أصول الدراما العربية

في العصر السابق كان لدينا حقبة درامية قوية ننافس بها أحفاد هوليوود الماضيين، هذه الحقبة التي تكونت نتيجة عمل متفاني بين رواد ومخرجين الأعمال الفنية بدءًا من السيناريو الى إختيار النجوم بدقة وأدائهم الأدوار بإحترافية.

مسلسلات الزمن القديم وضياع أساليب الجذب للدراما العربية

لقد صنعوا لنا أعمالا مازالت ذكراها قائمة لهذا اليوم كمسلسل يوميات مدير عام ولن أعيش في جلباب أبي ونحن لانزرع الشوك وغيرها من حصائد المنافسة الجميلة حينها بين مصر وسوريا والخليج تحديدا الكويت، كانت فكرة المخرجين القدامى تتركز على صنع أعمال تنقل لنا ما كان يحدث في الشارع العربي بكل بساطة وسلاسة مع شعورنا بعد انتهاء كل حلقة ببهجة نتيجة الفائدة العظيمة التي تلقيناها والمتعة التي شاهدناها دون أن نمل، فلم تكن تلك المسلسلات تركز على ربط التعلق بطرفين بل كانت ذات قيمة في الاستفادة من رسائلها آن ذاك .

من المسؤول إذن عن ضياع أهم أساليب الجذب للدراما العربية؟ ، ومن غير مفاهيمها ورسالاتها من القمة للقاع؟ ، أسئلة كثيرة تدور في رأسي تجعلني أوجه اللوم على شركات الإنتاج الفني أولا الذين يبحثون عن العوائد المادية فقط دون النظر الى المحتوى المقدم ثم الى المواهب الركيكة التي صار مخرجونا اليوم يدعموها بل وبعضها وصل للأدوار الرئيسية مالم يستحوذ على البطولة، وثالثا التقليد لأفكار أعمالالدرامات الخارجية الدخيلة والسماح بتفشي عدواها في دولنا العربية أدت الى إخراجنا جيل جديد لا يدرك معاني الأساسيات المتبعة كالدين والعائلة سوى القليل منهم.

هشاشة الأعمال الفنية المقدمة حاليا

لا أقول أن نمنع دخول الدرامات العالمية في قائمة متابعاتنا اليومية لكن يجب أن نمنع غزو أفكارهم بأعمال احترافية تصد أهدافهم، كذلك العودة إلى غرس القيم النبيلة دون التطرق إلى المشاهد الخارجة عن الحياء والتي مازال منتجي الأعمال الفنية يضيفونها إجباراً لرفع سقف المشاهدات بحجة محاكاتهم للواقعية .

كذلك هشاشة الأعمال الفنية المقدمة حاليا سببها الثورات التي أقيمت في بعض الدول، كما أن إدراج أعمال درامية تحاكي شخصيات كانت بالأصل محط قلق لأمنها الوطني بصورة بطولية ولد لدينا تعاطف غير مبرر بسبب التركيز على تفاصيل كان يجب تفاديها لتجنب هذه النتائج العكسية .

فعلينا العودة إلى التركيز على صناعة الأعمال التي تحاكي لنا لُب الحياة العربية البسيطة كمسلسل أبو العروسة التي اُنتج قبل موسمين وتفاعلت الناس معه لأن هذا النوع من المسلسلات يُغذي لدينا روح العائلة المفقودة في وقتنا هذا بحكم تبعيات أعاصير التكنولوجيا المتجددة التي نمر بها .

ما الحل إذن؟ :

إذا ما سيطرنا على الوضع المتفاقم حاليا بأعمال تحاكي لطافة ثقافتنا العربية فسيزيد الأمر سوءًا ونفقد مع السنوات إحساسنا الفني، وأيضا إلى جانب إزدياد الدناءة الفكرية التي سنغوص بها سنوات وسنوات إذا ما تداركنا الأمر ووضعنا حدا لكل الأعمال السيئة التي نشاهدها ونتابعها.

بقلم: ياسمين عاتيه

أضف تعليقك هنا