التعليم عن بعد في زمن الرقمنة والإنترنت

بقلم: سارة إدكروم

نعيش اليوم في عصر التكنولوجيا والرقمي يسود حياتنا، بل الأكثر من ذلك يستشري في شراييننا. فالثورة التكنولوجية والتدفق الهائل لوسائل التواصل، غير علاقاتنا بذاتنا وبالعالم من حولنا، قديما كان التعليم يرتكز على ثالوث المدرس والمتعلم والمعرفة، واليوم أضيف للثلاثية الحاسوب ووسائل التكنولوجيا، قديما كنا نبحث عن الكتب الورقية الصفراء ونجوب العالم ونسافر للبحث عن النزر اليسر منها ولا نجدها.

عصر التكنولوجيا والتطوّر

واليوم في عصر التكنولوجيا أضحت المكتبة الإلكترونية في حواسيبنا وهواتفنا ولوحاتنا الذكية مطلبا ضروريا ضرورة الماء والهواء، والمعرفة أضحت –مطروحة في الطريق-مما جعل التكنولوجيا تحقق دمقرطة المعرفة للجميع. بمعنى أن التقدم الذي شهده مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أدى إلى وفرة المعلومات في جل التخصصات، وإلى درجة لم يعد التعليم في هذا العصر هو تحصيل المعرفة في حد ذاتها بل أضحى اكتساب مهارات التعلم الذاتي والقدرة على توظيف المعلومات والتقنيات المتطورة في حل المشكلات الحياتية.

نظام الاتصال والتواصل

فحياتنا تعتمد بالأساس على نظام الاتصال والتواصل الذي يرتكز على اللقاءات والاجتماعات المباشرة، غير أن الوضعية الناتجة عن الطوارئ الصحية التي عرفتها الدول عامة والمغرب خاصة، زلزلت ذلك النظام وقيدت الحركة، حيث فرضت نفسها على العديد من المؤسسات والهيئات والمدارس والجامعات التي اضطرت إلى اللجوء لاعتماد الوسائل الرقمية، لضمان استمرار أنشطتها عن بعد. وهنا أظهر فيروس كورونا الحاجة الملحة إلى اعتماد الرقمنة في تقديم الخدمات التعليمية. وهذا ما يجعل التكنولوجيا مخرجا ومنفذا أساسيا في الأوقات الصعبة، لذا لا بد من سعي الجميع لتوفير بنية تحتية تكنولوجية قوية متوفرة للجميع وقادرة على مواجهة أي أزمات فــــــي أي وقت.

كيف أسهمت الثورة التكنولوجية في تسهيل حياتنا؟

ولم يعد مطلب توفر الكتب الورقية مطلبا ملحا للقارئ لكي يثقف نفسه، بل توجد ملايين الكتب والإبداعات والدراسات الحديثة العهد والقديمة متوفرة خلف الشاشة الزرقاء بصنوفها وعلومها وشتى مشاربها المتنوعة، ولن نجازف لو قلنا إن الثورة التكنولوجية دورها هو تسهيل حياتنا في مجموع النشاط البشري، رغم ما تثيره من قلق في حيواتنا اليوم إلا أنها غاية في الأهمية. فمن هذا المنطلق الجوهري يمكننا أن ندعي دون مجازفة أن حضارة المستقبل هي حضارة العلم والتكنولوجيا والابتكار المعرفي السابحة في أعماق الفضاء البعيد، وليست حضارة العنف والصواريخ والدبابات والحروب الفتاكة.

إلى ماذا أدى انفتاح العالم؟

كما أن مدرسة الغد ستكون لا محالة مدرسة رقمية، حيث أثبت الانفتاح غير المسبوق للعالم وترابط اقتصادياته وتوحيد أنماط الاستهلاك بها وكذا الممارسات المعمول بها في مجال التربية أن الفعل التربوي سواء في شكله العام المتعلق برقمنة وسائل التعلم وتوظيفه للوسائل السمعية البصرية فيها لنقل المعرفة أو في شكلها الإجرائي المرتبط بخوصصة المواد والمضامين المدرسة، مزيجا من الممارسات والأنشطة التي تنبني على وضعيات متسمة بحضور المدرس بالفصل وبالتفاعلات المؤطرة عن بعد عبر شبكة الإنترنت.

