هوتاغوجيا التعلم

بقلم: أ. ميرفت علي شتات

هوتاغوجيا التعلم هي مهارة الفرد أو أسلوبه الخاص في التعلم الذاتي وهي تختلف من شخص إلى آخر وتكون وفق قدرات وقابليات الفرد نفسه في الحصول على المعرفة والخبرة إذ تعتمد على اختيار الطريقة المناسبة والاستراتيجية الفعالة للتعلم وتستند فكرة هوتاغوجيا التعليم على توسع وإعادة تفسير للاندروغوجيا وهو بمعنى أعم التعلم الذاتي وكثيرا ما يخلط المرء بين المفهومين لتقاربهما وترابطهما لكنهما مختلفين وهناك العديد من الاختلافات التي تميز كل منهما.

الجدول التالي يوضح بعض هذه الاختلافات :-

تركز الهوتاغوجيا على:- تركز الاندروغوجيا على:-
·       تعلم كيفية التعلم ·       أفضل السبل لتعلم الافراد
·       تحسين مهارات التعلم الفعلي بين الافراد ·       تنظيم هيكلة التعليم
·       جميع انواع التعلم الرسمي والغير رسمي ·       التوسع واعادة التفسير

مبادئ هوتاغوجيا التعلم الذاتي 

  1. مراعاة الفروق الفردية :- كل طالب يعد فريدا في سماته وخصائصه فالتعلم الذاتي يراعى الفروق الفردية في عمليات التعلم واكتساب الخبرات ويرعى سرعة التعلم لدى المتعلمين فكل متعلم يتعلم وفق سرعته الخاصة
  2. التفاعل الايجابي بين الفرد والموقف التعليمي :- يجعل التعلم الذاتي الطالب مشاركا فعال و ليس متلقى او مستقبل سلبي للمعلومات فهو ينقل عمود الاهتمام من المعلم الى المتعلم.
  3. تحقيق التعلم الاتقاني :-يقلل هذا الاسلوب من اخفاق الفرد في التعلم ويساعد على التأكد من أنه حقق الفهم المطلوب
  4. التغذية الراجعة والتعزيز الفوري للطالب:- ان الاعلام الفوري للطالب حول نجاحه او فشله فضلا عن التعزيز الفوري المناسب للإنجاز الذى حققه اثناء عملية التعلم يجعل التعلم اكثر ثبات وفاعلية

أشكال الهوتاغوجيا 

ان الجهود التربوية المنظمة اخلصت الى مجموعة من الاشكال للهوتاغوجيا و تختلف هذه الأشكال  فيما بينها ولكن رغم اختلافها الا انها تتفق كلها على تحقيق تعلم يؤكد على استقلالية الفرد.

1-التعليم المبــرمج

وهو نوع من انواع التعليم الذاتي حيث يعتمد المتعلم على نفسه في تحقيق وتحصيل النتائج التعليمية وهو يعتمد على نشاط وايجابية المتعلم في تحقيق أهداف التعليم وذلك بعدة وسائل .

هناك نوعين للتعليم المبرمج

  •  الاسلوب الخطي يقوم على تحليل المادة الدراسية او التحصيلية لأجزاء مستقلة ويسمى كل منها اطار ، وتتوالى الاطر في نمط افقي مستقيم وتقدم الأسئلة مباشرا في البرنامج الخطي ، بحيث يفكر التلميذ ويكتب اجابته ، و تسمى البرمجة الخطية ببرامج الخط المستقيم الذي يبدا من السلوك الاولى الى السلوك النهائي المطلوب ولذلك فان كل اطار يتضمن الاجابة الصحيحة للاطار السابق بالإضافة الى المعلومات الجديدة والمنبهات أي ان استجابة المتعلم يتم تعزيزها مباشرة.
  • ويشمل الاطار فقرة او فقرتين من المعلومات ثم يوجه سؤال من نوع اختيار من متعدد يجيب عليه المتعلم بإجابة واحدة فاذا كانت الاجابة صحيحة يطلب البرنامج من المتعلم ان ينتقل الى اطار جديد اصعب من السابق اما اذا كانت الاجابة خاطئة فالمتعلم ينتقل الى تقويم تشخيصي لنواحي القوة والضعف في التعليم واسلوب علاجي للأخطاء.

