الإيجابية الممرضة في عصر توهم الإنجازات

بقلم: إيمان يحي شراحيلي

الإيجابية الممرضة في عصر توهم الإنجازات عندما تنظر بعين فاحصة ترا أننا أصبحنا شعوبا مريضة “بالإيجابية المطلقه” قد تبدو الكلمات لأول وهلة مجنونة ولكن هذا ما أراه حاليا افرط منظرو علم الاجتماع و منظرون تطوير الذات ووسائل الاعلام و غيرها في هذا المعنى حتى اصبح عبئ على المجمتمعات و تبعا لذلك عبئ على الفرد.سؤال ما الضير في أن يكون الانسان عاديا؟؟؟نعم عاديا لا يوجد به شيء مميز بسيط يذهب الى عمل عادي و يسكن في منزل عادي و يقود سياره عاديه .

ما المشكله اذا كان الانسان بلا مواهب ؟

ما المشكله اذا كان الانسان بلا مواهب ؟؟؟ نعم بلا مواهب لديه امور يحب ان يقوم بها ولكن ليس بارع فيها ما المشكله ؟؟عندما ترا الجيل الناشئ الان وهم يتلهفون لان يحدثو فرقا في كل شيء حتى من الا شيء او بأي شيء مماجعلهم عبيد للسوشل ميديا فطالما عجزو عن تغير واقعهم فهم اسرى لواقع افتراضي و هذا جنون مطبق يمشي بتاوازي مع الحقيقه فلا يمكن ان يلتقي معها ابدا.

كيف أصبح مفهوم التميّز في عصرنا؟ 

لقد افهم هذا الجيل للاسف ان من الواجب عليه ان يكون كل فرد فيه استثنائي في شيء ما ومع هذا فهو يرا برامج الموهوبين و فقعات السوشل ميديا و رسالات مباشره و غير مباشره تحمله فوق طاقته بكثير مما يولد الاحباط في اخر المطاف و فقدان الثقه بالذات و عدم تقديرها و ينتج عن هذا الشعور سلوكيات عدوانيه تصل في كثير من الاحيان الي الاضرار بذات المجتمع الذي كان يأمل في يوم من الايام ان يشهد تميزه.

لم يكن ابي شخصا مميزا و لم تكن امي كذلك او جدتي او جدي و لا حتى انا و لا اجد ضيرا في ذلك لانه من الطبيعي ان يكون اغلب المجتمع اناس عاديون .لا اعلم من اين تسللت الينا فكرة ” ان السائد في المجتمعات الاشخاص المميزون ” و اذا كان التميز هو السائد فكيف سنميزه ؟؟؟

كيف يكون الشيء مميزا؟

فلا يكون الشيء مميزا الا اذا كان بخلاف الاغلب السائد ؟؟اصبح شبابنا الان على صنفين للاسف بسبب هذه “الاجابيه الممرضه” اما حالمين باهداف غير منطقيه يعيشون بعبثيه بدون تخطيط لحياتهم منفصلين عن واقعهم الذي يعيشونه او محبطين فاقدين الثقه في قدراتهم و لا يكلفون انفسهم عناء الاجتهاد حتى.

انت و انا و هو وهي لسنا مطالبون بان نكون ممميزون او موهبون بقدر ما نحن ملزمون بنشاء افراد صالحين في المجتمع لاننا نحمل على عاتقنا اعمار الارض و ليس الفرد.الاستثمار الفكري في الفرد لايكون بزرع الفرديه و الانغماس في الذات انما يكون بتطوير حسه الجماعي بالاسرة بالحي بالمجتمع فما معنى ان يكون الانسان ناجح في موهبه ما فاشل في ما عدها من المهارت البسيطه اجتماعيا.

و للاسف صور الاعلام و الافلام هذا الفشل على انه نجاح فلا اعتقد تغيب عن اذهانكم تلك الشخصيه العبقريه في علوم الحاسب و اختراق الشبكات الفاشله في التواصل مع الاخرين ذات الشعر الاشعث و الملابس الرثه و المتسخه و تعيش في مكان اشبه الي مكب النفيات منه الي منزل .اذا وزنا هذه الصوره في الواقع الحقيقي او الميزان الاجتماعي ما فائدة هذه الشخصيه للمجتمع المحيط به ؟؟؟؟ و اقصد بذلك الاسرة الجيران مجتمع العمل اذا كان يعمل ؟؟؟؟

أين عمّار الأرض؟

اين اعمار الارض ؟؟؟ هذه الصوره و مثيلاتها تأكد فكرة الفرديه و اذا كنا نريد الارتقاء يجب ان يأخذ كل شيء حقه لا بأس بالايجابيه لا بأس بالتميز و لكن ليس واجب على الجميع و ان الانسان عادي بسيط ليس من العيوب التي يجب تغيرها الواجب علينا هو فعلا هو خلق افراد ينتمون لديننا و تعاليمه صالحون يعملون علي ارتقاء المجتمع .

يأمنون بان العمل الجماعي و الفكر الجماعي هو قضيتنا الاولى و ان حريتي الشخصيه لا تنتهي عند حرية الاخرين لاننا كمجتمع يجب ان نكون على نفس المفاهيم و القناعات و الخطوط الحمراء العريضه .و الاستغراق في الخصوصية الزائده اوصلنا الي حافة الهاوية للاسف اخرجنا عن جادة الطريق فرأي الشخصي (المجتمع اساس الفرد و ليس العكس )

بقلم: إيمان يحي شراحيلي

 

أضف تعليقك هنا