هل حقاً عدو المرأة هو المرأة؟

بقلم: بثينة العسال

هل حقا عدو المرأة هو المرأة أم أنه مجرد معتقد من المعتقدات الخاطئة التي ربانا عليها هذا المجتمع الذي لايقدر المرآة بالأساس…؟ لطالما طرحت على نفسي هذا السؤال لأجد الإجابة دون الحاجة لبحث فلسفي معمق ، وجدته في شوارع مدينتي في محلات العطور والملابس النسائية  في المقاهي والحمامات وفي صفحات الفيسبوك ..وجدت المرأة تتخبط من أجل بنات جنسها ..تساعدهم بكل ما أوتيت من نبل ..تدافع عنهن ..تواسيهن ..تمدهن بالقوة ولو ب ” لستن وحدكن “.

كم من امرأة وصفت امرأة أخرى بأنها جميلة!

لا استطيع عد المرات التي سمعت فيها من امرآة  لا اعرفها في الشارع ” الهي كم انت جميلة ” ، اذكر يوما كنت  فيه مكسورة من رجل لم يقدر قيمتي شاردة و انا أحاول صف سيارتي لتناديني امرأة جميلة رفقة زوجها من سيارتهم الفخمة ” يافتاة ، انت جميلة جدا ” لا استطيع ان اصف  كم اسعدتني وكآنها مدتني برسالة من السماء ” انت جميلة جدا فلماذا تكترثين  لاحمق لم يعرف قيمتك؟”.

لماذا تعشق النساء المنافسة؟

لا انكر اننا كنساء نعشق المنافسة وتختلف درجة عشقنا هذا من واحدة لاخرى ، فمنا المهووسة ومنا التي لا تكترث لكن هذا لا يعني اننا في حرب ، لم نخلق لنعادي بعض ولا لنحارب بعض ..خلقنا لنتوحد ضد هذا المجتمع الذي يحجمنا ويحجم احلامنا ، لنحارب من يختصرنا في مطبخ وقسم الولادة ..نعم وجدنا في هذا العالم لنعطي الحياة لكن ليس لنصبح ماكينات ولادة ..وجدنا في هذا العالم لنتآلق ، لنعمل لنرتقي لنحقق ذواتنا ، ولندافع عن بعضنا ..هذه قضيتنا ..وهذا الدافع وراء وجودنا.

لماذا زرع المجتمع الفتنة بين النساء؟

لذا فمصطلح ” عدو المرآة هو المرآة ” ليس الا معتقد زرعه فينا هذا المجتمع الذكوري ليشغلنا عن قضيتنا ..وليضربننا ببعض ..لآنه يخشى توحدنا ..حقا يخشى الرجل الشرقي ان تتوحد النساء فتنقلب عليه زوجته التي اغرقها بالأطفال وراح يخونها مع امرآة أخرى تعتقد بانه رجل مطلق ، يخشى ان تنفتح المرآة على مجالات جديدة فتنافسه في عمله الذي يشتكي طوال عمره من صعوبته ..ليفقد كل المبررات الذي يبتز بها النساء الموجودات بحياته ..امه ، اخته ، زوجته اوعشيقته.

لماذا تبقى المرأة العقدة الأولى في المجتمع؟

تقول الكبيرة نوال السعدواي : ” لا تزال العقدة الأولى لهذا المجتمع هي المرآة يخاف منها ويدعي انه يخاف عليها” وهذا بالضبط ما يختصر كلامي ..فالمجتمع الذكوري يحارب المرآة بطرقه العديدة فقط لانه يخاف منها ..فلو كانت المرآة حقا ضعيفة لما حوربت بهذه الشراسة و لو كانت المرآة حقا لاتساوي الرجل في شيء لما وجد اللذة في سحقها بمعتقدات وتخاريف لا أساس لها من الصحة ، لذا فعدو المرآة  ليس المرآة بل هو الرجل المتزمت الذي يهابها في صمت ويحاربها في جهر . هو ذلك المريض النفسي الذي يختبء خلف معتقادته الفاشلة ويحاول اقناع من حوله بها فقط لانه يخشى ان تنافسه امرآة .

بقلم: بثينة العسال

 

أضف تعليقك هنا