ولذلك، فقد أصبح هذا الواقع يتكرس في علاقات المتعلم بالتعلمات. وتأسيسا على ذلك، فإن المد التكنولوجي المتجلي في ثورة المعلومات والاتصال فرض على المدرسة أن تكون امتدادا للحياة العامة وأن تتفاعل مع مستلزمات ذلك من خلال التجهيزات التربوية والوسائل التعليمية وطرق التدريس المستعملة بها، كما دفع بالعديد من الدول إلى التخطيط لإرساء تصورات وطرق تربوية تعتمد على إدماج الدعامات الرقمية في بنياتها التربوية لتدبير المعرفة وسبل اكتسابها بالوسط المدرسي. ولذلك فإن العلاقات المنظمة للعملية التعليمية التعلمية والتي ترتكز على المتعلم والمدرس والمحتوى التعليمي أصبحت تتخذ أشكالا ومضامين رقمية لتتماشى مع ذلك.

لماذا سيصبح الإنترتت عنصراً أساسياً في التعليم؟

فإدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التعليم، ما فتئت الحاجة إليها تزداد أكثر فأكثر، وأن التعليم عبر الأنترنيت، سيصبح عنصرا أساسيا من التعليم المدرسي، انطلاقا من التجربة المعيشية خلال تفشي وباء كورونا في العالم وإغلاق المدارس مما يستوجب الاستعداد له. والملفت للانتباه، أن الطرق البيداغوجية الفعالة القائمة على جهد المتعلم ونشاطه وفعاليته معظمها تستند إلى التكنولوجيا ومختلف أدواتها المتطورة في التعليم، حيث حولت هذه التكنولوجيا أدوار العديد من الأطراف التربوية داخل الحياة التعليمية، إذ قدم للمعلم دورا جديدا تجلى في انتقاله من ناقل ديداكتيكي للمعرفة إلى مصمم تكنو-بيداغوجي لها، داخل وخارج فضاء المؤسسة التعليمية.

نتائج التطور في وسائل التواصل الاجتماعي

كما تساعده على تنمية مهارات التواصل الرقمي، والاقتصاد في الجهد. ونجد بأن نتيجة حتمية هذا التطوير في وسائل الاتصال أن تخضع هذه التقنيات لعملية التعلم والتعليم، ذلك أن هاتين العمليتين هي عملية اتصال في حد ذاتها ولو أحسن استخدام هذه التقنيات فإنه سيساهم مساهمة فعالة في رفع مستوى التحصيل.

كما ينبغي استخدام شبكة عالية القدرة تضمن سرعة تنزيل المناهج والتطبيقات وتبادل البيانات في حالات التعلم التفاعلي واعتماد مركزية المعالجة من خلال تسخير أجهزة خوادم عالية القدرة الحسابية والسعة التخزينية وأجهزة حواسيب …، ومثل هذا النظام يتطلب شبكة ربط عالية السعة لضمان سرعة انتقال التطبيقات والمحتويات عند الحاجة إليها بدلا من الدخول في تعقيدات تحميل البرمجيات على الحواسيب وصيانتها.

