الموهوبون وطرق رعايتهم

برنامج مقترح لتنمية الموهبين

الموهوبون والمبدعون والمتفوقون والمبتكرون هم ثروة طبيعية لأي مجتمع، وكم من هذه الثروات البشرية مغفلة ومغمورة، إما بسبب عدم التعرف عليهم واكتشافهم مبكرًا سواء من قبل الوالدين أو من قبل الزملاء أو البيئة المدرسية أو المجتمع عامة ، وخاصة في المجتمعات العربية، أو قد يكون بسبب التوقعات النمطية التي يحملها المجتمع نحوهم والتشكيك في قدراتهم حتى وقت قريب جدًا.

وبناء على ماسبق بإعتبار الأطفال الموهوبين والمتفوقين ثروة وطنية حقيقية، فمن الواجب رعايتها وتقديم وتوفير الفرص التربوية المناسبة لهم، والتي يمكن أن تساعد كل طفل في الوصول إلى أقصى طاقاته، خاصة وأن الصراع الحالي والمستقبلي بين دول العالم معتمد على قدرات الدول في المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية والعسكرية.

فالعقول يمكن أن تلعب دورًا بارزًا في تحقيق إنجازات وطنية على هذه الأصعدة . فالموهوبون والمتفوقون يسهمون في رفعة المجتمع وتنميته وضمان أمنه ومستقبله.وللحديث عن  رعاية الموهوبين  لابد من التعرف على المستهدفون أولا ، ما هى الموهبة؟ ومن هو الموهوب؟ وكيف يمكن التعرف عليها؟ وما هى خصائصها؟

الموهبة 

هي قدرة أو إستعداد فطري عال المستوى عن طريق بذل الجهد والتدريب والممارسة الدءوبة والمثابرة والرغبة في الإنجاز والقوة الذاتية والإمكانيات الشخصية تتحول إلى مستوى عال من المهارة مع توفر دعم بيئي ورعاية وتوجيه وتدريس متخصص وبرامج متخصصة، ووقت وإمكانيات تؤدي إلى عملية إبداع بالإضافة الذكاء الفني والقدرات العقلية والثقافية العالية المستوى، تؤدي إلى منتج فني مبدع ومتميز.

الموهوبين

يقصد بهم المتعلمين من التلاميذ والطلاب الذين يتوافر لديهم درجة عالية من القدرات الفكرية والأبداعية ، والدافع، ليتفوق فى واحدة أو أكثر من المجالات التى يقدرها المجتمع عن باقى أقرانه، كالتفوق العقلى والتفكير الإبتكارى ، والتحصيل العلمى، والمهارات والقدرات الخاصة ، وهو ما يحتاج رعاية تعليمية خاصة عند مستويات تناسب قدراتهم.

الصفات التي يتميّز بها الموهوبين

كما أنهم يتميزون بالصفات التالية:

  • الأصالة: وهي السلوك النادر للموهوب وقدرته على إعطاء أفكار وحلول جديدة غير شائعة.
  • المرونة: وهي قدرة الموهوب على الانتقال من إستجابة إلى أخرى.
  • الحساسية للمشكلات: وهي قدرة الموهوب على رؤية موقف معين ينطوي على عدة مشكلات تحتاج إلى حل.
  • الطلاقة اللفظية: ويقصد بها سرعة التفكير في إستحضار مجموعة من الألفاظ أو الأفكار في وقت محدد.
  • الطلاقة تعبيرية: وهي القدرة على ترجمة الأفكار إلى عمل فني مميز.
  • الطلاقة فكرية: وهي القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار في زمن محدد.
  • الطلاقة الشكلية: وهي القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأشكال من مفردة واحدة.
  • إعادة التحديد : وهي القدرة على تحويل الأشياء المألوفة بغرض إستخدامها أو إستخدام أجزاء منها بوسائل جديدة أوإعادة صياغة المشكلة نفسها ثم تنظيم الأفكار لحل هذه المشكلة في صورتها الجديدة.
  • مواصلة الإتجاه: ويقصد بها مواصلة الاهتمام بالمشكلة أو موضوع الاهتمام مهما كانت الصعوبات.
  • الإثراء أو التفاصيل: قدرة الموهوب على إضافة أكبر عدد من التفاصيل على فكرة بسيطة.
  • تركيز الانتباه: وهو القدرة على التركيز لفترة من الزمن في مشكلة ما دون أن يشتت تفكيره شيء.

و لبناء مقترح لرعاية الموهوبين في فلسطين: نحتاج إلى مراعاة أمور هامة

  • أولا: كيفية إختيار الموهوبين والتعرف عليهم وإكتشافهم .
  • ثانيا: رعاية الموهوبين.
  • ثالثا: وكيفية التعامل مع معلم الموهوبين.
  • رابعا: دور الاشراف في رعاية الموهوبين.

