المختصر في أولى غزوات سيد البشر

ماهي الغزوة الأولى التي خاضها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ولماذا تعارك النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش ؟ وما نتائج هذه المعركة ؟ كل هذه الأسئلة سأوجاوب عنها في مقالي هذا بإذن الله..

ما قبل الغزوة 

قبل غزوة بدر الكبرى حدثت عدة سرايا لكن لم يكن هناك صراع مثل سرية حمزة بن عبد المطلب و سرية عبيدة بن الحارث و سرية سعد بن أبي وقاص وكانت أهم هذه السرايا و التي حدث فيها صراع فعلي هي سرية عبد الله بن جحش فقال عنها ابن الأثير في الكامل ” أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح أن يتجهز للغزو ، فتجهز ، فلما أراد المسیر بکی صبابة إلى رسول الله ، فبعث مكانه عبد الله بن جحش في جمادی الآخرة ، معه ثمانية رهط من المهاجرين ، وقيل اثنا عشر رجلا ، وكتب له كتابا ، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه ، فيمضي لما أمره به ، ولا يكره أحدا من أصحابه ، ففعل ذلك.

ثم قرأ الكتاب وفيه يأمره بنزول نخلة بين مكة والطائف ، فيرصد قريشًا ويعلم أخبارهم ، فأعلم أصحابه ، فساروا معه وأضل سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان بعيرا لهما يتعقبانه ، فتخلفا في طلبه ، ومضى عبد الله ونزل بنخلة ، فمرت عير لقريش تحمل زبيبة وغيره ، فيها عمرو بن الحضرمي ، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة ، وأخوه نوفل ، والحكم بن کیسان ، فأشرف لهم عكاشة بن محصن ، وقد حلق رأسه . فلما رأوه قالوا : عمار لا بأس عليكم منهم ، وذلك آخر يوم من رجب ، فرمی واقد بن عبد الله التيمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، واستأسر عثمان ، والحكم ، وهرب نوفل ، وغنم المسلمون ما معهم.

فقال عبد الله بن جحش : إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، خمس ما غنمتم ، وذلك قبل أن يفرض الخمس ، وكانت أول غنيمة غنمها المسلمون ، وأول خمس في الإسلام . وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسرى إلى المدينة . فلما قدموا قال لهم رسول الله : « ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام » ، فوقف العير والأسیرین ، فسقط في أيديهم ، وعنفهم المسلمون ، وقالت قريش : قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام . وقالت اليهود : تفاءل بذلك على رسول الله : عمرو بن الحضرمي واقد ابن عبد الله : « عمرو » عمرت الحرب ، و « الحضرمي حضرت الحرب ، و « و اقد » وقدت الحرب . فأنزل الله تعالى : (ويسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه) [ البقرة : ۲۱۷] الآية . فلما نزل القرآن وفرج الله عن المسلمين قبض رسول الله ، العير ، وكانت أول غنيمة أصابوها ، وفدى رسول الله ، الأسيرين.”

الغزوات التي حدثت قبل غزوة بدر

كذلك حدثت غزوات قبل غزوة بدر الكبرى كغزوة ودّان (الأبواء) و غزوة بواط وغزوة بدر الأولى وكان هدف المسلمين من هذه الغزوات الهجوم على قوافل قريش ولم يحدث صدام بين المسلمين و الكفار حتى حدثت غزوة العُشيرة التي كانت من أهم الغزوات مع فرار قافلة قريش وقد تكلم عنها ابن كثير في البداية و النهاية حيث قال : ” ثم غزا قريشا يعني بذلك التي قال لها : (غزوة العشيرة ) بالمهملة ، والعشير و بالمهملة ، والشراء .

قال ابن هشام : واستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد . قال الواقدي : وكان لواؤه مع حمزة بن عبد المطلب . قال : وخرج عليه السلام يتعرض لعيرات قريش ذاهبة إلى الشام . قال ابن إسحاق : فسلك على نقب بني دينار ، ثم على فيفاء الخبار ، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها ذات الساق ، فصلي عندها فثم مسجده ، فصنع له عندها طعام فأكل منه وأكل الناس معه ، فرسوم أثافي البرمة معلوم هنالك و استقي له من ماء يقال له : المشیرب ، ثم ارتحل فترك الخلائق بیسار وسلك شعبة عبد الله ، ثم صب لليسار حتى هبط يليل، فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة.