فمع تنامي دور مادة المعلوميات باعتبارها مادة أساسية توفر كفايات عرضانية يمكن تعبئتها في تدريس واكتساب جل المواد والمحتويات الدراسية. فإن ذلك قد انعكس على جانبية تكوين المدرس التي أصبحت تقتضي تملكه لقدرات ومؤهلات تؤهله للتحكم في الوسيلة الرقمية المستعملة في المادة الدراسية، وأيضا للتواصل الالكتروني مع مجموعة قسمه، وذلك من خلال:

  • البحث عن الموارد الرقمية للمحتويات المطلوبة.
  • تكييف هذه الموارد الرقمية وإعادة إنتاجها لتلائم الحاجيات والوضعيات التعليمية.
  • تقييمها واستثمار نتائج ذلك التقييم لدعم المكتسبات وتجاوز تعثرات المتعلمين.

التطورات النوعية للثورة الصناعية

ومن هنا ستسطع شمس حقيقة لا مفر منها وهي أن انخراطنا الواعي والفاعل والضروري في التطورات النوعية للثورة التكنولوجية أصبح مبدأ ملحا شئنا أو أبينا. لأن عالم اليوم لا يرحب بالأمية التكنولوجية، والشعوب التي تعيش الجهل التكنولوجي لا شك أنها تعدد أسباب موتها في الحاضر والمستقبل. وعلينا أن نعترف أيضا ونحن نعيش اليوم عصر المعلومات أن ثورة العالم بجميع مجالاتها استطاعت أن تحطم الكثير من معتقداتنا وممارساتنا التعليمية، وأن الخدمة التكنولوجية سريعة التفاعل وتساعد على عملية التعليم والتدريب بتكلفة وجهد أقل من العملية التقليدية، وتتطلب فقط إعدادا مسبقا وقفزة نوعية في التجهيز من وسائل الاستقبال والإرسال والاتصالات الحديثة.

فمن أجل إدماج ناجح لتكنولوجيا الإعلام والاتصال في المدرسة لا بد من استحضار الأهداف التي وضعتها “استراتيجية المغرب الرقمي” بالنسبة لدور المدرسة ووظائفها في مجال نشر تكنولوجيا الإعلام والاتصال. واعتبارا إلى أن إدماج هذه التكنولوجيا في المدرسة يمثل اليوم شرطا حاسما في تجديدها والارتقاء بها، ويتعين العمل على:

  • إعداد برنامج وطني، بآجال محددة قصد استكمال تجهيز المؤسسات التعليمية بتكنولوجيا الإعلام والاتصال.
  • إعداد خطة عمل للتعبئة والتحسيس بأهمية التكنولوجيا ودورها في إصلاح المدرسة.
  • تنمية وتطوير “التعليم عن بعد” باعتباره مكملا للتعليم الحضوري وعاملا في تنمية ثقافة العمل الجماعي والتشاركي.

ظاهرة التعليم عن بُعد

ولا جدال أن الحديث عن ظاهرة “التعليم عن بعد” هو حديث العصر، إنه حديث عن التطور في التكنولوجيا وفي كيفية الحصول على المعرفة والتعلم، وفي عصر سرعة الحصول عليها، ونظرا للتغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم مع دخول عصر ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات، فإن برامج المؤسسات التعليمية تواجه تحديات كبيرة في نظمها، ولوائحها وطرق تدريسها.

مغهوم التعليم عن بُعد

أما عن مفهومه –التعليم عن بعد-فهو وسيلة تعليمية ترتكز على استخدام التقنيات الحديثة للاتصال المعلوميات من حاسوب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ورسومات وكذلك بوابات الانترنيت. فالثورة الرقمية غيرت وجه العالم وطريقة التواجد فيه وأصبح لزاما على الجميع امتلاك المهارات التي تمكن من السيطرة على حل الأدوات التقنية الجديدة للحصول على المعارف والعلوم خارج مقر الدراسة وفي أماكن بعيدة.

حيث تبدو صعوبة توافر أهم المتطلبات لتوظيف تقنيات المعلومات في التعليم عن بعد في صعوبة التحول من النموذج التعليمي التقليدي إلى النموذج الحديث. وقبل هذا لا بد أن نعرف مميزات كل واحد منهما. فتقنيات المعلومات تعد أهم متطلبات التعليم عن بعد وأكثرها انتشارا في الآونة الأخيرة.

