القيادة التحررية

المقدمة

نحن الآن نعيش في عصر العولمة والسرعة التكنولوجية، كل شيء حولنا أسرع ينتقل من أقصى الأرض لأقصاها الآخر في وقت زمني قصير، فنجد أنفسنا أمام مستجدات وتطورات كثيرة تحتاج منا دراسات وفحص وتمعن كثير، حتى نستطيع أن نصل إلى درجة الفهم المطلوبة لأي مستجد في الحياة قبل الخوض في تفاصيله.

من هذه المستجدات التي تتطور تباعا، القيادة وأنماطها والأدوار التي تقوم بها في مختلف مجالات الحياة، سواء في العمل الإداري أو التربوي وبأي مجال مهني آخر.

منذ القرن العشرين بدأت أنواع وأنماط قيادية كثير بالظهور على الساحة العامة سواء ساحة العمل الإداري أو التربوي، كثير من هذه الأنماط يتطلب منا دراسة كافية وشاملة حتى نستطيع أن نصل لمستوى ثقافي مرضي بداية حول فهمنا لمعنى النمط القيادي نفسه وما هي حيثياته.

وهذا الأمر يتطلب جهدا كبيرا خاصة إن كان رواد هذه الأنماط من مجتمعات مختلفة لها ثقافة معينة وخصائص معينة وسمات تربطهم ببيئاتهم التي تختلف عن بيئات أخرى أو يكون من الصعب تنفيذها فيها في مجتمعات مختلفة، وبالتالي تواجه صعوبة كبيرة في نشر ثقافة هذا النمط في المجتمعات المختلفة.

ومن خلال البحث فإن القيادة التحررية هي أحد الأنماط المستحدثة التي ظهرت حديثا، مجتمعات قليلة تداولت ثقافة القيادة التحررية فهي لم تنتشر في كثير من المجتمعات وغير أن العديد من المجتمعات التي طبق بها نمط القيادة التحرري كان صعب جدا في التنفيذ وصعب أيضا في الحصول على النتائج المتوقعة.

تعريف القيادة التحررية

أولا وقبل التعريف لابد من التوضيح أنه في تداول التعريف هناك أكثر من مصطلح له نفس المعنى ففي دراسة واحدة قد نرى أكثر من مصطلح لها مثل: القيادة التحررية، القيادة المحررة، نموذج الشكل F، القيادة الحرة.

وقبل التعريج على أي تعريف من باحثين أجانب فقد وقع تحت يدي تعريف للقائد التحرري، وفي هذا التعريف قد جمع الكاتب في المعنى بين القيادة التحررية والفوضوية، وقد عرف (سويدان وهواري: 2019) القائد التحرري بأنه ” القائد الذي يدع أعضاء الجماعة يحددون أهدافهم، وينظمون أنفسهم، فهو على الحياد، ولا يشارك إلا بالحد الأدنى”.

وفي تعريف آخر فهو “الشخص الذي يطور ويدعم الأفراد والفرق، والذي يحرر الموظفين؛ لتحمل المسؤولية ويقود بالقدوة؛ لذلك يجب تطبيق هذا النمط الجديد جذريًا للقيادة بشكل صحيح من خلال المنظمة، وتسخير مهارات ومواهب جميع الموظفين وتعزيز التحسين المستمر”. (David:1998).

من المحتمل جدًا أن يكون المنظر والممارس الأكثر تأثيرًا في “تحرير”  القيادة على مدار الستين عامًا الماضية هو وارين بنيس، الباحث الأمريكي والمستشار التنظيمي والمؤلف، ورجل يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره رائدًا في مجال دراسات القيادة المعاصرة، وتوفي في عام 2014. (Smith:2016).

وفي التعريف عن القيادة التحررية نقلا عن (رشوان:2010) بأنه ” في هذا النمط من القيادة تتصرف الجماعة معتمدة على نفسها، فهي غير موجهة، وتركز القيادة الحرة على اهتمامها على حرية العامل في أداء العمل والتصرف والحركة، وممارسة النشاط، وتحديد المهام…. وفي ظل هذا النموذج يتجه القائد إلى تفويض السلطة لمرؤوسيه على أوسع نطاق، وميله إلى إسناد الواجبات إليهم بطريقة عامة، وغير محددة”.

وفي تعريف آخر للقيادة التحررية فهي ” القيادة التي تقوم على أساس عدم التدخل في المجريات وتترك للمرؤوسين حرية اتخاذ القرار دون قيود تفرض على المرؤوسين” (حليتيم:2016).

