جهود الشيخ معز الدين سلمان ألاويي الإبورني

الشيخ معز الدين ألاويي

أصبح من ضرورة حرمة العلم والوفاء في هذا العصر، أن يوجد من يعتني بدراسة حياة أعلام الدعوة والثقافة الإسلامية من الماضي إلى الحاضر في بلاد يوربا وما جاورها، ويقدم ما في وسعه من الجهود؛ ليبرز للناس ما في خفاياها من الدرر واللآلي؛ ولينشد أمامهم ما لهم من المكانة والكرامة. ذلك أننا في هذا العصر مبتلون بأولئك السفهاء من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا بل من أواخر للأمة الإسلامية أحب الشيء إليهم أن يلعنوا على الأوائل والسوابق مع احتقارهم والتقليل من شأنهم. مقال يتحدث عن الشيخ معز الدين ألاويي ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن أعلام الرجال من هنا.

أجل، فإن شيخنا معز الدين سلمان ألاويي من الصالحين للذكر ضمن أولئك الأعلام؛ بما تتنور حياته بالأعمال الباهرة والإنجازات الكبيرة، في مجال الدعوة إلى الله ونشر الثقافة العربية والإسلامية في بلاد يوربا وما جاورها. هو ذلك العلامة الشيخ الخطيب المبدع الداعية الكبير أبو يوسف، معز الدين بن سلمان[1] ، بن يوسف ، بن محمود[2] ، بن عتيق. لقبه: ألاويي[3] أو باباليجبو[4] أو الإبورني[5]. ولد في أواخر الخمسينات في بيت العلم والإمامة بأرض إبورن.

مسيرة الشيخ معز الدين ألاويي العلمية

شرع في حالة تعلم علوم الدين في عهد قبل سن التمييز، فإنه مولود في بيت العلم والدين، وبه استأنف أخذه لمبادئ العلوم النافعة في مدرسة جده في إبورن – الذي هو أول شيوخه – الشيخ يوسف ألاويي، ومنه تعلم القراءة والكتابة ومجموعة من المبادئ العلمية. وكان يحضر كل مجالسه ويصحبه في أسفاره الدعوية إلى كثير من البلدان في نيجيريا والدول المجاورة لها.

ثم انتقل إلى والده في لاغوس في أوائل 1975م، ولم يزل يأخذ عنه الدرس حتى قدر الله له اللقاء مع أول مشايخه من غير أولي القربة، وذلك الشيخ عبد الرؤوف أبو بكر، ولازمه سنة ونيفا قبل أن انتقل إلى الشيخ إبراهيم كيهوليري السنمراوي وعنده أكمل المرحلة الابتدائية خلال سنتين تقريبا.

ثم ساقه القدر إلى الالتحاق بمركز التعليم العربي والإسلامي بأغيغي للشيخ آدم عبد الله الإلوري، عام 1978م، فأتم به المرحلة الإعدادية والثانوية. وكان من المشهودين لهم بالإجادة وحسن الإرادة آنذك. فقد حكي أن الإلوري دعى له بالبركة لما بلغه شيء من أخبار خدمات يقدمها الشيخ نحو المركز اختيارا منه بل عن طيب نفسه، كما توسم  فيه رفعة الشأن وعلو الشرف في المستقبل وكان كذلك.

نشاطاته الدعوية:

بدأ الشيخ نشاطاته الدعوية والتربوية من أيام طلبه في المركز، وفيها أسس مدرسة قرب بيته في بشورن بأغيغي يعلم فيها تلاميذه ثم يطلق سراحهم في المستوى المتوسطة ليكملوا المرحلة الإعدادية في مركز شيخه. ولم يزل يجعل في معتقده أن دوام هذه المدرسة لمدة موقتة لقربه من مركز شيخه ولأن أرض الله واسعة. كما يأخذ عنه في بيته حينذك بعض الكبار من الذين يئسوا من الانضمام إلى النظام الكامل لكبر سنهم ولكثرة شواغلهم.