ثم سلك فرش ملل حتى لقي الطريق بصخيرات اليمام ، ثم اعتدال به الطريق حي نزل العشيرة من بطن ينبع ، فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة ووادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق کيدأ ، وقد قال البخاري : حدثنا عبد الله ، ثنا وهب ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له : کم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة ؟  قال : تسع عشرة قلت : کم غزوت أنت معه قال – سبع عشرة غزوة ، قلت : فأيهم كانت أول ؟ قال : العشير – أو العسيرة .. فذكرت لقتادة فقال : العشيرة ، وهذا الحديث ظاهر في أن أول الغزوات العشيرة ، ويقال بالسين وبهما مع حذف التاء ، وبهما مع المد . اللهم إلا أن يكون المراد غزاة.

شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم العشيرة ، وحينئذ لا ينفي أن يكون قبلها غيرها لم يشهدها زيد بن أرقم ، وبهذا يحصل الجمع بين ما ذكره محمد بن إسحاق وبين هذا الحديث . والله أعلم . قال محمد بن إسحاق : ويومئ قال رسول الله لعلى ما قال . فحدثني يزيد بن محمد بن خثيم ، عن محمد بن كعب القرظي ، حدثني أبو يزيد محمد بن خثيم ، عن عمار بن یاسر قال : كنت أنا وعلي بن طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع ، فلما نزلها رسول الله له أقام بها شهرة فصالح بها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة فوادعهم ، فقال لي علي بن أبي طالب : هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء النفر من بني مدلج ، يعملون في عين لهم ، ننظر کیف يعملون ؟ فأتيناهم فنظرنا إليهم ساعة فغشينا النوم فعمدنا إلى صور من النخل في دقعاء من الأرض فنمنا فيه.

فوالله ما أهبنا إلا ورسول الله يحركنا بقدميه ، فجلسنا وقد تتربنا من تلك الدقعاء ، فيومئذ قال رسول الله لعلي : « یا أبا تراب » لما عليه من التراب ، فأخبرناه بما كان من أمرنا فقال : « ألا أخبركم بأشقى الناس رجلين ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . فقال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه – ووضع رسول الله و يده على رأسه – حتى يبل منها هذه ووضع يده على لحيته» . وهذا حديث غريب من هذا الوجه وله شاهد من وجه آخر في تسمية علي أبا تراب ، كما في صحيح البخاري أن عليًا خرج مغاضبًا فاطمة فجاء المسجد فنام فيه فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عنه فقالت خرج مغاضبًا فجاء إلى المسجد فأيقضه وجعل يمسح التراب عنه ويقول قم يا أبا تراب قم يا أبا تراب .

غزوة العُشيرة

وفي كتاب صحيح الأثر عن غزوة العُشيرة ” في جمادى الآخرة من السنة الثانية للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب قافلة لقريش ذاهبة إلى الشام و استخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي رضي الله عنه وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب في خمسين و مائة ويقال مائتين من المهاجرين فبلغ العُشيرة بناحية ينبع فوجد القافلة قد فاتته وفي هذه الغزوة وادع.

عليه الصلاة و السلام بني مدلج وحلفائهم ثم رجع إلى المدينة و قد كانت تلك القافلة من أعظم قوافل قريش وهي التي كانت بسببها غزوة بدر الكبرى عندما عادت إلى الشام.

أسباب غزوة بدر 

قال إبن الأثير في أسباب غزوة بدر ” وكان سببها قتل عمرو بن الحضرمي ، وإقبال أبي سفيان بن حرب في عير لقريش عظيمة من الشام وفيها أموال كثيرة ومعها ثلاثون رجلا أو أربعون ، وقيل : قريبة من سبعين رجلا من قريش ، منهم : مخرمة بن نوفل الزهري ، وعمرو بن العاص ، فلما سمع بهم رسول الله ، ندب المسلمين إليهم وقال : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها . فانتدب الناس ، فخف بعضهم وثقل بعضهم ، وذلك لأنهم لم يظنوا أن رسول الله ، يلقى حربا . وكان أبو سفيان قد سمع أن النبي ، يريده ، فحذر واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري ، فبعثه إلى مكة يستنفر قريشا ويخبرهم مكة الخبر ، فخرج ضمضم إلى مكة “.

