شعرتِ حيال ذلك؟ كان من الصعب علي تقبل الفكرة؛ لأنني أردته أن يواصل تعليمه ويتوظف، لكنه كان بالغا وأخبرني أنها رغبته، وطلب مني أن أتركه يمضي في سبيله. لقد كان الأمر صعبا علي؛ لأنني بدأت أدرك بالفعل أن الصيد لن يكون مستداما على المدى البعيد، وأنه لم يعد يوفر ما يكفي من الغذاء حتى لأولئك المشتغلين به وأسرهم. صدقا، لم أكن أريده أن يفعل ذلك، لذا كان صعبا علي أن أتركه يذهب، ولكن توجب علي الرضوخ للأمر الواقع.

كيف كانت العلاقة بينكما؟ هل كنتِ ستجدين لديه أذنا صاغية؟ إن مجتمعنا مجتمع ذكوري للغاية، ونتيجة لذلك فإن مسؤولية اتخاذ القرارات تقع على عاتق الرجال حصرا. في ثقافة كهذه يحترم الرجل والدته، لكنه غير ملزم بالأخذ بآرائها. وقد جربت كل ما بوسعي، أردت أن أدفع رسومه الدراسية؛ لأنني كنت أرغب أن يواصل دراسته، لكنه رفض ومضى في سبيله.

هل كان الصيادون يجنون مالاً كثيراً؟

إذن، في عام 2006، كان Alioune يبلغ من العمر 26 عاما، وكان على وشك الشروع في آخر رحلة صيد. هل تتذكرين تفاصيل آخر محادثة بينكما؟ أجل، أتذكر تلك المحادثة جيدا، فلقد تركت في نفسي أثرا لا يمحى! خلال موسم الصيد، يسافر صيادونا إلى موريتانيا، ولأن الموريتانيين ليسوا أولئك الصيادين المهرة، دأب صيادونا على العودة من هناك بأموال وفيرة. طلب مني يومها أن أدعو له كي تكون رحلته آمنة ففعلت.

وبالفعل ذهب إلى هناك، وبعد حوالي ثلاثة أشهر، اتصل بي وقال، “أمي، لم يعد لدي ما يكفي من المال، والأسماك التي نصطادها بالكاد تؤمن لنا قوت يومنا، أي أنها لا تكفي لنعود إليكم وجيوبنا عامرة بالمال. وقال، “كثيرون يمضون أبعد من هذا المكان، إنهم يذهبون إلى أوروبا”. لكني قلت “كلا، لا أريد أن تذهب إلى هناك”، غير أنه أخبرني أن المسألة محسومة، وأنه أقسم على المضي قدما. توسلت إليه أن يتراجع، لكنه رفض.

هل لديكِ أية فكرة عما كان ينتوي فعله؟ هل كان يسعى لصيد المزيد من الأسماك ومن ثم يعود إلى أرض الوطن، أم كان يخطط للوصول إلى جزر الكناري والاستقرار في أوروبا؟ كلا، لم تكن لدي أدنى فكرة، لكنهم عادة ما يذهبون إلى هناك للعمل وإرسال الأموال. وبمجرد أن يثبتوا وجودهم، يعودون إلى قراهم وذويهم ويتزوجون ويفتحون بيوتا، وعندها فقط يحصلون على المكانة الاجتماعية التي ينشدون. لقد قال لي، “أنا ذاهب لأعمل من أجلكم. سأذهب من أجل عائلتي”. كلماته هذه لما يزل صداها يتردد في ذاكرتي.

فقدان الأخبار عن ابن العجوز بعدما ذهب للصيد

ماذا تعرفين عن تلك الرحلة والأشخاص الذين ذهب معهم؟ لقد ذهب مع أناس من نفس ضاحيتنا، لذا فأنا أعرف الذين ذهب معهم بالفعل. أعتقد أنهم كانوا ثمانية وثمانين شخصا على متن ذلك القارب. لقد كان برفقته الكثير ممن أعرف. ماذا قال لكِ أيضا؟
سألته “كم من الوقت تستغرق الرحلة بين موريتانيا وأوروبا”؟ قال “ربما أسبوعا أو أكثر، حسب الظروف، لكنني سأتصل بكِ بأقرب وقت ممكن، أعدكِ”. ثم انقطعت أخباره لثلاث إلى أربعة أشهر. إلى أن جاء اليوم الذي أخبرني به أحد أبناء عمومتي، وهو يعيش في Tenerife في إسبانيا، أن في المرفأ قاربا يبدو وكأنه قادم من قريتنا.

