قد انفجر

إننا مجبرين على تحمل الكثير في الحياة إن لم نتحمل تسوء الأمور والحياة قد تسوء أكثر وأكثر، فلا بد لنا من التحمل ليس ليوم واحد ولا في أمر واحد وإنما دوماً وفي شتى الأمور وأغلبها.

دور التحمل في مواجهة صعوبات الحياة

التحمل مطلب أساسي لنتمكن من إكمال الحياة والتغلب على الكثير والكثير، سوى التحمل هو من أنقذنا في العديد من المشاكل والمصائب، والمؤمن يتحمل والفقير يتحمل والانسان عامة يتحمل لأنه في الغالب ليس له سوى التحمل فيكون عليه التحمل كحل وحيد وكواجب والتزام، أصبحنا نعتبر التحمل التزام واجب على كل واحد منا القيام به والالتزام به.

لا نقول أن التحمل ليس له أي دور في حياتنا والحياة عامة، هو بكل أمانة ووضوح يتحمل معها ويعيننا على الكثير، فلنا أن نقول لولا التحمل لما كنا اليوم واقفين موجودين مكملين.

التحمل يكون بإرادتنا

التحمل كالصبر فلا تحمل في كل شيء وعلى أي شيء، فالتحمل له أموره وأماكنه وأوقاته وظروفه وأصحابه، وليس لنا أن نفرض على النفس تحمل هذا وذاك والتحمل بشكل متواصل دون انقطاع، فمصير التحمل أن ينتهي وينقضي ويوما ويأتي الجديد الذي اما يسير بيسر أو يجبرنا أو يخيرنا على التحمل  ولنا القرار.

كثيرا ما التحمل يكون بإرادتنا كالانتظار فنحن من أردنا التحمل كنوع من الصبر، كنوع من التضحية، كنوع من التنازل، كنوع من الاخلاص والوفاء، كنوع من الأمل، كنوع من الحل، كنوع من القرار، كنوع من الصواب، كنوع من الوعد.

ما مصير الأشخاص الذين يتحملون صعاب الحياة؟

تحمل ما تستطيع أن تتحمله وعندما تشعر أن لا حاجة لك ولا قدرة لك على التحمل فقل لا للتحمل ولن أتحمل ولك ذلك، من تحمل قد انفجر من صبر قد انفجر ومن صمت فقد انفجر، فكيف للذي طال تحمله وطال صبره وطال انتظاره وطال صمته.

مصير كل متحمل أن ينفجر، قد انفجر الذي تحمل الكثير، قد انفجر الذي تحمل فوق التحمل والتحمل بكثير فلا تحمل أكثر من اللازم والمطلوب، وما زاد عن التحمل وقدرة التحمل كان الانفجار الغير محمود المرفوض في النهاية وحتى قبل النهاية.

قد انفجر من حمل نفسه فوق طاقتها، قد انفجر من أعطى للأمور أكبر من حجمها، قد انفجر الذي خبأ مالا يخبأ، قد انفجر من ستر على الحقائق، قد انفجر من منح للغلط كل شيء، قد انفجر من تغاضى وتجاهل، قد انفجر من غض البصر وربط اللسان.

مصيرنا يوما أن ننفجر وقد انفجرنا قبلا وبحوزتنا الكثير من المشاهد مصيرنا أن نقول يوما كفى وكفى وكفى، مصيرنا يوما أن نتوقف عن التحمل وعن التنازل وعن التضحية، فلا شيء يدوم في الجانب الذي يرهق المرء.

قد انفجر القلب من قسوة الأحبة، قد انفجرت المشاعر من شدة الحزن والمحبة والألم، قد انفجرنا  فلا حال على حاله باقي.

فيديو مقال قد انفجر

https://youtu.be/xSzgbQacto0

أضف تعليقك هنا