اما ابن خلدون فقال عن اسباب هذه المعركة ” فأقام رسول الله ﷺ بالمدينة إلى رمضان من السنة الثانية ، ثم بلغه أن عير لقريش فيها أموال عظيمة مقبلة من الشام إلى مكة معها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش عمیدهم أبو سفيان ومعه عمرو بن العاص ومخرمة بن نوفل ، فندب عليه السلام المسلمين إلى هذه العير وأمر من كان ظهره حاضرة بالخروج ، ولم يحتفل في الحشد لأنه لم يظن قتالًا واتصل بأبي سفيان فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري وبعثه إلى أهل مكة يستنفرهم لعيرهم فنفروا و أرعبوا إلا يسيرًا منهم أبو لهب “.

مما قاله صاحب البداية والنهاية عن سبب غزوة بدر

اما صاحب البداية و النهاية فماذا قال عن سبب غزوة بدر ” قال ابن إسحاق رحمه الله بعد ذكره سرية عبد الله بن جحش : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان صخر بن حرب مقبلًا من الشام في عير لقريش عظيمة فيها أموال و تجارة وفيها ثلاثون رجلًا او اربعون  منهم مخرمة بن نوفل و عمرو بن العاص . قال موسى بن عقبة عن الزهري كان ذلك بعد مقتل ابن الحضرمي بشهرين . قال وكان في العير ألف بعير تحمل أموال قريش بأسرها إلا حويطب بن عبد العزى فلهذا تخلف عن بدر.

قال ابن اسحاق فحدثني محمد بن مسلم بن شهاب و عاصم بن عمر بن قتادة و عبد الله بن ابي بكر و يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا عن ابن عباس كل قد حدثني بعض الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر قالوا لما سمع رسول الله صلى الله عليه ووسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمون إليهم.

وقال : هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها . فانتدي الناس فخف بعضهم وثقل بعض وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله يلقى حربًا وكان ابو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفًا على أموال الناس حتى أصاب خبرًا من بعض الركبان أن محمدًا قد استنفر اصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذالك فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريش فيستنفرهم إلى اموالهم و يخبرهم أن محمد قد عرض لها في أصحابه ”

السبب المباشر للمعركة

فالواضح أن السبب المباشر لهذه المعركة هو اعتراض النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لعير قريش القادم من الشام والمتجه إلى مكة الحامل لأموال المسلمين الذين هاجروا إلى المدينة وتركوها فتنبه أبو سفيان لتحركات المسلمين فأرسل ضمضم الغفاري إلى مكة ليستنفرهم لقتال المسلمين .

أحداث المعركة 

قال ابن خلدون في ذكره أحداث بدر ”  وبعث عليه السلام قبلها بسبس بن عمرو الجهني حليف بني ساعدة وعدي بن أبي الزغباء الجهني حليف بني النجار إلى بدر يتجسسون أخبار أبي سفيان وغيره ، ثم تنكب عن الصفراء يمينا وخرج على وادي دقران ، فبلغه خروج قريش ونفيرهم فاستشار أصحابه ، فتكلم المهاجرون وأحسنوا ، وهو يريد ما يقوله الأنصار وفهموا ذلك.

فتكلم سعد بن معاذ وكان فيما قال : لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك فسر بنا یا رسول الله على بركة الله فسر بذلك ، وقال :  سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين , ثم ارتحلوا من دقران إلى قريب من بدر وبعث عليا والزبير وسعدا في نفر يلتمسون الخبر فأصابوا غلامين لقريش ، فأتوا بهما وهو عليه السلام قائم يصلي ، وقالوا : نحن سقاة قريش فكذبوهما كراهية في الخبر ورجاء أن يكونا من العير للغنيمة وقلة المؤنة ، فجعلوا يضربونهما فيقولان نحن من العير ، فسلم رسول الله وأنكر عليهم.

وقال للغلامين : « أخبراني این قریش » ، فأخبراه أنهم وراء الكثيب وأنهم ينحرون يوما عشرة من الإبل ويوما تسعا ، فقال عليه السلام : « القوم بين التسعمائة والألف » – وقد كان بسبس وعدي الجهنیان مضيا يتجسسان ولا خبر حتى نزلا وأناخا قرب الماء واستقيا في شن لهما ومجدي بن عمرو من جهينة بقربهما ، فسمع عدي جارية من جواري الحي تقول لصاحبتهما العير تأتي غدا أو بعد غد وأعمل لهم وأقضيك الذي لك وجاءت إلى مجدي بن عمرو فصدقها ، فرجع بسبس وعدي بالخبر . وجاء أبو سفيان بعدهما يتجسس الخبر فقال لمجدي هل أحسست أحدا فقال : راكبين أناخا يميلان لهذا التل فاستقيا الماء ، ونهضا.

فأتی أبو سفیان مناخهما وفتت من أبعار رواحلهما ، فقال هذه والله علائف يثرب فرجع سريعا وقد حذر وتنكب بالعير إلى طريق الساحل فنجا وأوصى إلى قريش بأنا قد نجونا بالعير فارجعوا . فقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر ونقيم به ثلاثة و تهابنا العرب أبدا ، ورجع الأخنس بن شريق بجميع بني زهرة وكان حليفهم ومطاعا فيهم ، وقال : إنما خرجتم تمنعون أموالكم وقد نجت فارجعوا . وكان بنو عدي لم ينفروا مع القوم ، فلم يشهد بدرا من قریش عدوي ولا زهري . وسبق رسول الله و قريشا إلى ماء بدر وثبطهم عنه مطر نزل وبله مما يليهم وأصاب مما دهس الوادي ، وأعانهم على السير.

فنزل عليه السلام على أدنى ماء من مياه بدر إلى المدينة ، فقال له الحباب بن المنذر بن عمرو بن الجموح : آلله أنزلك بهذا المنزل فلا نتحول عنه . أم قصدت الحرب والمكيدة ؟ فقال عليه السلام : ” لا بل هو الرأي و الحرب . ” . فقال : يا رسول الله ليس هذا بمنزل ، وإنما نأتي أدني ماء من القوم فنزله ونبني عليه حوضأ فنملؤه ونغور القلب كلها فنكون قد منعناهم الماء . فاستحسنه رسول الله . ثم بنوا له عريشا يكون فيه رسول الله لا حتى يأتيه من ربه النصر ، ومشي يريهم مصارع القوم واحدا واحدا.

ولما نزل قریش مما يليهم بعثوا عمیر بن وهب الجمحي يحزر له أصحاب رسول الله ، وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيهم فارسان الزبير والمقداد ، فحزرهم وانصرف وخبرهم الخبر ، ورام حکیم بن حزام وعتبة بن ربيعة أن يرجعا بقريش ولا يكون الحرب ، فأبى أبو جهل وساعده المشركون ، وتوافقت الفئتان . وعدل رسول الله ﷺ الصفوف بيده ورجع إلى العريش ومعه أبو بكر وحده ، وطفق يدعو ويلح وأبو بكر يقاوله ويقول في دعائه:

« اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض اللهم أنجز لي ما وعدتني»  ، وسعد بن معاذ على باب العريش يحمونه وأخفق رسول الله ، ثم انتبه فقال « أبشر يا أبا بكر فقد أتی نصر الله  » . ثم خرج يحرض الناس ، ورمي في وجوه القوم بحفنة من حصى وهو يقول (شاهت الوجوه ) ثم تزاحفوا فخرج عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد يطلبون البراز فخرج إليهم عبيدة بن الحارث وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب فقتل حمزة وعلي ؛ شيبة و الوليد وضرب عتبة ؛ عبيدة فقطع رجله فمات وجاء حمزة وعلي إلى عتبة فقتلاه وقد كان برز إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحه من الأنصار فأبوا إلا قومهم وجال القوم جولة فهزم المشركين وقتل منهم يومئذ سبعون رجلًا “.

نتائج الغزوة  

انتهت غزوة بدر في السنة الثانية الهجرية بإنتصار للمسلمين وكانت لها نتائج ذكرها لنا ابن كثير في البداية و النهاية فقال ” و المشهور أن الأساری يوم بدر كانوا سبعين ، والقتلى من المشركين سبعين ، كما ورد وسيأتي إن شاء الله..

وكما في حديث البراء بن عازب في صحيح البخاري أنهم قتلوا يوم بدر سبعين ، وأسروا سبعين وقال موسى بن عقبة : قتل يوم بدر من المسلمين من قريش ستة ومن الأنصار ثمانية ، وقتل من المشركين تسعة وأربعون وأسر منهم تسعة وثلاثون ، هكذا رواه البيهقي عنه . قال : وهكذا ذكر ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في عدد من استشهد من المسلمين وقتل من المشركين ، ثم قال : أخبرنا الحاكم ، أخبرنا الأصم ، أخبرنا أحمد بن عبدالجبار ، عن يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق قال : واستشهد من المسلمين يوم بدر أحد عشر رجلا ، أربعة من قريش وسبعة من الأنصار ، وقتل من المشركين بضعة وأربعون رجلا.

وقال في موضع آخر : وكان مع رسول الله و أربعة وأربعون أسيرة ، وكانت القتلى مثل ذلك . ثم روى البيهقي من طريق أبي صالح كاتب الليث ، عن الليث ، عن عقيل ، عن الزهري قال : وكان أول قتيل من المسلمين مهجع مولى عمر ، ورجل من الأنصار ، وقتل يومئذ من المشركين زيادة على سبعين ، وأسر منهم مثل ذلك . قال ورواه ابن وهب ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير . قال البيهقي : وهو الأصح فيما رويناه في عدد من قتل من المشركين وأسر منهم .

ثم استدل على ذلك بما ساقه هو والبخاري أيضا من طريق أبي اسحاق عن البراء بن عازب قال : أمر رسول الله على الرماة يوم أحد عبدالله بن جبير ، فأصابوا منا سبعين ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة ؛ سبعين أسيرة ، وسبعين قتي ” . قلت : والصحيح أن جملة المشركين كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف ، وقد صرح قتادة بأنهم كانوا تسعمائة وخمسين رجلا ، وكأنه أخذه من هذا الذي ذكرناه ، والله أعلم ” .

فيتبين لنا:

  • أولاً :الشهداء من المسلمين أحدى عشر أولهم على الأرجح مهجع مولى عمر بن الخطاب .
  • ثانيًا : القتلى من الكفار على أرجح الأقوال سبعون أبرزهم أبو جهل و أمية بن خلف و عتبة بن ربعة .
  • ثاثًا : الأسرى من الكفار على الأرجح سبعون أبرزهم سهيل بن عمرو و العباس بن عبد المطلب و عقيل بن أبي طالب .

الخاتمة 

قد تبين لنا في هذا المقال تعظيم الله لهذا اليوم حيث أن الله سبحانه وتعالى أعطى هذه المكانةَ لهذه الغزوة فسمَّى يوم بدر: يومَ الفرقان؛ حيث فرَّق به بين الحقِّ فأظهرَه، وبينَ الباطل فخَذَله، وفرَّق بين عهدين؛ عهدِ الصبر والمصابرة والانتظار، وعهدِ الانطلاق ونشر الحق مدعومًا بالقوة وعظَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنِ أهلها، فقال: ((لعلَّ اللهَ اطَّلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم))، بل عظَّم الله شأن الملائكة الذين اشتركوا في بدر، ففي صحيح البخاري: “جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعدُّون أهلَ بدر فيكم؟ قال: ((من أفضل المسلمين)) قال: وكذلك مَن شهد بدرًا من الملائكة” فالهم أجمعنا بأصحاب بدر أجمعين على سرر متقابلين يا أرحم الراحمين وصل الهم على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم.

فيديو مقال المختصر في أولى غزوات سيد البشر

 

أضف تعليقك هنا