لم يرغب الشيخ بعد تخرجه في المركز بأغيغي خلال الثمانينات في شيء سوى مواصلة خطواته في طلب العلم، بل قصد الالتحاق بالأزهر الشريف؛ ليطور به مستواه العلمية – ذلك من شدة حرصه على العلم – لكن جده منعه عن هذه الرحلة مراعاة للمصلحة الراجحة وهي مصلحة عامة نسبة إلى أسرته؛ لحاجة والده إلى من يسانده في أعمال الأسرة. لكن الجد دعى له بالبركة في علمه وكان دعاء مستجاباً.

التجأ الشيخ بعد أن تبين له عدم الإذن بالسفر العلمي إلى التفكر في ما يتحوّل إليه من الخطوات المتشعبة، ولم يزل على هذه الحالة مع إبداء افتقاره إلى الهداية والتوفيق من الله – عز وجل – حتى استجاب الله دعاءه يوم بعث مربيه الأكبر رسولا إليه ليناديه إلى حضرته في المركز، فطرأ عليه بعد الوصول أن وفدا في رحاب المركز يحتاجون إلى من يواصل بالحركة العلمية والدعوية والتربوية التي كادت أن تموت في جهتهم (حي أتن في ولاية أوغن) بوفاة محركها، وأنه تم تعيينه للمهمة لحسن ظنه فيه، مبينا له أن السفر مع الوفد يكون بعد صلاة الظهر مباشرة.

اكتسب الشيخ من سفره إلى (أتن) فوائد كثيرة فمنها الخبرات الكبيرة في الإدارة والتربية والتأليف والدعوة والوعظ وإصلاح ذات البين، حيث إنه هو المدير والمربي والداعي والواعظ والحَكَم عند النزاع في أتن وما جاورها، ويشاركه في هذا ورفيقه في هذا السفر الشيخ حامد حسين. وفي هذا السفر تم جمعه لمحتويات الطبعة الأولى من كتابه نزهة الواعظين والناصحين[6] من النصوص التي قد سبق له عرضها في مجالسه الوعظية في أنحاء أتن.

ثم أذن له الإلوري بترك أتن بعد أن أوضع بها آثارا طيبة، فانتقل معاليه إلى أيجيبو وألفاها أرضا خصبة للدعوة بما أنها أرض ظهر فيها عبادة الأوثان وسادت عليها الطواغيت والجهل، ولم يبق بها للإسلام إلا بقايا قليلة من الناس، فقد تنصر منهم من تنصر وتوثن من توثن، فذلك في 1986م وما قبله.

تأسيس الشيخ معز الدين ألاويي مركز العلوم العربية الإسلامية

وفي منتصف 1986م أسس الشيخ ذلك المنبع العلمي والدعوي في أيجيبو، أي مركز العلوم العربية الإسلامية، ليكون بها قبلة أخرى للدعوة الإسلامية، لاستقلاله ولما توفر فيه سائر النشاطات الدعوية، ليتعاون مع القبلة الأولى التي هي المسجد العتيق بأيجيبو على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان.[7]

الإنجازات التي حققها مركز العلوم العربية الإسلامية

تغير مجرى التاريخ في أيجيبو بتأسيس هذا المركز، فرجع كثير من المرتدين إلى الإسلام من جديد،[8] وانزجر عدة من المسلمين المنحرفين بجولات الشيخ الوعظية، وتحسن بالمركز وضع التعليم العربي والإسلامي والتحق الطلاب بالجامعات العربية،[9] وارتفع قيمة العلم وشرف أهله ووطأ تربة أيجيبو أعلام الدعوة من داخل نيجيريا وخارجها[10] واتسع صيت أيجيبو شرقا وغربا.[11] وبه أيضا تعدد المسجد الجامع ومصلى العيد وظهر التأليف وتوفرت المساجد[12] وظهرت شعائر الدين الإسلامي في أيجيبو وما جاورها.[13] والعجب كل العجب أن الله حقق كل ذلك علي يدي الشيخ دون الاعتضاد والاستعانة بأحد من الناس إلا بالله – سبحانه وتعالى.[14]

