ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان

قطار الإقبال على القراءة لا يفوت… لماذا نهتم بتشجيع الطفل على القراءة؟ هناك الكثير من الحاجات التي تنقص الإنسان  منها ما هو جسدي أو عقلي أو نفسي ،فالجسد نلبي حاجته من خلال الغذاء والطعام والشراب ،لكن هل تساءلتم ما هو غذاء العقل؟!

ما هو غذاء العقل؟

نعم وبالطبع هناك غذاء للعقل لكنه من نوع مختلف فكما أنت تحرص  على إطعام جسدك بما يحبه من غذاء بأصناف كثيرة متنوعة فكذلك هو العقل نحتاج بين الفينة والأخرى أن نزوده بعدة أصناف من القراءة والمعارف ، وجدير بالإنسان أن يعلم ويشجع طفله منذ صغره على القراءة والاطلاع حتى تكبر معه بذرة حب المطالعة ، لهذا فعلى كل مرب أن يعي بكيفية تعليم وتشجيع طفله منذ نعومة أظافره على القراءة ،لما للقراءة من فوائد جمة تعود بالنفع والفائدة عليه وعلى شخصيته.

الفرق بين الأطفال الذين يقرؤون والذين لايقرؤون

وقد لوحظ أن الأطفال الذين يقرؤون كثيرا يثقون بأنفسهم ثقة عالية ويتصرفون على أنهم أذكى من أقرانهم وأفضل خبرة منهم وكذلك فهم بحاجة إلى أن يسمعوا القصص والحكايات التي تهذب نفوسهم وتسمو بعواطفهم ومشاعرهم ،فكثير من الأمهات لامست بعض التصرفات السيئة والمواقف التي يتصرف فيها أطفالهم بشكل سيء فما كان من الأم إلا أن عالجت الموقف بشراء قصة لطفلها يناقض ما تصرف به طفلها ليتعلم هو السلوك الحسن بنفسه ويستشعر سوء ما قام به لما للقصة من وقع وأثر فهي تلعب على وترين ،وتر العقل ووتر العاطفة ، فعليك أنت كمربي أنت تجد من الوسائل ما تشجع به طفلك على القراءة والتزود من العلوم والمعارف وأن نتحرى الأسلوب الصحيح في التربية مع التوجيه ونقرنه بالدعاء الخالص بالتوفيق والنجاح والهداية.

متى نجعل الطفل يبدأ بالقراءة؟

لكن إن سألنا أنفسنا متى نجعل الطفل يبدأ بالقراءة؟ أشارت الدراسات أن الطفل يمكن أن يستفيد من القراءة وهو ما يزال جنينا في رحم أمه ،حيث أنه عندما يبلغ الشهر السابع فإن تعرضه لسماع معلومات منظمة يجعل تفتحه الذهني أفضل في المستقبل ،أي أن رحلة ترغيب الطفل في القراءة تبدأ قبل ولادته وتستمر بعد ولادته.

ففي السنين الأولى من عمر الطفل من المناسب أن تقص الأم على مسمعه حكاية قصيرة تستغرق دقيقة أو دقيقتين بجمل قصيرة وذات إيقاع محدد بشيء من الهدهدة (أغاني المهد) كما تفعل بعض الأمهات لأجل النوم أو الكف عن البكاء أو لإمتاعهم ،ولكن على عكس ما تعتقده الأمهات فإن هذا يفيد الطفل وينشط مهارات الإصغاء والاستماع لديه ،وقد فقدت كثير من المجتمعات هذه المهارة فالناس تقاطع بعضها أثناء الحوار وتثرثر بدلا من الاستماع والحوار الهادئ بين المتحدثين.

وحين يبلغ الطفل سن الثالثة فإن مدة القراءة تصبح أطول قليلا عن السابق لتصل إلى خمس دقائق لأن قدرته على التركيز والاصغاء ما زالت محدودة ،ومن الجيد أن تدور القصص التي يسمعها الطفل  حول شخصيات وأشياء يدركها الطفل ،ليساعده على استيعاب ما يحكى له.

في عمر الخامسة والسادسة ما هي الحكايات التي يفضّلها الأطفال؟

وحين يصل إلى الخامسة من عمره فإن درجة استيعابه تتجسن كثيرا ،كما أنه مستعد ليستمع أكثر وأكثر،فالحكاية هنا تمتد إلى عشر دقائق وربما أكثر بقليل على أن تشعر الأم بأنه قد تسلل الملل وضعف انجذابه إلى حديثها ،وهنا تختلف أيضا طبيعة القصة المحكية له فالطفل في هذه المرحلة يرتاح لسماع الحكايات التي يتحدث فيها الحيوان بلسان إنسان وكذلك حكايات الجدات المرحة.

وإلى أن يصل السادسة من عمره يكون قادرا على سماع الحكاية ولو امتدت إلى خمس عشرة دقيقة ويبدي اهتماما شديدا بالقصص الخيالية والهزية فالمرح هو قوت الروح والطفل حين يسمع ما يضحكه يخف التوتر لديه ويشعر بالامتنان لمن يضحكه ويصبح مولعا بسماع الحكايات المختلفة ،وهنا يبدأ بالتفريق بين الخيال والواقع ،لذا فهذا السن مناسب جدا لترسيخ فضيلة الصدق في نفس الطفل ومحاسبته على الكذب وبيان أضراره له.

التريية الإيمانية

وهنا تبدأ أيضا التربية الايمانية وتوضيح فضل الله على الناس وأنه خالقهم ،فهو الرازق الذي نحبه ونعبده ونطيعه ، مع عدم إشعاره بالتخويف . وبالرفق والاهتمام والتدرج والصبر يتم إنجاز الكثير من الأشياء الجميلة وتعود طفلك على القراءة بنهم  دون أن تكون ذاك المربي السليط  ،ومن المهم أن تدرك بأن ما يقرؤه الطفل في سن مبكرة يؤثر بشكل بالغ في تكوين شخصية الطفل واتجاهاته في الحياة ، فمن المهم أن نعرض له قصص تغرس في نفسه حب الله تعالى ورسوله ،وبعض المعاني الايمانية وبعض المبادئ والقيم الإسلامية كالصدق والأمانة والوفاء والإحسان والتسامح والصبر والمثابرة ،إلى جانب الاطلاع على الكتب العلمية .

والخطوط العميقة في شخصية الطفل تتشكل عبر السنوات الست الأولى من حياته ،فيكون فيها كثيرالتأثر بما نربيه عليه ،لذا فالأسرة هي التي تبذر في نفسه وعقله الميل للقراءة والشغف بمصاحبة الكتاب .فالمعرفة يجب أن تتحول إلى عادة يومية يمارسها كل الناس كما يمارسون الطعام والشراب والرياضة ،وعدم تركهم لقنوات الأطفال التي تعرض لهم ما فيه الغث والسمين .

فيديو مقال ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان

أضف تعليقك هنا