إلى ماذا يهدف التعليم عن بُعد؟

إذ ظهرت كنمط جديد من التعليم والذي يطبق في مختلف المستويات يهدف إلى تقديم تعليم عال متميز موجه لقاعدة كبيرة من الطلبة والمستفيدين معتمدا بالدرجة الأساسية على أحدث التطورات في مجال تقنية المعلومات والاتصال بما يكفل للتعليم عن بعد ركيزة تسعى الدول جاهدة لتطوير نظمها والاستفادة قدر الإمكان من مختلف التطورات من أجل النهوض به وتنمية كفاءات بشرية قادرة على التعامل مع هذا الزخم الهائل من المعلومات وضمان تكوين فعال لمختلف فئاته.

وبمعنى آخر، فقد غيرت تقنيات المعلومات في مجال الاتصالات وجه العالم، وما نسمعه حاليا عن العالمية والكونية ما هو إلا صدى من آثارها العديدة، لأن تقنيات معلومات الاتصال عن بعد ستحرر الإنسان تدريجيا من قيود المكان بل توسع دائرة تواجده ليبدو وكأنه موجود في أكثر من مكان في الوقت نفسه وهذه التقنيات تعمل على تحقيق مشروع التعليم عن بعد.

وتتعدد هذه الوسائط والتكنولوجيات الجديدة للتكوين والتعليم عن بعد، إذ إن الحاسوب الذي كان في الأصل عبارة عن آلة قادرة على معالجة كافة أنواع المعلوميات بطريقة سريعة جدا، وقد أعطت التعديلات التي أدخلت عليه إمكانية استعماله كأداة للحوار والمناقشة. وصار في الإمكان التفاعل بين الإنسان والآلة، ولم يعد الأمر يتعلق بتعلم سلبي من قبل المتعلم وإنما ببناء هذا الأخير لتعلمه الخاص بفضل الحاسوب. لأنه بعد أن ظهر الانترنيت بالشكل الذي لا غنى عنه في حياة كل فرد كان لا بد من استخدام ذلك الأمر في التعليم واستفادة هذا الأخير منه، حيث أن هناك العديد من البرامج التعليمية التي تتعلق بالأنترنيت مباشرة ومسجلة عليه بأكثر من شرح واحد.

بماذا يختلف التعليم التقليدي عن التعليم الرقمي؟

إن التعليم الرقمي يختلف عن التعليم التقليدي في صياغة المحتوى العلمي وأسلوب عرضه وطرق التدريس وفي الزمان والمكان الذي تتم فيه عملية التعلم وأسعفت الوسائل التكنولوجية الحديثة في توفير إمكانيات هائلة في سرعة نقل المعلومات، ويعتبر الانترنيت أهم إنجاز مكن الإنسان من إلغاء المسافات واختصار الزمان والحصول على المعلومات والمعارف الثقافية. ويعتبر التعليم عن بعد أهم مظاهر تأثر التعليم بالثورة التقنية المعلوماتية.

حيث أصبح بالإمكان أن يتعلم الإنسان دون أن ينخرط في النمط التقليدي للتعليم، ومن غير ضرورة الحضور في المدرسة أو الجامعة ولا الجلوس أمام السبورة أو المدرس. وهكذا يستخدم التعليم عن بعد أو التعليم الالكتروني بديلا للتعليم التقليدي، حيث يمارس المتعلم تعليمه من أي مكان وفي أي زمان، وتعمل الشبكة الالكترونية وسيطا أساسا لتقديم عملية التعليم كاملة. وبهذه الطريقة يدرس الطالب منفردا المقرر الالكتروني ويتعلم معزولا عن أمثاله ونظرائه، ويستفيد من خلال ما يتلقاه من دروس أو ما كلف به من إنجاز مشاريع بالاستغاثة بأدوات التعليم الالكتروني التشاركية.

