تلخيص كتاب الكاتب السوري فراس السواح دين الإنسان (بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني) الجزء الأول

يشرح فراس السواح في مقدمة كتابه الظاهرة الدينية عند نوع من الأحياء معروف باسم الإنسان العاقل ويعرض السواح لمكانة الدين وأنه ليس مرحلة منقضية من تاريخ الفكر الإنساني بل هي سمة متأصلة في هذا الفكر، ويعرض لنا السواح تمييز وليم جيمس بين نوعين من المحاكمة في دراسة الظاهرة الدينية :

  • النوع الأول محاكمة وجود (طبيعة موضوع الدين بمعنى أصله وتاريخه ) وهي موضوعية لا تعتمد معايير موضوعة مسبقا
  • النوع الثاني محاكمة قيمة (أهمية هذا الدين وما جدواه؟) ذاتية تعتمد معايير يقوم الكاتب بتبنيها مسبقا بمعنى يبنيها على افتراض سابق.

ومن ثم يرى جيمس أننا لا يمكن أن نشتق الأول من الثاني وذلك لاستقلالهما التام عن بعضهما و ان مواقفهما الفكرية مختلفة .وقد عرض لنا السواح وجهة نظر وليم جيمس حتى يبين لنا أنه اعتمد في كتابه محاكمة الوجود ولم يعتمد محاكمة القيمة، فهو يحاول أن يتبين الظاهرة الدينية عن طريق وصفها وصفا دقيقا و من ثم عزلها عن الظواهر المحيطة بها بمعنى ما هو الدين؟

منهج السواح في تأليف كتابه

و قد اتبع السواح في بحثه المنهج الفينومينولوجي الظاهراتي والتي هي طريقة وصفية تبتعد عن النظريات الفلسفية وتحاول تفسير الظاهرة كما تبدو للتجربة المباشرة فالمفينومينولوجيا الدينية تطبق طرائق الفينومينولوجيا على دراسة تاريخ الدين بمعنى أن تكون وسطا بين الفلسفة والتاريخ و تطرح منهج بحث علمي لا فلسفة تقليدية ينقسم الكتاب الى سبعة أجزاء و في كل باب عدة أجزاء.

أجزاء الكتاب وتقسيماته

ما هو الدين يسأل فراس السواح هل يمكن أن نعتبر الشيوعيين أو القوميين أو الليبرالية دينا بمعنى الأيديولوجيات السياسية التي تدافع عن أيديولوجيتها بكل قوتها فهل هذا الدفاع هو دفاع عن دين فما الفرق بين ما نسميه أديان وبين الليبراليه والقومية والشيوعية، و من ثم فبعد عصر التنوير بدأ علماء الاجتماع والفلاسفة وعلماء النفس بدأوا ينظرون للدين على أنه مرحله بدأت وانتهت وقسموا العصور الى أربعة مراحل عصر السحر ثم عصر الدين ثم عصر الفلسفة وثم انتهى عصر التنوير بعصر العلم التجريبي.

وكثير من العلماء كانوا يوافقون على هذه القسمة وما يلمح له فراس السواح هل هذا التقسيم صحيح بمعنى أن عصر الدين كان مرحلة تاريخية فقط.. لا يوافق على ذلك فراس السواح انما يقول أن علماء العصر العشرين يقرون أن الدين لم ينتهي وبدأوا يعرفون قيمة الدين مرة أخرى يقول:  “يبدوا أن علماء اليوم يظهرون تواضعا أكثر من سابقيهم”

تعريف الدين

  • هربرت سبنسر الدين هو الاعتقاد بالحضور الفائق لشيء غامض وعصي على الفهم شيء لا تستطيع تفسيره تفسيرا سهلا.
  • شلايرماخر الدين هو شعور باللانهائي واختباره له فاللانهائي هو وحدة وتكامل العالم المدرك وهذه الوحدة لا تواجه الحواس كموضوع انما تتبنى المشاعر الداخليه وعندما تنتقل هذه المشاعر الى حيز التأملات فهي تنشأ فكرة الله في الذهن والخيال الفردي هو الذي يسير بفكرة الله.
  • جيمس فريزر ان صياغة تعريف واحد للدين هو أمر غير ممكن التحقيق ومن هنا فكل ما يستطيعه الباحث هو أن يحدد بدقة ما تعنيه كلمة الدين ثم يعمل على استخدام الكلمة بالمعنى الذي حدده له منذ البداية وعليه فنحن نعني بكلمة الدين على أنه عملية استرضاء وطلب عون قوة أعلى من الانسان تنطوي على عنصرين عملي وتطبيقي ولا يصح الدين دون هذين العنصرين بمعنى طقوس واعتقادات فمن لديه فقط اعتقادات بلا طقوس فلا يمكن أن يسمى دينا والبعض يمارس طقوسا بلا دين او اعتقادات وهذا أيضا لا يمكن.
  • دوركهايم الدين هو نظام متسق من المعتقدات والممارسات التي تدور حول موضوعات مقدسة يجري عزلها عن الوسط الدنيوي وتحاط بشتى أنواع التحريم ومن ثم تجتمع بجماعة تدور حول الكنيسة بمعنى معبد وهذا من أجل تطبيق الدين على أرض الواقع.