أما (عبدالله:2016) عرف القيادة التحررية بأنها “القيادة التي تركز اهتمامها على شخصية المرؤوس وتطلق له الحرية في العمل ويعبر عنها بالقيادة المتساهلة وهي تعبر عن النمط الذي تخول فيه سلطة صنع القرار للمجموعة ويكتفي القائد بإعطاء إرشادات وتوجيهات وبعد ذلك يتدخل عندما يطلب منه فقط”.

وقد عرف النموذج F على أنه شكل تنظيمي يسمح للموظفين بالحرية الكاملة والمسؤولية لاتخاذ الإجراءات التي يقررون أنها الأفضل.

خصائص القيادة التحررية (قابوش:2016)

أما مراجع أخرى فقد طرحت بعض الخصائص للقيادة التحررية، رغم ندرة المراجع التي تحدثت عن هذا النمط القيادي، وتلخصت الخصائص في عدة نقاط كالتالي:

  • العمل بسياسة ” الباب المفتوح” في الاتصالات.
  • تنمية إبداع و قدرات الموظفين.
  • ضعف العلاقات القائمة بين الأفراد وانحسار سبل الاتصالات الفاعلة بينهم.
  • تفويض السلطة للموظفين على أكبر قدر ممكن.
  • عدم التدخل في الأعمال التي تناط بالأفراد إلا في حدود ضيقة جدا.
  • نقص التماسك وانعدام الروح الاجتماعية بينهم وهبوط الروح المعنوية وعدم الثقة والتعاون في إنجاز المهام والأنشطة المطلوبة.
  • الدعوة إلى مبدأ “الحرية الكاملة للعاملين.

أهم الخصائص المميزة لأسلوب القيادة الحرة

وفي مراجع أخرى ورد عن أهم الخصائص المميزة لأسلوب القيادة الحرة، التي كشفت عنها الدراسات التطبيقية الآتي: (موقع مقاتل)

  •  اتجاه القائد إلى إعطاء أكبر قدر من الحرية لمرؤوسيه، لممارسة نشاطاتهم، وإصدار القرارات، وإتباع الإجراءات، التي يرونها ملائمة لإنجاز العمل.
  •  إعطاء الحرية للمرؤوسين، لتحديد أهدافهم في نطاق الأهداف العامة والوسائل لتحقيقها.
  •  تفويض السلطة لمرؤوسيه، على أوسع نطاق، وميله إلى إسناد الواجبات إليهم، بطريقة عامة وغير محددة.
  •  يرى القائد أن دوره هو تسهيل أعمال المرؤوسين، وذلك بإمدادهم بالمعلومات، والعمل كمركز ارتباط مع المحيط الخارجي للمنظمة.
  • إتباع القائد سياسة الباب المفتوح، في اتصال المرؤوسين به، ولا يعني هذا استعداده للاستماع إلى مشاكلهم وتفهمها وعلاجها، وإنما إعطاء التوجيهات والتعليمات العامة بشأنها، تاركا لمرؤوسيه حرية التصرف حيالها، على ضوء تجربتهم في العمل.

ما هو دور القيادة في هذا النمط؟

4)   إن دور القيادة في هذا النمط دور سلبي، يصل إلى أدنى درجة من الاهتمام، في أنشطة التنظيم الذي تقوده، في حين يبلغ دور المرؤوس أقصى درجة من الحرية، في مباشرته لعمله، ولذلك تبدو المجموعة العاملة في ظل هذه القيادة وكأنها تتجاهل وجود القائد تقريبا، بالطريقة التي تتجاهل فيها القيادة الأوتوقراطية المجموعة العاملة في ظلها.

5)   قد يظن بعض الناس إن لهذا الأسلوب أثرا طيبا في نفوس المرؤوسين، حيث تكون لهم حرية العمل، غير أن الدراسات العملية أثبتت غير ذلك، فقد أجرى عدد من الخبراء دراسة تجريبية توضح أثر المناخ الاجتماعي على السلوك العدواني، وكشفت الدراسة عن عظم النزعة العدوانية، في التنظيمات التي تأخذ بالأسلوب الفوضوي، وسبب ذلك أن الأفراد يشعرون بأنهم محرومون مما يطمحون إليه من الشعور بالأمن.

مهام القادة المحررين

بعد الحديث عن القيادة التحررية نفسها، ينبغي الآن أن نطرق باب الحديث عن القائد المحرر أو المتحرر، وعن مهام القادة المحررون فهي:

  • يخلقون بيئة للمساواة الجوهرية.
  • القادة المحررون يشاركون رؤيتهم العالمية للشركة حتى “يمتلكها” الناس.
  • القادة المحررون يخلقون بيئة ترضي حاجة الناس للنمو.
  • القادة المحررون يخلقون بيئة ترضي حاجة الناس إلى التوجيه الذاتي.
  • قادة التحرير حافظين للثقافة.