فوائد التعلم عن بعد

ويمكن أن يساهم الانترنيت في مجال التعليم عن بعد بما يلي:

  • تعليم المهارات: فهي توفر فرصا عديدة لتعليم المهارات الأساسية للتعلم مثل كيفية الحصول على فيض متدفق من المعلومات من مصادر متعددة وفي مجالات متنوعة، والاتصال بقواعد المعلومات ومحركات البحث وأرشيفات العديد من المنظمات والمكتبات، والاستفادة من أدواتها المتعددة. وكذلك تساعد في تعليم مهارة البحث الذاتي عن المعلومات وكيفية التحقق من مصداقيتها وتقييمها وتحليلها، فضلا عن استخدام أشكال اتصالية جديدة مثل المؤتمرات عن بعد، وجلسات النقاش والبريد الالكتروني وغيرها.
  • تعليم وتدريس المواد التعليمية: حيث تتعدد الفوائد التي يمكن أن تقدمها الانترنيت في تعليم وتدريس المقررات الدراسية، فهي توفر تقنيات جديدة في توصيل المعارف والمهارات وكذلك الاستفادة من مقررات وبرامج وخطط المؤسسات والجامعات المعنية بتطوير العمل التعليمي باستخدام الوسائل الحديثة. كما تتسم بالتفاعلية بين المرسل والمستقبل، والقدرة على تلقي الدروس عن بعد والقدرة على تخزين واسترجاع مادة المقرر الدراسي بسهولة. فضلا عن كونها وسيلة محفزة على البحث الذاتي كما قلنا سابقا. وتعتبر كذلك هذه الشبكة من أهم الوسائل التكنولوجية الحديثة التي يمكن من خلالها النفاذ إلى المعلومات مهما كان مصدرها.

بماذا تتميز شبكة الإنترنت؟

فشبكة الانترنت تتميز في مجال التعليم عن بعد ب:

  • الوفرة في مصادر المعلومات (كتب إلكترونية، قواعد، بيانات، دوريات إلكترونية، مواقع تعليمية…)
  • استخدامها كوسيلة اتصال بين المعلم والمتعلم من خلال الاتصال غير المباشر، حيث يستطيع المعلم والمتعلم الاتصال فيما بينهما أو مع أطراف أخرى بطريقة غير مباشرة (عن طريق البريد الالكتروني) وهذا لا يتطلب حضور الطرفين في نفس الوقت، أو من خلال الاتصال المباشر الذي عن طريقه يتم التخاطب في اللحظة نفسها بواسطة التخاطب الكتابي أو الصوتي، (ممارسة الاتصال وتبادل المعلومات والمصادر والأفكار).
  • إعطاء التعليم صبغة العالمية والخروج عن الإطار المحلي.
  • المرونة في التعليم، حيث يتعلم الطالب متى يشاء وكيفما يشاء.
  • إغناء وتنوع المواد التعليمية التي يمكن أن تعد باستخدام أكفأ الأساتذة والتي يمكن عرضها بصورة تفاعلية يتحكم فيها المتلقي بالمسار والوقت، وقد غير هذا النمط من التعليم باستخدام الانترنيت عملية اكتساب المعلومات، فأصبحت مركزة ومختارة بعناية فائقة.
  • الوصول إلى المصادر التي لا تتوفر من خلال الطرق التقليدية.
  • المشاركة في بيئات التعلم العالمية المختلفة.
  • الرؤية والفهم الأفضل للمفاهيم التي يصعب فهمها واستيعابها.
  • التعليم غير المحدود بالزمان والمكان.
  • قدرة الانترنيت على تفريد التعليم ومراعاة الفروق، حيث يمكن الدارس من اختيار المحتوى والوقت ومصادر التعليم وكذا أساليب التعلم والوسائل التعليمية وأساليب التقويم التي تناسبه.