وصول خبر موته إلى أمّه

أحد الشباب ممن حملهم ذلك القارب أفاد بأن ثمة قاربا آخر صغير رافقهم في تلك الرحلة، وأنه توقف في عرض الأطلسي بفعل العاصفة التي ضربت المنطقة يومها ولم ينجو، وأن الصليب الأحمر الإسباني تمكن من إنقاذهم، وأنه ما من أثر للقارب الذي كان ولدي على متنه. كيف تلقيتِ ذلك النبأ؟ كأي أم تثكل بوحيدها، نزل علي الخبر نزول الصاعقة، سيما وأن كل آمالي كانت أن يكون لولدي أسرة، وأن يعيش حياة كريمة. لقد كان الأمر صعبا جدا كوننا عائلة فيها رجل واحد فقط، لذلك سيندثر اسم هذه العائلة وإلى الأبد.

من مات مع ابن تلك المرأة؟

هل تعرفين عدد الذين فقدوا مع ابنكِ في تلك الرحلة؟ جميعهم، الثمان وثمانون كلهم ماتوا في البحر. أفترض أنه لم تعد إليكِ حتى جثة لتحزني عليها. لم تعد لي جثة ولدي قط، وهذا بحد ذاته أمر صعب جدا كوني امرأة مسلمة، ونحن المسلمون نزور قبور موتانا للحداد عليهم. لذا فإن عدم وجود قبر لولدي أمر مؤلم للغاية. حتى الآن ما يزال هذا الأمر يقض مضجعي لدرجة أنني أتساءل أحيانا ما إذا كان ولدي ميتا بالفعل؛ لأنه لا قبر له معلوم فأزوره وأبكيه عنده. إن إحساسي بعدم وجود قبر لولدي يثير في نفسي الحزن ويشعرني أنني لم أتجاوز فجيعتي به بعد.

لماذا قررت بعد موت ابنها أن تذهب للبحر وتصطاد؟

لقد قررتِ أن تذهبِ إلى البحر بنفسكِ وتحترفِ الصيد. ما الذي دفعكِ لاتخاذ هذا القرار في ظل هذه الظروف؟
أعلم أن الصيد نشاط ذكوري صرف، لكنني شعرت أنني ليس بوسعي مزاولة أي نشاط سواه. كنت أحسب أنني قادرة على الانخراط في هذا المضمار، وأنني سأقنع زعماءنا المحليين بأن يمنحوني الفرصة شأني في ذلك شأن أي رجل؛ لأننا مهنيا نتمتع بذات الحقوق، كما أردت أن أحترم رغبة ولدي في أن أعيل أسرتنا كما كان يفعل، أجل، كانت بي رغبة لأقوم مقامه.

ماذا تقصدين بقولكِ أنكِ ترغبين بأن تحلِ محل ابنكِ؟ أجل، لقد أردت أن أملأ فراغه بين الصيادين في قريتنا. على حد علمي، لم يسبق وحصلت أي امرأة في مجتمعكم على رخصة صيد، فالنساء عندكم لا يذهبن إلى البحر، ولا يزاولن حرفة الصيد أصلا. ما الذي حدث عندما ذهبتِ إلى زعماءكم المحليين وأخبرتهم برغبتكِ تلك؟ كيف سارت الأمور يومها؟

كيف تلقّى المجتمع خبر عمل العجوز في الصيد؟

بالفعل تلقيت ردودا متباينة، فبعضهم رفض على الفور. وعندما سألت عن السبب، قالوا عندما تكون المرأة في دورتها الشهرية، فلن تقترب منها أي سمكة، أي أنكِ أيام دورتكِ الشهرية لن تكونِ طاهرة ما سيجعل الأسماك تبتعد. يعني هذا أن وجودكِ سيجعل الأمور أكثر سوءا، سيما ونحن نواجه شحة في المحصول هذه الأيام. وعليه كلا، لا يمكنكِ الذهاب للصيد. ثم قلت لهم إنني بالفعل في سن اليأس، فما المانع إذن؟ قالوا لا مانع. فقلت إذن امنحوني الإجازة لأنه لا مانع، ولأنني عجوز بما يكفي لأذهب للصيد دون مشاكل. من يوم ذاك أدركت أن حسن التصرف واللباقة تصنعان الفرق في مجتمعنا.