مزايا القيادة التحررية (حليتيم:2016)

لأسلوب القيادة التحررية العديد من المزايا شريطة توفر بعض العوامل المساعدة، ومنها:

  • أن يكون المرؤوسين على قدر كبير من المعرفة والخبرة والاختصاص وأن تكون كفاءتهم عالية.
  • أن يحسن القائد اختيار من سيفوض إليه السطلة من بين مجموعة العاملين.
  • يمكن أن يكون هذا الأسلوب فعالا عندما تكون الظروف أو المواقف ملائمة.
  • يكون هذا الأسلوب فعالا في الحالات التالية (وفر درجة عالية من الدافعية للعمل والمهارة والخبرة، وعندما يكون العمل روتيني ومألوف للعاملين).

عيوب القيادة التحررية (حليتيم:2016)

لكل شيء كما يوجد مميزات فيوجد عيوب، وعن عيوب القيادة التحررية فقد تؤدي القيادة الحرة إلى سريان الفوضى وعدم وجود الضبط والنظام في مجموعات العمل، غير ذلك يصاب أعضاء المجموعة بالملل لعدم وجود المنسق والمدير وبالتالي انصرافهم عن العمل إلى اللعب واللهو، كما ويعد هذا النمط من أقل الأنماط من حيث نتائج العمل ولا يبعث على احترام المجموعة لشخصية القائد.

وربما يكون هذا النمط غير فعال في الحالات التالية (في حالة نقص الشعور بالعمل كفريق بين أفراد المجموعة، وعندما تكون الأهداف غير واضحة للمجموعة، في حالة وجود درجة منخفضة من المهارات والمعرفة بين أعضاء المجموعة).

الفرق بين القيادة التحررية والقيادة الفوضوية

ختاما كان لابد بنا أن نصل لهذه النقطة في مقالنا هذا لأن الكثير يخلط بين التعريف في القيادتين حتى تداخل المعاني وقد يشار إلى القيادة التحررية بأنها هي نفس القيادة الفوضوية، وهنا لابد أن نفرق بينهما بشيء مهم للغاية فالفارق الأساسي هو وجود القائد، في القيادة التحررية القائد بعيد كل البعد عن ساحة العمل ويتولى الموظفين أعمالهم كل حسب تكليفه وقد يتابع القائد سير العمل بين فترة وأخرى خلال إجازة أو سفر.

والضابط هنا لسير العمل هو ضبط كل موظف لنفسه ضبطا ذاتيا، أما القيادة الفوضوية فيكون القائد على رأس عمله ويتابع مهامه ولكنه لا يستطيع أن يمارس عمله بالطريقة الصحيحة لفقد سيطرته على الموظفين ولعدم امتلاكه المهارات القيادية في شخصيته وأسلوبه الإداري.

عيوب القيادة التحرري

قائمة بالمراجع المتعلقة بالموضوع

  1. Liberating Leadership How the Initiative-Freeing Radical Organizational Form Has Been Successfully Adopted. Ssaac Getz.(2009). University of California.
  • In reality, built structures are multifunctional: beyond the usage function, they also have historical, aesthetic, social, and other functions. See Donald Preziosi, Architecture, Language and Meaning: The Origins of the Built World and Its Semiotic Organization (The Hague, The Netherlands:

Mouton, 1979.)

  1. For rare examples, see Jeffrey Pfeffer and Robert I. Sutton. The Knowing-Doing Gap: How

Smart Companies Turn Knowledge into Action (Boston, MA: Harvard Business Press, 2000), the

book adopting the Socratic, “epistemic humility” conception of wisdom; Karl E. Weick and

Ted Putnam, “Organizing for Mindfulness: Eastern Wisdom and Western Knowledge,” Journal

of Management Inquiry, 15/3 (2006): 275-287.

  1. Burns, op. cit.; Joanne B. Ciulla, ed., Ethics, the Heart of Leadership (Westport, CT: Praeger,

2004); De Pree (1987), op. cit.; Robert Greenleaf, Servant Leadership (New York, NY: Paulist

Press, 2002); James O’Toole, Leading Change: The Argument for Values-Based Leadership (New

York, NY: Ballantine Books, 1995).

  1. “The Future Workplace,” Management Review (July 1986), pp. 22-25, at p. 23.
  2. 5. See for example Robert J. Sternberg, James C. Kaufman, and Jean E. Pretz, “A Propulsion

Model of Creative Leadership,” Leadership Quarterly, 14/4-5 (August-October 2003): 455-

473; Bass emphasizes leaders’ “originality in problem solving,” Bernard M. Bass, Bass &

Stogdills Handbook of Leadership: Theory, Research, and Managerial Applications, 3rd edition (New

York, NY: Free Press, 1990), p. 87.