أولاً: كيفية إختيار الموهوبين والتعرف عليهم واكتشافهم

للتعرف على الموهوبين لابد من مراعاة كل من

  • الصفات السلوكية.
  • الإختبارات (تحصيلية – ذكاء) والمقاييس المختلفة.
  • التزكيات.
  • الأعمال المتميزة.

وتقوم عملية إختيار الموهوبين على ثلاث أسس

  •  إستخدام الطرق والأساليب الحديثة لإكتشاف الأطفال الموهوبين والتعرف عليهم.
  •  تحديد السن والمرحلة التى تظهر بها الموهبة.
  •  إعداد وتقنين إختبارات موضوعية للكشف عن الموهوبين منها مقاييس الذكاء الفردية والجمعية.

عملية إكتشاف الموهوبين

لابد أن تكون عملية التعرف على المواهب عملية شاملة لجميع جوانب الشخصية بالإضافة إلى الجوانب الأكاديمية والسلوكية والإجتماعية، ويمنع فيها التمييز بين الموهوبين على أساس عرقى أو دينى أو مذهبى أو طائفى أو جغرافى أو ثقافى أو إجتماعى أو إقتصادى، كما أنها عملية مرنة ومستدامة. وفى عملية إكتشاف المواهب يتم الإستعانة ببعض مصادر المعلومات ومنها:

  1. أولياء الأمور فى المراحل الأولية.
  2. إختبارات الذكاء الشفوية وغيرها.
  3. الإختبارات المقننة.
  4. النتائج المدرسية وخاصةالرياضيات والقراءة وإنجازتهم المختلفة.
  5. السجلات والمقابلات.
  6. مقاييس التدريج.

ثانياً: رعاية الموهوبين

يوجد عدة برامج لرعاية الموهبين وهي متنوعة ومتعددة كالتالي

  • البرامج متعددة المسارات(Part – Time, Subject –By- Subject).
  • برامج تجميع لبعض الوقت.
  • برامج ضمن الصف العادى.
  • برامج نهاية الأسبوع والعطل المدرسية.
  • برامج المسابقات الخاصة.
  • ويعتبر من أشهر وأبرز البرامج التعليمية التى حظيت بإهتمام وإنتشار واسع برامج التسريع- برامج الإثراء – برامج الإرشاد.

ثالثاً: التعامل مع معلم الموهوبين

وذلك عن طريق الإهتمام بمعلم الموهوبين من حيث:

  • إختيار المؤهل المناسب.
  • إخضاعه لبرامج تدريبية متكاملة فى اساليب تعليم وتوجيه ورعاية الموهوبين.
  • تأسيس لجان لرعاية الموهوبين خاصة بكل مرحلة دراسية أو لجنة مصغرة للكشف عن الموهوبين ورعايتهم فى كل مدرسة.
  • تقديم برامج متعددة أثناء الإجازة الصيفية.
  • توفير حوافز مادية ومعنوية للمعلم والموهوب ومنها الرحلات العلمية وتوفير البيئة التعليمية المناسبة للإبتكار والإبداع.
  • المتابعة النفسية للموهوب عن طريق الإخصائى النفسى.
  • التكامل والتواصل بين المراحل التعليمية المختلفة لمتابعة تطور الموهبة ونموها لدى المتعلم الموهوب.
  • إستخدام طرق تدريس ونشاطات مرنة تلبى قدرات الطلاب ومعرفتهم وحاجاتهم المتنوعة.
  • الإتساع فى الأنشطة الفردية والجماعية ليتلاءم مع قدرات ومهارات ومستويات التعلم المختلفة للموهوبين.
  • تنمية المهارات العامة ومهارات إستراتيجيات التفكير.
  • السماح للنقاش فى موضوعات مختارة للتعلم ضمن إطار المنهج.
  • تشجيع الأسئلة والواجبات ذات النهايات المفتوحة للإتاحة لبناء المعرفة.
  • إبراز أنواع التفكير مثل التفكير الناقد والمنطقى والإبداعى.
  • إعطاء أهمية لإنجازات الموهوبين التعليمية وإعطائهم الفرصة لعرضها.
  • تشجيع الموهوبين على مساعدة بعضهم فى التعلم.
  • توظيف التعلم المفتوح والشبكى الإتصالى ومصادر التعلم الخارجية.
  • دعم نماذج التعلم المختلفة مثل ( التعلم المستقل-حل المشكلات بطريقة إبداعية-التفوق والألتزام والإبداع).

رابعاً: الإشراف

الإشراف عملية توجيه هادفة وتصحيح علمي مستمر لنشاطات ومهارات المعلم في مجال رعاية الموهوبين.ويقوم بعملية الإشراف في برنامج رعاية الموهوبين داخل المدرسة الجهات التالية:

  • لجنة الإشراف العام.
  •  المشرف التربوي.
  •  مدير المدرسة.

فيديو مقال الموهوبون وطرق رعايتهم

أضف تعليقك هنا