حصول العجوز على رخصة الصيد

وحصلتِ على رخصة الصيد. لا بد أنها كانت لحظة فخر بالنسبة لكِ.لقد كان بلا شك إنجازا كبيرا. لقد كان نجاحا باهرا؛ لأنها المرة الأولى التي يفكر فيها المجتمع بجدية في كيفية جعل المرأة أكثر مساواة مع الرجل.هل شعرتِ وأنتِ في رحلتكِ الأولى للصيد المرخص أنكِ استطعتي تحقيق حلمكِ؟كانت تلك المرة الأولى. وبالطبع كانت مزيجا من الفرح والقلق؛ لأنني كنت قلقة للغاية بشأن ما إذا كنت سأفعل الأشياء بشكلها الصحيح، ولكنني في عين الوقت كنت متحمسة، غير أن الأمور في نهاية المطاف سارت على نحو مرضٍ للغاية.

وعندما ذهبتِ للصيد أول مرة، هل شعرتِ أنكِ قريبة من ابنكِ كونكِ صرتِ تزاولين حرفته؟بعد صلاة الفجر، وقبل أن أذهب للصيد، كنت أمشي بجانب البحر فشعرت أني قريبة من ولدي. كان لدي انطباع بأنني أقف بجانبه وأتحدث إليه. إنه أمر محير. لا أستطيع أن أشرح ذلك حقا، لكن هذا ما شعرت به. شعرت بما لا يدع مجالا للشك أن البحر كما لو أنه أراد لم شملنا.

كيف كان شعور العجوز عندما بدأت بالصيد؟

شرعتِ بالصيد إذن، غير أنكِ واجهتكِ مشكلة شحة الأسماك على الفور، فكثيرون عندكم يعتقدون أن البحر لم يعد يجود عليهم بخيراته بفعل الصيد الجائر الذي مارسه الصيادون القادمون من أوربا.عندما بدأت الصيد، كانت الأسماك نادرة جدا. ما فعلته هو أنني بدأت بإنشاء مزارع صغيرة من أجل خلق بيئة أفضل للأسماك لتأتي وتتكاثر، ولكي نتعرف بشكل أفضل على ما يمكننا صيده، ولرفع مستوى المحميات. فأعدت النظر بطرائق الصيد التقليدية وابتكرت أساليب جديدة.

مذهل! إذن فأنتِ لم تكتفِ بالحصول على إجازة صيد، وإنما غيرتِ صناعة الصيد هناك.في الواقع، بدأت بتغيير الطريقة التي تسير بها الأمور، بالأحرى أوجدت طريقة تضمن أن يعود الجميع إلى بيوتهم آخر النهار وفي جيوبهم بعض المال.إذن، ماذا كانت ردود أفعال الرجال والنساء في مجتمعكم تجاه ذلك؟

كيف كانت نظرة النساء والرجال لها؟

لأنها كانت المرة الأولى، تفاجأت النساء بأنني ذاهبة إلى البحر، لكنني أكدت لهن أنني ملتزمة بجميع معايير السلامة، حتى أنني التحقت بأحد المراكز لأتدرب أكثر على طرائق الصيد الحديثة. بعض الرجال كانوا يقولون، “انظروا إليها، إنها رجل”. البعض الآخر كان يقول، “لا تشجعوها، يجب أن تتوقف وتعود إلى البيت”. كل ما عليكِ فعله هو أن تثبتي لهم مقدرتكِ على فعل ذلك وسيغيرون رأيهم في النهاية.