2- الرزمة التعليمية

وهي وحدة تعليمية تعتمد على نظام التعلم الذاتي وتوجه نشاط المتعلمين وتحتوى على مادة تعريفية ومواد تعليمية متنوعة مرتبطة بأهداف سلوكية ومعززة باختبارات قبلية وبعدية وذاتية ومدعمة بنشاطات تعليمية محددة تخدم المناهج الدراسية تساندها .و تتكون الرزمة التعليمية من مجموعة من المكونات تختلف في عددها وترتيبها بحسب وجهة نظر المصمم والموقف التعليمي الذي يتبناه ، وهي لا تخرج عادةً عن المكونات الرئيسية التالية :الدليل – الأنشطة التدريسية – التقويم وأدواته .

3-اتقان التعلم

هو اسلوب من اساليب التعلم الذاتي يعرف بالتعلم من اجل التمكين ويقصد به تزويد المتعلمين بوحدات تعليمية ذات تنظيم جيد ولها أهداف محددة مسبقا ولا يسمح للمتعلم الانتقال من وحدة تعليمية إلى أخرى تالية إلا بعد أن يصل إلى مستوى التمكن المطلوب وإذا لم يتمكن المتعلم من الوصول إلى المستوى المطلوب تعد له مادة أو مواد علاجية تساعده في الوصول إلى هذا المستوى من التمكن.

4-التعلم بالحاسوب

يؤكد كل من (انكستون) و (ويسلون) و (سويس) على استعمال التعلم بالحاسوب هو برنامج مجالات التعليم كافة ح إن استخدام الحاسوب كأحد أساليب تكنولوجيا التعليم يخدم أهداف تعزيز التعليم الذاتي مما يساعد المعلم في مراعاة الفروق الفردية، وبالتالي يؤدي إلى تحسين نوعية التعلم والتعليم.

5-نظام الاشراف السمعي

بدأت فكرة الاشراف السمعي في البحث عن خطة علاجية لمجموعة من المتعلمين الذين لم يستطيعوا حضور المحاضرات التي كان يلقيها مدرسهم فأجرت تسجيلا للمحاضرات على شريط ليستفيد منها من يحتاج الى مزيد من الفهم والدراية .

الفرق بين هوتاغوجيا التعلم الذاتي والتعلم التقليدي

  1. في التعليم الذاتي يكون المتعلم هو الطالب و المعلم في الوقت ذاته على عكس التعليم التقليدي الذي يقوم على أساس أستاذ و طالب.
  2. في التعليم الذاتي يكون هدف المتعلم هو التعلم و زيادة المعرفة و الخبرة لديه و ليس الهدف هو حصد أكبر قدر من الدرجات على أشياء قد لا يكون لها أي فائدة له كما في التعليم التقليدي.
  3. في التعليم الذاتي يمكن للمتعلم أن يمشي حسب خطته التي وضعها بنفسه حيث يمكنه أخذ فترات راحة متباعدة أو يمكنه مواصلة التعلم حتى في أيام العطل الرسمية و هذا غير ممكن في التعليم التقليدي حيث له خطته الدراسية الخاصة.
  4. في التعليم الذاتي يمكن التركيز على مجال واحد فقط على عكس التعليم التقليدي الذي يتميز بتنوع المجالات و العلوم به.
  5. في التعليم الذاتي تتنوع المصادر التي يمكن التعلم منها حيث أن الانترنت يعتبر مصدراً ثرياً و متنوعاً يمكن من خلاله الحصول على عدد غير محدود من الدورات التعليمية و التدريبة على عكس التعليم التقليدي الذي قد يكون مصدر التعلم هو كتاب المادة و معلمها فقط.
  6. في التعليم الذاتي يمكنك التعلم مهما كان عمرك على عكس التعليم التقليدي الذي قد تجد أنه يجبرك أن لا تكون قد تخطيت سن معينة حتى يُسمح لك بدراسة اختصاص معيّن و هذه مشكلة كبيرة جداً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ظروف مالية أو صحية أو نفسية تجبرهم على التوقف لسنوات حتى تستقر أوضاعهم و يكونوا قادرين على العودة و إكمال تعلمهم.

ونجد ان بالرغم من اهتمام الثورة المعرفية بالعمليات المعرفية الداخلية الا ان الاهتمام بالمعتقدات الذاتية أخد يزدهر خلال علم النفس المعرفي مع نقل التركيز من مجرد الاهتمام بمفهوم الذات الى فاعلية الذات .

بقلم: أ. ميرفت علي شتات

 

أضف تعليقك هنا