الأعلام الذين خرّجهم مركز العلوم العربية الإسلامية

تخرج في هذا المركز ما لا يعد ولا يحصى من الذين يشار إليهم بالبنان، فمنهم الرحيل الشيخ تاج الدين عبد العزيز أول عميد بالمركز ومؤلف كتاب مبادئ علم الحساب (1995) وأول من استنابه الشيخ في إلقاء خطبة الجمعة والعيد معا، الشيخ سليمان محمد الغزالي حمزة مدير مركز الهدى للتعليم العربي والإسلامي بأييتورو ومؤلف كتاب التعريف (1995)، الشيخ ذو نورين صلاح الدين رئيس وحدة المتخرجين بالمركز ونائب إمام مسجد أرض أيوبو، الشيخ مختار محمد الأول المرشد العام لعلماء أوتا، الشيخ عبد الله صديق ألالايي عميد المركز ومدير مركز بدر السعادة في إلوبو، الشيخ زين العابدين صلاح الدين رئيس لجنة الامتحانات بالمركز، الشيخ عبد الحميد كيهوليري ألاويي نائب عميد المركز، الشيخ عبد اليقين محمود خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومدير مركز النور بأوكوأفو، الدكتور الإعلامي عبد الرحمن أبوبكر السمكي عضو قسم اللغة العربية في إذاعة صوت نيجيريا، الرحيل الشيخ سليمان جامع وهو نحوي وشاعر أديب، الدكتور ثواب الدين صلاح الدين محاضر بجامعة لاغوس، الدكتور عبد الحفيظ ألابي محاضر بجامعة لاغوس ومستشار حاكم ولاية أوغن، الدكتور عبد الوهاب ألابي في دولة كندا، الأستاذ يوسف ألاويي مدير مركز التربية بإمووي، الأستاذ عبد الواسع أحمد مدير مركز الفلاح بلبوري أولوجا، الأستاذ عبد الرفيع عبد الكريم الأزهري مدير مركز العلوم بأيغن، الأستاذ برهان الدين محمد الأول مدير مركز العلوم بأوتا، الأستاذ حسن عيسى المنطيق مدير مركز الأسوة بلسادا، الأستاذ عبد الواسع عبد اليقين مدير مركز السعادة الأبدية ببداغر، الأستاذ عبد الرزاق أحمد مدير دار المعارف بإشيري، الأستاذ هارون أبوبكر مدير مركز الحكمة بأيجيبو، الأستاذ أحمد عبد الرؤوف مدير دار العلوم بأيجيبو، والأستاذ عبد العزيز زبير مدير مركز الهدى بأيجيبو، السيد محمد شعيب إمام وخطيب مسجد نور الإسلام بالولاية الأميريكية المتحدة.

وهناك ما لا يعد ولا يحصى من خريجي هذا المركز من الذين كانوا خير سفراء له في مجالاتهم المختلفة -أمثال الزعيم سنوسي شعيب السكريتير العام السابق لحكومة ولاية كواره – لكنني خصصت رجال التعليم والدعوة والأكاديمية والتأليف بالذكر إشارة إلى فضل العلم والدعوة الإسلامية.

ومن أعمال المركز التعليم، والدعوة والتكافل الاجتماعي وإصدار المجلات وتزويد المساجد بالأئمة وإصلاح ذات البين وإقامة الندوات الثقافية والدورات التربوية والحلقات التفسيرية والوعظية وصلاة الجمعة والعيد والتأليف وإلقاء الوعظ والنصح وترويج عدة الشعائر الإسلامية ونحو ذلك.