تبديات الظاهرة الدينية ومراحلها

الظاهرة الدينية تمر بثلاث مراحل

الدين الفردي

يبدأ مع الفرد ثم ينتقل للجماعة ثم الجماعة تشكل مؤسسة دينية وفي الدين الفردي يكون الانسان متدين بشكل كبير بحيث تدور حياته كلها حول الدين وهؤلاء يبدأون بعزل نفسهم عن المجتمع ويقوون خبرتهم الدينيه وبعد ذلك يبدأ بإنشاء مفهوم بالدين ومن ثم يظهر للمجتمع ويظهر أفكاره للمجتمع.

يقول سواح: ” ان هروب الفرد من خبرته الدينية المنعزلة الى الجماعة أو جذب الجماعة الى تجربته عوضا عن ذلك هو الذي يخلق ما أسميته بالدين الجمعي وهو التبدي الثاني للظاهرة الدينية”.

الدين الجمعي

حيث ينقل الأفراد خبراتهم الى بعضهم البعض من خلال اللغه فيتشكل المعتقد وهو الحجر الأساس الذي تقوم عليه فكرة الدين الجمعي ومع المعتقد يظهر الطقس المنظم وهو أقوى أشكال التعبير عن الخبرة الدينية ومن ثم تظهر الأسطوره فهي توضح وتجذر الإعتقاد.

المؤسسة الدينية

تأخذ ملامح المؤسسة الدينية بالتوضح خلال المرحلة الانتقالية بين المجتمعات القروية والمجتمعات المدينية الأولى فالمؤسسة الدينية هي كيان مصطنع مفروض على الحياة الدينية وظهورها وتطورها كان مرهونا بظروف تعقد الحياة الاجتماعية ولم تكن يوما من الأيام عنصرا لا غنى عنه لدين الناس.

حيث يوضح سواح أن الدين الذي يصفه هنا هو التعبير الجمعي عن الخبرة الدينية الفردي والتي تم ترشيدها من خلال قوالب فكرية وطقسية وأدبية ثابته تتمتع بطاقة ايحائية عاليه بالنسبة للجماعة، والقوالب هي المعتقد، الطقس، الأسطوره وهو يعتبرها المكونات الأساسية للدين.

المكونات الأساسية للدين

ان معتقدات الأديان القديمة لم يكن لها بداية وأنها متأصلة في الانسان بمعنى أن أول ما ظهر الانسان ظهرت معه المعتقدات الدينية فالانسان لم يكن ناضج في المراحل البدائية فكريا ولكنه بدأ ينضج في الألف الأول قبل الميلاد الفتره التي خرج فيها الأنبياء والفلاسفة اليونانيون القدماء.

يرى أن الأفكار وحدها في الأديان لا تكفي بل يجب أن تكون في إطار منظم وممارسات فالأفكار مكانها الكتب ولكن المهم هي الطقوس التي نمارسها في حياتنا اليوميه مثلا تحية العلم التي تعني الإخلاص للوطن أو عندما يموت الأشخاص نضع الزهور على القبور تعبيرا عن الحزن والحب ويستشهد بأدولف هتلر بأنه كان يدخل الكثير من الطقوس ليعزز فكرة الشعب المختار الذي كان معتقدا فيها.

وهذه الأمثله ليثبت أن الطقوس من الأسس التي تقوم عليها الأديان أما الأسطوره فهي شكل من أشكال الأدب الرفيع وهي قصة تقليدية بالنسبة للمجتمع الذي كان يعيش فيه الناس المؤمنون بالأسطوره وهي حدث ذي حضور دائم وتتميز موضوعاتها بالجدية والشمولية وتدور حول المسائل الكبرى مثل الخلق والتكوين والعالم الآخر والموت ولا يعرف للأسطوره مؤلف معين ولها سلطة على عقول الناس فالأسطوره حكاية مقدسه مؤيده بسلطان له إلهامه ومؤثر على العقول.

وتساعد الأسطوره الانسان على التفكير وتقدم مفهوم خلق الاله للكون فالانسان لا يعرف أن يفكر في الفراغ انما يجب أن يكون هنالك ما يفكر فيه وجاءت الأسطوره لتعطيه هذه الفكره، ومن ثم يجب التفريق بين الاساطير الدينية وغير الدينية فالاساطير الدينية تهتم بتفسير الدين ومنها ما هو متعلق بالحياة الاجتماعية والأخلاقية والسياسية، ومن ثم هنالك أديان كامله شرحت الأساطير.

