المصير التعليمي لطلبة قطاع غزة في ظل الأزمات الأخيرة

انعكاسات الأوضاع التي واجهتها غزة على القطاع التعليمي والطلبة 

يواجه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة صعوبات جمة منذ الأزل تبعاً للحصار المفروض عليه من قبل الاحتلال الصهيوني لم يقتصر هذا الحصار على القطاع السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ بل طال القطاع التعليمي أيضاً، فقد اجتمعت عدة أمور معاً كحجرة كبيرة تتعثر بها وزارة التربية والتعليم داخل القطاع, ومن هذه المشكلات والأزمات (الحصار وسوء الوضع الاقتصادي في البلاد, جائحة كورونا وعواقبها , الحرب الأخيرة على أهل القطاع)، لقد أثقلت هذه العثرات كاهل أبناء قطاع غزة وطلبته سواء كانت بشكل مباشر أو بشكل آخر, لم ينل الطلبة الفلسطينين حقهم الطبيعي في التعليم, لقد حرموا من هذا الحق والذي هو بمثانة الحق البسيط المفروض تأمينه لهم بدون منازع. هنا وقفة للتعرف على مصير تعليم الطلبة الفلسطينيين داخل قطاع غزة في ضوء ما سبق. مقال يتحدث عن تحديات القطاع التعليمي في غزة ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتناول قضايا مجتمعية من هنا.

انقطاع الطلبة عن التعليم في المدارس

كما هو متداول في الفترات السابقة، لقد توقف الطلبة عن التعليم الوجاهي لفترة ليست ببسيطة؛ مما أسفر عن ضياع قدر كبير من المعرفة والمهارات والقدرات الحياتية والعلمية على الطلبة وخاصة للطلبة ذوي المراحل الدراسية الأولى (مرحلة التأسيس). هذا التوقف حرم فئة كبيرة من الطلبة من التعليم الجيد وأيضاً منعهم من تلقي العلم بالطريقة الصحيحة ممن هم أصحاب الخبرة في التدريس, وهذا ما أجبر الأهالي بتدريس الأبناء بطريقة أو بأخرى؛ ولكن هذا لا يغني عن المعلم في داخل الصف الدراسي أو المدرسة نفسها. ومع ذلك يبذل أهالي الطلبة الغزيين أقصى جهودهم في منح أبنائهم التعليم المناسب والمطلوب منهم إتقانه؛ وإن لم يكن بالطريقة المثلى.

تحديات القطاع التعليمي في أثناء التعليم الالكتروني

وفي نفس الوقت لقد شارك عدة مدرسين ومدرسات المعرفة والعلم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ( Whatsapp, Facebook), أو عبر تطبيقات جوجل (Zoom, Google meet). ولكن هذه تعتبر جهود فردية من بعض المعلمين ليس جميعهم تبعاً لوجود نسبة من المعلمين لا يمتلكون مهارة التعامل مع التكنولوجيا وكذلك أيضاً هذه الجهود لا تشمل جميع الطلبة الملتحقبن رسمياُ في المدارس نظراً لعدم توفر أجهزة الهواتف الذكية, أو اللابتوب, أو ما شابه لكل الطلبة نظراً لسوء الوضع الاقتصادي والفقر الذي يعانيه أبناء قطاع غزة, وأيضاً لا تتوفر شبكة الإنترنت في جميع منازل الطلبة في قطاع غزة، مع هذه الجهود قد تتحقق الاستفادة للطلبة المتواصلين مع مدرسيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ولكن لن تعوضهم بشكل كامل عن المعلومات التي سيتلقونها من خلال التعليم الوجاهي؛ لذلك, بعد فترة وجيزة لقد أعلن المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم بغزة أنهم قد تستأنف الدراسة وجاهياُ في المدارس بواقع 3 ايام أسبوعياً بحيث لا يتجاوز عدد الطلبة داخل الفصل عن 25 طالباً, مع ضرورة اتخاذ عدة إجراءات ضرورية حول التباعد بين الطلبة والمعلمين ونظافة المكان والالتزام بالإرشادات والتعليمات الصحية والوقائية.

تحديات القطاع التعليمي في ظل أزمة كورونا

وبالفعل لقد داوم الطلبة وجاهياً في مدارس القطاع  لفترة أسبوعين– ثلاث أسابيع بالأكثر بالإضافة إلى الاستعانة بمنصات الصفوف الافتراضية. ولكن للأسف سرعان ما زادت حالات الإصابة بفيروس كورونا بين طلبة المدارس والمعلمين على الرغم من اتباع الإرشادات الصحية وأساليب الوقاية من فيروس كورونا، ونتيجة لذلك لقد عاد الطلبة والمعلمين إلى التدريس عبر الصفوف الافتراضية وبرنامج Zoom  , وبرنامج  Google meet, والتقويم من خلال الاختبارات الإلكترونية وعبر استراتيجيات أخرى مثل الألعاب الإلكترونية.

تحديات القطاع التعليمي في ظل ضغوطات الاحتلال الصهيوني والحرب

على الرغم من جميع هذه الأزمات والظروف التي يحاول أبناءها تجاوزها, لقد خيم عليهم الاحتلال الغاشم بضرباته القاسية, وهجماته المفجعة التي انتهكت حقوقهم وانتهكت أرواحهم أيضاً, حيث طالت استهدافاتهم أرواح عدد من الطلبة الأبرياء الملتحقين بالقطاع التعليمي؛ فما كانت هذه الحرب إلا كالملح الذي يضاف على الجرح. خلال فترة الحرب الواقعة على قطاع غزة لقد توقف القطاع التعليمي مرة أخرى نتيجة لتشريد العائلات من بيوتهم والاعتداء على ممتلكاتهم وقصفها بكل دم بارد. هنا, لقد زاد الضغط الواقع على وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة , حيث أعلنت المدارس الحكومية أنها ستنهي الفصل الدراسي وستوزع الشهادات الدراسية على الطلبة بناء على إنجازاتهم السابقة . وما زال مصير مدارس الوكالة مجهولاُ حتى هذا الوقت . وهذا الثمن الذي يدفعه طلبة الشعب الفلسطيني داخل القطاع مقابل صبره على كل الظلم والحصار والاضطهاد الذي يتعرضون له.

فيديو مقال المصير التعليمي لطلبة قطاع غزة في ظل الأزمات الأخيرة

أضف تعليقك هنا