لماذا يٌعتبر الإنترنت من أكثر وأسهل التكنولوجيات؟

إذن، تعتبر الانترنيت من أكثر وأسهل التكنولوجيات التي يمكن استخدامها والاستفادة منها، حيث توفر بيئة تفاعلية وتقلل الإنفاق، وتوفر موارد لا يمكن توفيرها بدونها والتوسع في البرامج التعليمية وبناء مجتمع دائم التعلم. وهي مثلها مثل غيرها من وسائل أخرى تتمثل في أنها سلاح ذو حدين وكل من يستخدمها بالشكل الذي يريده، واستخدامها في تطوير التعليم ووسائل التواصل التعليمية هو السلاح النافع والمفيد.

وهكذا يمكن القول، إن تكنولوجيا المعلومات بالنسبة للعملية التعليمية تغير في: متطلبات التعليم عن بعد، أساليبه، وشكل المؤسسات التعليمية. ومن أهم الدروس المستخلصة من التعليم عن بعد هي التمكن من التكنولوجيا، فإذا كنت غير متمكن من الوسائل التكنولوجية مثل منصة السمعي البصري وغيرها. فستكون هناك مشاكل مباشرة في العملية التعليمية. ولهذا لا بد من وجود ممارسة وتجربة كافية في الوسيلة التكنولوجية المعتمدة.

ولكن، كما هو معروف لكل موضوع إيجابياته وسلبياته، فرغم الإيجابيات الكبيرة التي يتمتع بها التعليم عن بعد باستخدام الانترنيت إلا أن هناك بعض المعوقات والتي من أهمها ما يلي:

  • تحديات الشبكة: فشبكة الانترنيت مفتوحة ويصعب السيطرة عليها، وفيها ترويج لبعض الإيديولوجيات الضارة. مما قد يؤدي إلى بعض الآثار السلبية، وهذه من المشاكل العالمية للشبكة:
  • القرصنة والخداع: وهذه المشكلات قد يلجأ إليها الطالب في كتابة الواجبات والتقارير والامتحانات عبر الشبكة، كما أن الشبكة تحتوي على مواقع ترفيهية كثيرة قد تنسب في إضاعة وقت الدارسين.
  • التكلفة العالية: كالتكلفة المادية الأولى لتطوير المواد التعليمية ووضعها على الانترنيت.
  • انتحال الشخصية: يمكن انتحالها والفن والخداع على الشبكة بصورة أكبر في التعليم عن بعد.

نتائج الثورة الرقمية

إجمالا، فإن التعلم الرقمي الذي هو نتاج الثورة المعلوماتية، يدخل حاليا مرحلة حاسمة تسائل الدول والمجتمعات من أجل تكييف مضامينها الرقمية ووسائلها مع الخصوصيات المحلية والإقليمية، لجعل عمليات التعلم لديها آمنة بهدف تحقيق الفعالية المطلوبة في تنشئة أبنائها بشكل يضمن استمرارية هذه المجتمعات.

لذلك، فالرهانات المطروحة ليست فقط مقتصرة على إرساء المدرسة الرقمية والتجهيزات والوسائل المتعلقة بها، وكذا الموارد البشرية التعليمية والطرائق الديداكتيكية المستعملة لنقل المعرفة واستثمارها، بل هي متعلقة أيضا بدور المعلم الذي سيشرف على العملية التربوية.

والواقع أن التكنولوجيا لم تدخل إلى مدارسنا بالشكل المطلوب، كما لو أن المدرسة تريد أن تكون خارج المجتمع الذي توجد فيه. لهذا نتساءل إلى أي حد يمكن أن يكتب النجاح للتعليم عن بعد في مدارسنا ليس كأداة نلجأ إليها كلما آلت بالمجتمع كارثة، وإنما أن يكون تعليما دائما ومستمرا مكملا للتعليم النظامي الحضوري؟

بقلم: سارة إدكروم

 

أضف تعليقك هنا