أطباق مسمومة

بقلم: خالد أحمد الحربي

تتميز كل دولة حول العالم بقوائم طعام حصرية تشتهر بها، وما أن نذكر أسم الدولة حتى تتبادر إلى أذهاننا أصناف لا تعد ولا تحصى من الأطعمة المعدة منزلياً والتي تكون مخصصة إما لمناسبات اجتماعية أو حتى للتقديم اليومي.

لماذا لايوجد أصناف مختلفة من الطعام في أمريكا؟

هذا الأمر لا ينطبق على أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يعتبر مواطنوها مجموعة هجين من أعراق مختلفة، كما إنها حديثة التكوين نسبياً لذلك لا نجد أصنافاً حصرية بالمطبخ الأمريكي وهذا ما يؤرق أكبر دولة مهيمنة على مختلف المجالات (العلمية والصناعية والطبية والتقنية والعسكرية).عندما تكون بحجم ومكانة أمريكا دولة تقود العالم يجب عليك أن تتميز عن الآخرين ولكنهم وجدوا أنفسهم خارج المنافسة في أمرين: كرة القدم العالمية والمطبخ العالمي!

لماذا عملت أمريكا على تطوير نفسها في كرة القدم؟

فيما يخص كرة القدم حاولت أمريكا جاهدة على الأقل أن تظهر في الصورة، حيث بدأت منذ التسعينات في اعداد وتطوير فريق كرة قدم يستطيع المنافسة في المحافل العالمية وقد أحرزت تقدم ملحوظ في هذا الشأن فقد قامت باستضافة بطولة كأس العالم منتصف التسعينات، بعد ذلك لجأت إلى استقطاب بعض الأسماء المعروفة عالمياً إلى الدوري المحلي من أجل منح هذه اللعبة شعبية أكبر وعلى رأٍس القائمة يأتي النجم الانجليزي ديفيد بيكهام.

هل استطاعت التطوّر في مجال الطعام؟

ولكنها لم تستطع إحراز أي تقدم فيما يخص الطعام وأصنافه، فجميع الوصفات الشهية والمنتشرة عالمياً قد سجلت باسم الدول الأوروبية والآسيوية والأفريقية ودول أمريكا الجنوبية.

وبما أن أمريكا هي الدولة المهيمنة على سوق الاقتصاد العالمي وحيث يعتبر مجال الأطعمة من أكثر الأسواق رواجاً ونجاحاً، لم تجد أمريكا مخرجاً سوى أن تجعل من شطيرة البرجر الخالية من القيم الغذائية هي الأكثر انتشاراً بين دول العالم، فلا تكاد تخلو مدينة في العالم من أحد مطاعم البرجر الأمريكية.

كما أنها استعانت ببعض الأطباق العالمية مثل البيتزا الإيطالية والبوريتو المكسيكية والنودلز الصينية وقدمتها للآخرين بأموال أمريكية.وقد تمكنت بكل اقتدار من تحقيق النجاح في هذا الشأن بسبب هيمنتها الاقتصادية والتي مكنتها من فرض علاماتها التجارية في جميع دول العالم، كما ساهمت هيمنتها الإعلامية في جعل جميع الشعوب ترغب باتخاذ الطريقة الأمريكية كأسلوب حياة.

ولكن مالم يخبرنا به الإعلام الأمريكي أن نتائج هذا الأسلوب المعيشي والغذائي تحديداً قد أدى إلى كوارث نفسية وجسدية حيث تنتشر لديهم السمنة المفرطة، فلم أشاهد هذا الكم الهائل من الأشخاص ذوي الأوزان الضخمة كما شاهدتهم في أمريكا.

لماذا تملك أمريكا أكبر معدل لزيادة الوزن؟

ووفقاً لإحصائيات المنظمات الصحية العالمية فإن أمريكا تملك أكبر معدل لزيادة الوزن بين الأشخاص البالغين في العالم، نسبة كارثية تنتشر بين الرجال وتكاد أن تتضاعف لدى النساء، فلا تخدعك أطباق السلطة الخضراء التي يتناولونها دائماً في الأفلام فما هي إلا محاولة منهم ليقولوا للعالم: نحن بخير…

لذلك قبل أن تدخل إلى أحد المطاعم الأمريكية تذكر بأن أطباقهم مسمومة.

بقلم: خالد أحمد الحربي

أضف تعليقك هنا