الخوف من المعرفة

لا تقرأ لهذا الكاتب!!!
لا تقرأ هذا الكتاب!!
لا تسمع لهذا الزنديق!!!
هذا منحرف لا تختلط معه!!
عبارات الوصاية على العقل وكأن الفرد لا يملك الإدراك اللازم للتمييز بين الكتب والكتَٓاب والمحاضرين.

التحكم بآراء الآخرين يحد من المعرفة  

يمارس البعض للأسف الوصاية على عقول الناس فهو المعيار والمحك لقياس إدراك الناس وقبان فهمهم وتعقلهم لذلك هو الذي يقرر لك ما تعرفه وما لا يجب أن تعرفه فيوصيك بعدم الاطلاع على هذه وعدم قراءة ذاك مدعيا ومتقمصا دور الحارس على عقلك وثبات قناعاتك فحتى يضمن بقاءك على القناعات التي يراها هو أنها القناعات النموذجية والمفصلة على مقاسه يحذرك من قراءة الكتب التي يظنها تؤثر على قناعاته التي زرعها فيك ويرويها كل حين لتكون مسخا أقصد نسخا منه، البعض يوصيك ويحذرك من السماع لفلان أو مشاهدة علان أو اقتناء تلك المجلة أو قراءة تلك الجريدة لأنه يستطيع هو فقط أن يميز الخبيث من الطيب أما أنت وعقلك فليس إلا طفلان لا تميزان تلك الخطوط ولا تدركان الصح من الخطأ، كما والبعض يصمم لك علاقاتك بالآخرين فيضع لك مخطط لعلاقتك بفلان وصداقتك بعلان فيوصيك بعدم معرفة فلان لأنه منحرف العقيدة وذلك لأنه فاسق وكأنك ابنه أو منبقية أهله يخاف عليك من الانحرافات والأفكار التي يحددها هو لك ويفصلها بمقاسات يراها مناسبة له عندك.

لا تجعل عقلك مقيداً بأقوال الآخرين

القراءة والاطلاع و تعدد المعارف ليس لهم حدود أو أسوار فالكون واسع وفوق كل ذي علم عليم، فالعلم معرفة والمعرفة مكسب عقلي وإضافة ذهنية تضخم العقل وتوسع مداركه وتجعلك ثابت مدرك لما كان ويكون متنبئ بالحاضر والمستقبل، القراءة الموسوعية تجعل من عقلك أنيق وثير بالمعرفة والعلوم فاخر بربط المعارف واستنتاج الطريقة المثلى للأنسنة والتعامل المتحضر فلا تسمع لأحد يحذرك من الحصول عليها بحجج أشبه ببيت العنكبوت. لا أكثر من الاطلاع للفهم والاستيعاب لتصل لمرحلة التركيب والتطبيق، فكن يقظا أمام سجان العقل ومجهله .

يرى برلن في كتابه ضلع الإنسانية الأعوج:

تقر النسبانية مذهبا مفاده أن حكم المرء أو الجماعة، كونه تعبيرا عن ذوق أو موقف عاطفي أو رؤية، هو ما هو، بحيث لا يكون له مناظر مـوضوعي يحدد ما إذا كان صادقا أو باطلا. في المقابل، تعنى التعددية إقرار قيام غايات مختلفة كثيرة بمقدور البشر السعي وراء تحقيقها بحيث يظلون عقلانيين، بشرا أسوياء قادرين على الفهم المتبادل ومستعدين للتعاطف والإفادة من بعضهم بعضا. إنها تعددية عوالم ورؤى البون بينها شاسع. الاتصال المتبادل بين الثقافات المكان والزمان ممكن، وهو ليس ممكنا إلا لأن مـا يجعل الشخص إنسانا، مهما تناهي قدره ، يظلق اسما مشتركا يجسر بين تلك الثقافات لو لم تكن لدينا قيم مشتركة مع تلك الشخصيات القصية، لغلقت كل حضارة الأبواب على نفسها، ولما تسنى لنا فهمها إطلاقا ؛ حقيقة اقتدارنا على فهم تلك الشخصيات ،برهان خلف على قيام ذلك المشترك .

علي البحراني/ 2021/5/1

فيديو مقال الخوف من المعرفة

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني