الموجة الثالثة من أزمة كورونا تضرب شمال إفريقيا

مما لا شك فيه أن الموجة الأخيرة من الأزمة الصحية التي تضرب حاليا شمال إفريقيا هي الأشد ضررا خصوصا أن عدد الفيروسات المتحورة قد تضاعف فمن الضروري دق ناقوس الخطر و القيام بالتوعية خاصة خلال أيام عيد الأضحى والتي هي فرصة للتلاقي والتقارب بين مختلف فئات المجتمع لذلك كلنا مسؤولون أمام هذه الأزمة فيجب التكاثف و الصبر و تغيير العقليات ، أي و بمجرد إحساسك بأحد الأعراض التالية : حمى، ألم في المفاصل، إسهال، سيلان الأنف، سعال، ضيق في التنفس، ألم في الرأس، وفقدان الذوق، يجب فورا عزل نفسك لمدة لا تقل عن ثمانية أيام للعلم أن الأعراض تختلف من شخص لآخر و هناك من يحمل الفيروس دون أعراض.

موجة جديدة من أزمة كورونا تضرب البلاد

قد حذر المعهد الوطني للصحة العمومية و هو مؤسسة علمية تابع لوزارة الصحة الجزائرية في تقريره الصادر بتاريخ 5 جويلية 2021 أن هذه الفترة من الأزمة هي الأشد قوة من سابقيها، حيث أظهرت مختلف تقارير هذا المعهد بأن حالات الإصابة خلال الفترة من 28 جوان إلى غاية 5 جويلية قد إرتفعت بنسبة تتراوح بين 100 إلى 200 بالمائة أي أن الأرقام تضاعفت خلال هذه الفترة وهذه الأرقام هي للحالات المؤكدة أي الأرقام الحقيقة هي أكثر من هذا بكثير خصوصا أن الجزائر لا تطبق حملة حقيقة للكشف عن الفيروس حيث تشير الأرقام إلى إجراء حوالي 5000 إلى 8000 فحص PCR في اليوم وهو رقم ضعيف جدا مقارنة بتعداد السكان.
إثر غياب أرقام حقيقية و من خلال ما نلاحظه من نسبة الوفيات المسجلة مؤخرا لابد أن نقر و نعترف بأننا نمر بأزمة حقيقة يجب على كل مواطن التحلي باليقظة الضرورية و الإلتزام بالتباعد الإجتماعي و إرتداء الكمامات في الأماكن العمومية و الأماكن المغلقة.

الإجراءات والتدابير اللازم إتخاذها للخروج من الأزمة بأقل الأضرار

يجب على الحكومة الجزائرية تحمل مسؤولياتها و ذلك بالتصريح بالأرقام الحقيقية أولا، لتوعية الشعب بالخطر الحالي و لتبتعد عن البحث على البريستيج من أجل المظهر الخارجي و لتهتم بالشأن الداخلي و خاصة أن الأزمة الصحية الحالية قد ظهرت بوادرها منذ ماي الفارط حيث كان عدد الأشخاص الذين تم تسجيل دخولهم إلى المستشفيات فاق 3000 حالة في نهاية جوان مقارنة ب 1000 حالة خلال شهر ماي المنصرم.
يجب أيضا القيام بحملة تلقيح حقيقة بداية من الأشخاص المعرضون للخطر من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة و في نفس الوقت القيام بحملة فحوصات PCR حقيقة و ذلك للكشف عن بؤر الإصابات.

تكثيف حملات التوعية و العمل مع الجهات الصحية

التحلي بالشجاعة اللازمة وذلك باتخاذ إجراءات وقائية احترازية كالحجز الصحي وعدم التساهل في تطبيقها و يجب خاصة الأخذ برأي المؤسسات العلمية و الصحية و الإبتعاد عن القرارات السياسية فهذه أزمة صحية لا يجب أن تدار سياسيا.
في الختام لابد من حملات التوعية من اجل الخروج باقل الاضرار من هذه الازمة كما لابد من تكاثف الجهود و العمل جنبا الى جنب مع المصالح الصحية المختصة للحصول على خروج سلس من هذا النفق المظلم الذي نواجهه
“نسأل الله عز وجل أن يرفع عنا هذا البلاء و يوفقنا لما فيه الخير للبلاد و العباد”.

بقلم: نبيل بن قرين

 

أضف تعليقك هنا