المغالطات للتلاعب بالقناعات

المغالطات للتلاعب بالقناعات

علي البحراني

2021/5/10

القاعدة العقلية الفقهية هي أن العقل يرى الحسن حسن  فيستحسنه  ويرى القبح قبيح فيستقبحه .

لكن هذه القاعدة قد يتلاعب بها البعض وخاصة رجال الدين الذين للأسف يغلفون بعض القبح بسولوفان ديني كي يستخدموا المغالطات للتلاعب بالعقل فيقدمون القبح على أنه جميل ويقدمون السوء على أنه حسن فيدخل للعقل الباطن ليغير الاعدادات كي يكون المتلقي قابلا لاستلام القبيح وهو يعتقد أنه جميل لأن من قدمه رجل دين يمثل الدين والدين لا يأتي بالقبيح اطلاقا لذلك يحاول العقل تقبل هذا القبيح متغافلا عن قبحه وشناعته ومتخيلا أنه حسن وجميل وفيه منافع مثلا هو يقدم العبودية التي جرمها العالم كله على أنه حل وواقع وتاريخ لا يمكن نفيه فيوصم الدين بتحليل هذا القبيح ويحاول المتلقي أن يقتنع أن وحشية كوحشية امتلاك الانسان وسحق كرامته هو من الدين وهو جميل بل الأنكى أنه أيضا  يدعي أن العبيد هم الذين لا يريدون الحرية وأنهم بها سيهيمون في ضياع وتشرد ، كذلك الزواج بالقاصرات الذي يقدمونه على أنه صيانة وعفة وبعدا عن الانحراف ، والحقيقة أن هذه جريمة بحق الطفولة مجرم من الأمم المتحدة أجمع .

فما بالنا بفتوى جواز التفخذ بالرضيعة هي حالة من القذارة الانسانية لكن رجل الدين يغلفها بسولوفان ديني ذكوري محض ليبرر تلك الفتوى بكل الفذلكات الكلامية والمغالطات المنطقية كي لا يدين حكما فقهيا من صنع الفقيه ( الذكر )  ، هكذا يستخدمون التلاعب بالقناعات بواسطة مدخلات ومبان هشة لا تستقيم معجونة بالمغالطات التي يحاولون بها الدخول الى إعدادات العقل ليغيروه فيجعلون البسطاء يدافعون عن كل تلك القبائح ويقدمونها على أنها أحكام فقيه مقبولة بل البعض يوحي لك أنها حكم الله وأنها مستنبطه من آيات وروايات والحقيقة أن الدين أسمى وأجل من كل تلك القبائح التي تقدم من خلال نص أدبي رفيع أو قصيدة عصماء أو تصريح أو بيان وكله كلام في كلام ونحن على أتم الاستعداد لتلقي تلك الشعارات والإتكاء عليها لتبرير قناعاتنا ببيت شعر ، و في المقدمة وغيرها من فقيه يصنع الفتوى وينتج الحكم من وهن وضعف وآحاد ومدلسات ووضع وعلينا التنبه واليقظة لما يحاك حول الدين وهم بعيدون عنه في صوامعهم معتقدين أن الزمن واقف عندهم وهم غير مدركين للتغيرات العالمية والنظم الإنسانية ، علينا فحص كل ما يقدمونه حتى لا نقع فريسة لما هم يريدونه من تبعية لاعقلية وبهذا يكون العقل المتلقي مجرد وعاء لرمي كل المواد التي يراد أن تكون مرمية فيه.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني