قصة الكرم العربي

النبي محمد صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في الكرم

عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: _(و كان لي مثل أحد ذهبًا ما يسرني أن لا يمر علي ثلاث، وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين) [١٠٣٥] رواه البخاري ( ٢٣٨٩ )، وعن موسى بن أنس عن أبيه، قال: (ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، قال: فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع الى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة) [١٠٣٤] رواه مسلم (٢٣١٢). مثل النبي -صلى الله عليه وسلم- النموذج الأعلى والقدوة الحسنة في الجود والكرم، وصفة البذل والسخاء بما في اليد كانت وما تزال علامة فارقة للإنسان العربي ما قبل الاسلام وحتى اليوم، والقارىء لتاريخ العرب يرى من صور الجود و الكرم ما لا قد يصدقه عقل!

من بعض قصص الكرم عند العرب

قصة قيس بن سعد والأعرابي عن الكرم

فمن هذه القصص أن قيس بن سعد وكان من كرماء العرب سأله بعض الناس يوما: هل قابلت شخصًا أكرم منك؟ فقال نعم خرجت أنا وبعض أصدقائي للصيد، فألجانا المطر إلى خيمة أعرابي تظهر عليه علامات الفقر والفاقه، ولا يملك إلا عدداً قليلاً من الإبل فعمد إلى واحدة منها فنحرها وقدمها لنا على الغداء، وفي المساء قام ونحر أخرى وقدمها للعشاء، وظل على هذه الحال أيامًا حتى أفنى نصف ما يملك من الإبل، وعندما توقف المطر هممنا بالذهاب، وقد رأينا أن نترك لهذا الأعرابي الشهم شيئاً من المال تحت إحدى الوسائد، وبينما نحن في طريقنا إذا بهذا الأعرابي يلحق بنا ويستوقفنا ثم قال: يا لئام أتعطونني ثمن قراي لكم، ورمى بالمال وقفل راجعًا إلى بيته.

الأشعث وعدي بن حاتم

ومن هذه القصص أيضًا أن الأشعث أرسل يومًا إلى عدي بن حاتم يطلب بعض القدور لوليمة كانت عنده فأرسل عدي القدور ملأى بالذهب فلما سأله الأشعث عن هذا قال له عدي: نحن لا نرسل قدورنا فارغة!

قصة ابن ساعدة عن الكرم

ومن القصص أيضًا أن ابن ساعده وكان من كرماء العرب مرض يومًا ولم يعده أحد، فسأل أحد غلمانه فقال: لماذا لم يعدني أحد فقال الغلام: إنه لم يمنع الناس من زيارتك إلا أنهم يجدون الحرج لأنهم لا يستطيعون إرجاع المال الذي أعطيتهم إياه، فقال ابن ساعده: أخزى الله مالاً يمنع الرجال من الزيارة، اخرج الى الناس وقل لهم من كان عنده مال لابن ساعده فهو فيه في حل، فيقال أن عتبة بيت بن ساعده كسرت من كثرة الزوار.

قصة ابن عباس رضي الله عنه

ومن القصص أيضًا أن ابن عباس رضي الله عنه كان جالسًا يومًا فجاءه رجل فقال له: يا بن عباس إنني أطلبك معروفًا، فقال بن عباس: وما ذاك، فقال الرجل: كنت جالسًا على بئر زمزم، وجئت فغطيتك بردائي عن الشمس، فقال بن عباس لغلامه: اعطه كل ما نملك من المال فأعطاه مئتي دينار وعشرة آلاف درهم وقال بن عباس: والله ولا أراها تفي حقك!

هذه الصور وغيرها الكثير تبين رسوخ صفة الكرم لدى النفس العربية حتى وإن قلت الموارد، في زمن كثر فيه إيثار النفس وظهرت فيه الأنانية بأبشع صورها، يحق للعربي ان يفخر بتميزه بهذه الصفة وان يفخر أيضًا بانه امتداد لتاريخ طويل من ايثار الغير والجود بالكثير.

فيديو مقال قصة الكرم العربي

أضف تعليقك هنا