قصة لوحة (2)..ساقية الحليب

ساقية الحليب أو خادمة الحليب أو خادمة المطبخ (The milkmaid) هي لوحة زيتية للرسام الهولندي الشهير  يوهانس فيرمير..اللوحة عبارة عن تحفة فنية ينقلنا بها يوهانس إلى عالم العصر الباروكي (مصطلح يطلق على أشكال كثيرة من الفن الذي ساد غربي أوروبا وأمريكا اللاتينية. وعصر الباروك بشكل عام هو الفترة الممتدة من أواخر القرن السادس عشر وحتى أوائل القرن الثامن عشر من تاريخ أوروبا).

لمحة عن الرسام يوهانس فيرمير

ولد يوهانس فيرمير في شهر أكتوبر من عام 1632 وتوفي في شهر ديسمبر عام 1675..  رسام هولندي من العصر الباروكي تخصص في المشاهد الداخلية لحياة الطبقة الوسطى.  خلال حياته، أنتج عددًا قليلاً نسبيًا من اللوحات ومن الواضح أنه لم يكن ثريًا، تاركاً زوجته وأطفاله في الديون عند وفاته.

وصف اللوحة

  • العنوان: ساقية أو خادمة الحليب
  • الرسام: يوهانس فيرمير
  • تاريخ الإنشاء: تقريباً عام 1658م
  • النوع: زيت على قماش
  • القياسات:
  • الإرتفاع 45.5 سم × العرض 41 سم

تفاصيل اللوحة

هي واحدة من أشهر لوحات فيرمير.  في هذا العمل، يلتقط مشهداً من الحياة اليومية كعادته. ولكن هذه المرة اختلف العمل عن سابقه حيث إعتدنا من الفنان فيرمير ​​رسم سيدة شابة راقية وأنيقة بينما نرى في هذا العمل رسم خادمة قوية واقفة في المطبخ، تسكب الحليب بتركيز في وعاء معد لذلك. العديد من النقاد يستفسر لماذا قام فيرمير برسم عاملة المطبخ في العمل؟

هل يوجد في اللوحة رمزية؟

هل هذا في الواقع مشهد يومي، أم أنه ينطوي على أهمية رمزية أعمق؟  هناك العديد من التفسيرات المختلفة.  يرى البعض في الخادمة نموذجًا للفضيلة، في ضوء تركيزها الدقيق على واجباتها المنزلية، بينما الآخرون يرون أنه تقليد كان منتشراً بين الفنانين في تلك المرحلة برسم الخدم أو الذين يعملون بالوظائف المتدنية في المجتمع.تُظهر اللوحة خادمة الحليب ، وهي امرأة تحلب الأبقار وتصنع منه منتجات الألبان مثل الزبدة والجبن،  تصب الحليب بعناية في وعاء خزفي على طاولة في غرفة عادية.

بدأت الخادمات العمل فقط في الإسطبلات قبل أن تستأجرهم المنازل الكبيرة للقيام بالأعمال المنزلية أيضًا بدلاً من توظيف المزيد من الخادمات.  يوجد أيضًا على الطاولة أمام الخادمة أنواع مختلفة من الخبز. تبدوا العاملة امرأة شابة متينة وترتدي قبعة ناعمة من الكتان ومئزرًا أزرق وأكمام عمل مرفوعة على ساعدين سمينين.  يتدفق الضوء الشديد من النافذة على الجانب الأيسر من اللوحة. اللوحة خادعة بشكل مذهل، فهي لا تنقل التفاصيل فحسب، بل الإحساس بثقل المرأة والطاولة.

ويبدو أن كمية الخبز الكبيرة على الطاولة تشير إلى أن خادمة المطبخ مشغولة بإعداد الخبز والحليب.نجح فيرمير في إحياء تأثير ضوء الشمس وهو يتدلى فوق الأشياء. استخدم الفرشاة والنقاط الصغيرة، وهي تقريباً تقنية تنقيطية انطباعية لرسم المناطق التي يمر من خلالها ضوء الشمس. كما يخلق ضوء النهار الساطع عبر النافذة تبايناً واضحاً بين الظلام والضوء. أظهر فيرمير ذراع المرأة الأيمن بشكل واضح من خلال تسليط الضوء عليها ووضع لون داكن خلفها.

الإبداع في اللوحة

للوهلة الأولى، يبدو لك أن الجدار فارغًا تمامًا. ولكن إذا نظرت عن كثب، سترى أن اللوحة قد أضيف عليها العديد من التفاصيل في خلفيتها. هناك العديد من الثقوب في الجدار على يمين رأس الخادمة، تظهر وجود مسامير تم نزعها ومسامير أخرى لا زالت باقية. وضع  فيرمير المسامير على الحائط في الأصل لإبراز جسماً مستطيلاً.

ربما خريطة أو صورة تذكارية.  قرر في النهاية إزالة هذا الجزء من اللوحة، والهدف من ذلك هو خلق فراغ كبير في اللوحة وعدم وضع أجزاء تصويرية كثيرة فيها وذلك للتركيز بشكل كامل على خادمة المطبخ دون غيرها.اللوحة معروضة حالياً في متحف ريكز بمدينة أمستردام، هولندا والتي تعتبر بلا شك أحد أفضل المعروضات بالمتحف.

فيديو مقال قصة لوحة (2)..ساقية الحليب

 

أضف تعليقك هنا