النساء اللواتي كن يشاهدنكِ، هل اعتقدن أن هذا ممكن بالنسبة لهن أيضا كما هو الحال معكِ؟نعم، نلتقي بنساء أخريات من مجتمعنا كل يوم اثنين وجمعة، جميعهن يسألن، هل يمكننا أن نأتي معكن؟ وإجابتي دائما هي نعم، ولكن علينا اتباع القواعد، إذ ليس بوسعي قبول سوى النساء في سن اليأس. إذن فجميعهن يردن الذهاب، لكننا يتعين علينا اللعب وفقا للقواعد.

حسنا، إنها صورة رائعة، نساء إيجابيات في سن اليأس في قوارب الصيد الخاصة بهن ينطلقن إلى البحر. كم عدد النساء اللواتي جندتهن للصيد أو للعمل في مزارع الأسماك التي أنشأتها وما إلى ذلك؟بدأت بالتدريج من خلال اصطحاب سيدة واحدة بمعية عدد من الرجال، ثم امرأة أخرى ثم أخرى وهكذا. يجب أن تثبتي أيضا أنكِ لا تريدين أن تحلي محل الرجال في المجتمع. وأنكِ ببساطة ترومين الحصول على فرص عمل متكافئة، إذن يجب أن تتمتعي باللياقة الكافية لتخرجي من البيت وتعملي لتعيلي أسرتكِ.

سعي المرأة العجوز لتعمل النساء في الصيد

أطلقتِ حملات ضد الهجرة أيضا، وحاولتِ إثناء الشباب عن الهجرة بحثا عن حياة جديدة في أوروبا. ما النتائج التي حققتها في هذا المضمار؟ وهل تذكرين أمثلة لرجال أقنعتهم بعدم الهجرة؟ لقد أطلقنا حملات مجتمعية تعنى بإظهار تأثير ومخاطر الهجرة. بيد أني كامرأة، كان من الصعب أن يكون لي رأي، ولكن بمرور الوقت، تمكنا من إقناع الناس بأن حتى المحاولة تنطوي على خطورة كبيرة.

مع ذلك يتعين عليكِ التحدث إلى النساء بغية تأنيث هذه القضية؛ لأن الأم أحيانا هي من تدفع تكاليف السفر، وهي في أحيان أخرى من تدفع أبناءها صوب الهجرة، لذا سيتعين عليكِ التحدث إلى النساء في وقت ما. حتى الشخص المسؤول عن تنظيم تلك الرحلات في قريتنا أدرك أنه ارتكب خطأ، وهو الآن يقوم بحملة إلى جانبنا. وقد أنشأنا مركزا حيث نأخذ كل هؤلاء الشباب ونحاول تعليمهم مهارات جديدة وتثقيفهم وإبعادهم عن فكرة الانتقال إلى أوروبا في مقابل منحهم فرصة للعمل هنا.

مساعدتها للنساء والشباب والشابات

مرت خمسة عشر سنة منذ أن فقدتِ ابنكِ، وقد تغير الكثير مذ ذلك الحين. لقد ساعدتِ كل هؤلاء النساء، وكذلك الشباب والشابات على البقاء في أرض الوطن. لقد حصلتِ على الكثير من الأوسمة لقاء ما أنجزته. أعتقد أن الرئيس السنغالي منحك ميدالية. ما هو شعوركِ حيال إنجازاتكِ؟ وكيف تعتقدين أن ابنكِ كان سيشعر حيال ما فعلته إكراما لذكراه؟

إنه مصدر فخر. وتحقيق هذا النجاح في مجتمعي هو شرف عظيم. ولو أن ولدي كان على قيد الحياة لما كنت هنا بالطبع، لكنني أعلم أنه فخور جدا بما أنجزته. السيدة Diouf القلقة من أنها لن تكون قادرة على مواصلة حملتها المناهضة للهجرة بسبب نقص التمويل، تقول أنها أقنعت بالفعل آلاف الأشخاص بتجنب تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر البحر.
________________________________________
المصدر: https://www.bbc.co.uk/programmes/p09j5600

فيديو مقال العجوز والبحر، الطبعة الواقعية

أضف تعليقك هنا

عمار الحامد

كاتب ومترجم حر وأستاذ لغة إنجليزية من العراق