الفرق بيت الدين والأخلاق

الدين والأخلاق هما مفهومان متشابهان ولكن لو دققنا الفكر نجد أن هنالك فرق كبير بين الدين والأخلاق وهنالك أديان ليس لها علاقة بالأخلاق البته مثل يهوه اله اليهود متناقض من الناحية الأخلاقية فيأمر بالأخلاق ولا يلتزم هو نفسه بها فهو أبعد ما يكون عن الحس الأخلاقي يقول فراس السواح أن الدين الإسلامي هو دين أخلاقي منذ بدايته وشغلت الوصايا الأخلاقية الجزء الأكبر في أحاديث الرسول، أما الهندوس ينظمون الأخلاق في فكرة التناسخ.

يتكلم السواح سبب نشوء فلسفة الأخلاق عند الاغريق فزيوس لم يأمر بمكارم الأخلاق بمعنى أنهم ليس عندهم في الدين أي أوامر أخلاقيه فاضطروا أن يؤسسوا فلسفة الأخلاق.

اذا التبدي الجمعي للظاهرة الدينية يتكون من معتقد وطقس واسطورة وهي العناصر الرئيسية أما الأخلاق والشرائع فهي عناصر ثانوية تتصل بالدين في سياقه التاريخي وليست من صلبه.

من العبادة إلى الدين الشمولي

الفرق بين الديانات القديمه التي كانت تؤمن بأن القوة بالكون ولم تعتقد بالإله المشخص الذي يتحكم بالكون ويصدر الأوامر فهنالك فرق بين الأديان القديمة والشمولية فالأديان القديمة تعتمد على العبادة ويمكن أن يتنقل الشخص بين دين وآخر حسب ما يريد وحسب هواه ويبقى دين القوم فيها بمثابة رابطة عامه تجمع أهل الثقافة الواحدة دون أن تكون له الأولوية على العبادات المحلية.

الى أن ظهرت في التاريخ ظاهرة جديدة هي ظاهرة الدين الشمولي وهو في منشئه عبادة كالعبادات الأخرى لكنه طموح أكثر فهو يفرض نفسه على بقية العبادات ويستولي على الحياة الدينية للثقافة التي ينتمي اليها ويعمم تجربته الروحية على الثقافات الأخرى ولا تهمه الحواجز مؤلف معين ولها سلطة على عقول الناس فالأسطوره حكاية مقدسه مؤيده بسلطان له إلهامه ومؤثر على العقول.

وتساعد الأسطوره الانسان على التفكير وتقدم مفهوم خلق الاله للكون فالانسان لا يعرف أن يفكر في الفراغ انما يجب أن يكون هنالك ما يفكر فيه وجاءت الأسطوره لتعطيه هذه الفكره، ومن ثم يجب التفريق بين الاساطير الدينية وغير الدينية فالاساطير الدينية تهتم بتفسير الدين ومنها ما هو متعلق بالحياة الاجتماعية والأخلاقية والسياسية، ومن ثم هنالك أديان كامله شرحت الأساطير.

من العبادة الى الدين الشمولي

الفرق بين الديانات القديمه التي كانت تؤمن بأن القوة بالكون ولم تعتقد بالإله المشخص الذي يتحكم بالكون ويصدر الأوامر فهنالك فرق بين الأديان القديمة والشمولية فالأديان القديمة تعتمد على العبادة ويمكن أن يتنقل الشخص بين دين وآخر حسب ما يريد وحسب هواه.

ويبقى دين القوم فيها بمثابة رابطة عامه تجمع أهل الثقافة الواحدة دون أن تكون له الأولوية على العبادات المحلية الى أن ظهرت في التاريخ ظاهرة جديدة هي ظاهرة الدين الشمولي وهو في منشئه عبادة كالعبادات الأخرى لكنه طموح أكثر فهو يفرض نفسه على بقية العبادات ويستولي على الحياة الدينية للثقافة التي ينتمي اليها ويعمم تجربته الروحية على الثقافات الأخرى ولا تهمه الحواجز

مؤلف معين ولها سلطة على عقول الناس فالأسطوره حكاية مقدسه مؤيده بسلطان له إلهامه ومؤثر على العقول.وتساعد الأسطوره الانسان على التفكير وتقدم مفهوم خلق الاله للكون فالانسان لا يعرف أن يفكر في الفراغ انما يجب أن يكون هنالك ما يفكر فيه وجاءت الأسطوره لتعطيه هذه الفكره، ومن ثم يجب التفريق بين الاساطير الدينية وغير الدينية فالاساطير الدينية تهتم بتفسير الدين ومنها ما هو متعلق بالحياة الاجتماعية والأخلاقية والسياسية، ومن ثم هنالك أديان كامله شرحت الأساطير.

 

فيديو مقال تلخيص كتاب الكاتب السوري فراس السواح دين الإنسان (بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني) الجزء الأول

 

 

أضف تعليقك هنا