الكيمياء والمطبخ

هنالك تشابه بين ما يحصل داخل المختبر وما يحصل داخل المطبخ، ففي المطبخ هنالك مقادير وأوزان وتسخين بنار لاهبة او هادئة وهنالك تنعيم وسحق وزيت وغاز سكر وملح بودرة وبيكربونات وايضاً مزج وتحريك إذابة وترشيح تبخير وتجفيف واستخلاص وهنالك خطأ ومحاولة فكثير من الاحيان نحاول داخل المطبخ تجريب خلطات واكلات جديدة ينتهي بها المطاف داخل سلة النفايات، واساس الطبخ هو سلسلة من التفاعلات الكيميائية والتغيرات الفيزيائية فهنالك الاكسدة والتحلل المائي والتفكك والتفحم والتبخر التمدد والانكماش والغليان.

الفرق بين التعامل في المخبر والتعامل في المطبخ

الا ان المسألة داخل المختبر ليست بهذه البساطة فالمخاطر واسعة وليس هنالك مجال للتجريب من دون توقع النتائج و معرفة العواقب، فاذا تجاوز الشخص داخل المختبر التعامل مع المواد الخطرة هذا لا يعني انه تجاوز خطورة النواتج غير المتوقعة للتفاعل الذي يجريه.واذا حصل وقام الكيميائي بتقليد الطباخ وتذوق خلطته من المحتمل ان يكون عندها قد فارق الحياة.

هل الطعام يُصنع من مواد كيميائية؟

تندهش والدتي حينما اقول لها ان الاكل عبارة عن مواد كيمياوية، نعم فهو كذلك ولكنها مواد طبيعية كما هو الانسان مكون من مجموعة من المواد الكيمياوية الطبيعية، وعلى اية حال لا شيء يبقى على طبيعته في هذه الايام فالأطعمة المعلبة والعصائر والمشروبات ان حصل وكانت طبيعية الاصل هذا لا يعني انها خالية من المواد الكيمياوية المصنعة كالمواد الحافظة والمنكهات والاصباغ والمثبتات ضد الاكسدة الهوائية وغيرها، وما يدعوا للقلق هو ان يكون الطعام نفسه مصنع فلابد أنكم سمعتم بالرز المصنع من البلاستك!!!

ما هي المواد التي تستخدم بدل السكر؟

حتى في تحلية بعض الاغذية التي تباع في الاسواق وبدلا من استخدام السكر تستخدم مواد محلية صناعية مثل السكارين والاسبرتام وعلى الرغم من ان السعرات الحرارية لها اقل من السكريات المعروفة الا انها تبقى مواد مصنعة لا تخلوا من الضرر وما يحفز الشركات والمصانع الربحية على استخدام هذه المواد هو انها احلى من السكر بمئات المرات على سبيل المثال بدلاً من استخدام 550 طن من السكر يكفي استخدام طن واحد من السكارين للحصول على نفس المستوى من التحلية.

هل سيزداد التشابه بين المختبر والمطبخ؟

وبالعودة الى التشابه بين المختبر والمطبخ، لا شك ان التشابه سيزداد مادام هنالك طاهٍ يمتلك روح الكيميائي و كيميائي هاوٍ للطبخ، فهذا الاخير استطاع مؤخراً ان يستعين بجهاز الميكروويف المستخدم في المطبخ في تحضير المركبات العضوية والغريب ان هذه الطريقة اصبحت من الطرق المتبعة لتحضير المركبات العضوية بحصيلة تفاعل عالية ووقت قياسي ونواتج جانبية أقل، لابد أن الكيميائي الذي أكتشف طريقة التخليق العضوي باستخدام الميكروويف كان جائعاً.

كل ما نتمناه هو ان يمتلك متعلم الكيمياء وهو داخل المختبر نفس الشغف والفضول الذي يمتلكه الطاهي الماهر داخل مطبخه فعليه ان يكون عارف ماذا يفعل وماذا سيحصل ويفعل كل شيء برغبة وفضول.

 

أضف تعليقك هنا