  1. Teresa M. Amabile, “A Model of Creativity and Innovation in Organizations,” Research in

Organizational Behavior, 10 (1988): 123-167; Robert J. Sternberg and Todd I. Lubart, Defying

the Crowd: Cultivating Creativity in a Culture of Conformity (New York, NY: Free Press, 1995).

  1. Based on personal interview, September 8, 2008.
  2. The motto opens the book by Jean-François Zobrist, La Belle Histoire de FAVI: Lentreprise qui

Croit que lHomme est Bon (Tome 1: Nos Belles Histoires) [The nice story of FAVI: The company

which believes that man is good (Vol. 1: Our nice stories)] (Paris: Humanisme & Organisations,

2007).

  1. Robert J. Sternberg, “What Is Wisdom and How Can We Develop It?” Annals, AAPSS, 591

(January 2004): 164-174.

  1. Paul B. Baltes and Ute Kunzmann, “The Two Faces of Wisdom: Wisdom as a General

Theory of Knowledge and Judgment about Excellence in Mind and Virtue vs. Wisdom as

Everyday Realization in People and Products,” Human Development, 47 (2004): 290-299, at

  1. 295-296. are from Kolind’s book . 64. Richard E. Nisbett, Kaiping Peng, Incheol Choi, and Ara Norenzayan, “Culture and Systems

of Thought: Holistic versus Analytic Cognition,” Psychological Review, 108 (2001): 291-310.

  1. Ali Stewart and Co. (2021). Liberating Leadership – A Powerful Plan for Leaders And Managers. Recovered from

https://alistewartandco.com/: https://cutt.us/1OwuW.

  1. David, Turner. (1998). Liberating Leadership: A Manager’s Guide to The New Success Leadership. London: The

Industrial Society. Recovered from https://cutt.us/JX5pE

  1. Motivational Leadership. (14 6, 2021). Liberating Leadership. Recovered from https://cutt.us/QajvK
  2. Owner, Paul Thompson. (6 14, 2021). Liberating Leadership. Recovered from Aspirin business: https://cutt.us/IPKhB
  3. Picard, H., & Islam, G. (2020). ‘Free to Do What I Want’? Exploring the ambivalent effects of liberating leadership.

Organization Studies, 41(3), 393-414.

  1. Smith, Donald. (2016). “Liberating” Leadership: Dream Maker. Recovered from ME&A: https://cutt.us/tNZjZ.
  2. Williams, Ian. (2015). The 7 Truths of Liberating Leadership. Recovered from Kairology time for leadership and growth:

https://cutt.us/HdsEm

  • السويدان، طارق و هواري، غياث .(2019)، “مفاهيم وأساسيات القيادة”، شركة الإبداع الفكري
  • رشوان، حسين. (2010)، ” القيادة: دراسة في علم الاجتماع النفسي والإداري والتنظيمي” . الاسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة.
  • حليتيم، وردة. ( ٢٠١٦ ). الأنماط القيادية وأثرها على جودة الخدمة الصحية من وجهة نظر العاملين – دراسة حالة: مستشفى بشير بن ناصر بسكرة (رسالة ماجستير غير منشورة). الجزائر: جامعة محمد خيضر بسكرة.
  • خليفة عبد الرازق، طليبة حكيم، ومعافة أنور. ( ٢٠١٩ ). دور القيادة الإدارية في ترسيخ سلوك المواطنة التنظيمية لدى الموظفين – دراسة حالة: المديرية العملية لاتصالات الجزائر بالوادي (رسالة ماجستير غير منشورة). الجزائر: جامعة الشهيد حمد لخضر – الوادي.
  • السويدان طارق، وهواري غياث. ( ٢٠١٩ ). مفاهيم وأساسيات القيادة (المنهج المتكامل لإعداد القادة – الجزء الأول). الكويت: الإبداع الفكري.
  • عبد لله، عبد الرحيم. ( ٢٠١٦ ). أثر الأنماط القيادية في فاعلية الأداء الوظيفي “دراسة ميدانية على العاملين بالأجهزة الحكومية في منطقة الجوف. مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية – جامعة الشهيد حمة لخضر – الوادي، ع( ١٦) الصفحات ٧- 24.
  • قابوش، عمر.( ٢٠١٦ ). نمط القيادة الإدارية وعلاقته بإدارة الصراع داخل المؤسسة – دراسة ميدانية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية (رسالة ماجستير غير منشورة). الجزائر: جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي.
  • موقع المقاتل، رابط الموقع http://www.moqatel.com

https://cutt.us/aqYtC wikipedia.org

فيديو مقال القيادة التحررية

أضف تعليقك هنا