وفي عام 1999م أسس الشيخ فرعا للمركز بإبورن إحياء لمجد أولئك الآباء والأجداد في تلك البلدة. وكان قبلة العلم والدين بها ولا نظير له في أدواره في أرجاء إبورن. يجري فيه كل ما يجري في أصله من النشاطات سوى صلاة الجمعة والعيد. وفيه يحصل تخريج الطلبة في المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم يحوّلون بعد ذلك إلى أصله في أيجيبو ليكملوا المرحلة الثانوية. فقد أفاد الله ونفع بهذا المركز أبناء إبورن وأهلها، كما حقق به تقدم إبورن إلى حد كبير. ولذلك قلت:
شـــــــــعب إبورن لقد         أمــــــــــــــــــــدّكم ربنا
بــــــــــــــمركزي إنه          لـــــــــــــــــــسلّم للرّقى

أعمال الشيخ معز الدين ألاويي الدعوية

شارك الشيخ في المؤتمر العالمي لجمعية الدعوة الإسلامية في ليبيا عام 2008م، ودورة الأئمة والدعاة في مصر عام 2012م، ومؤتمر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرّمة عام 2013م، ومؤتمر رابطة الأئمة والعلماء في بلاد يوربا وولاية أيدو ودلتا عام 2017م وغيرها من الندوات العلمية.

مؤلفات وأشعار الشيخ معز الدين ألاويي

وللشيخ مؤلّفات منها: التذكرة والترثية، المطالعة الأدبية، تعلّموا العربيّة، الأثمار الدانية، نزهة الواعظين والناصحين، كتاب بلّغوا عنّي، تاريخ بداية صلاة الجمعة، منظمة الأئمة والعلماء في أيجيبو في السطور، مبادئ علوم الصحة، ونحو ذلك. وله مقالات في عدة من المجلات مثل مجلة الأذخار ومجلة الأفكار ومجلة التبيان ومجلة الرشاد ونحوها.

ومنها أشعاره هذا الشعر الوطني:

إبــــــــــــورن إبورن بلدتي وبلادكم           إبــــــــورن مقر من قـــــــــــــــديم لعامـــــر
عليكم بحسن مع تقى مع مــــودة          تعاون في الإحــــــــــــسان دون المناكـــــر
وواجبنا حـــــب لــــــــــــموطننا ألا           تقدمها ســـعــــــــــــــيا لـــه بالتبـــــــــبادر
لــــــقد بذلت أدوارها في نـهوضكم          نشأتـــــــــــــــــم على أكنافها بــــمباشــر
وذكر لها في كل وجهتكم كـــــــذا            ك تدعيمها حــــــــــــــــــــــق عليكم بوافر
لـــــــكيلا تقول بلدتي فاسمعوا ألم          نربك فــــــــــينا عند يـــــــــــــ ـوم الأصاغر

ومنه قوله أيضا في رثاء الإمام السابق لأيجيبو:

أبوحُ بنوحي في حروف المعاجــم      لموتك مشهود بـــــكل المناغــــــم
وإلا فعودا للوجود مـــــــن الثرى      وفي ذك إرواء غــليل العـــــــوالم
هو العالم النحرير قـــدوة عصرنا      إمــام أيجيبو بل أيــوو ذو المكارم
تنسل من صلب الكرام فــــــوالده      أكنييم عـــــــــدل عابد ذو العـمائم
مجدد دين الله في أرض أيجـــــبو     بنفس ومال ثـــــــــــم كل المراغم
حياتك شمس في الهداية والنــدى     بما أفلت عاش الورى فــي الغيائم

المناصب التي استلمها الشيخ معز الدين الألويي

ينتمي الشيخ إلى بعض الهيئات الإسلامية منها الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض وجمعية الدعوة الإسلامية بليبيا ومنظمة الأئمة والعلماء لمدينة أيجيبو ومنظمة الرفقاء الإسلامية وكان المرشد العام لهما ونقابة المركزيين وأمانة المركز ورابطة الأئمة والعلماء في لاغوس، ومجلس الأئمة والعلماء في منطقة أوشودي / إصولو وهو رئيس نقابة المركزيين فرع منطقة أوشودي / إصولو ونحو ذلك.

لكن الشيخ لم يسلم كسائر أهل الفضل من المحن، فقد دعى إلى التجديد بالتأكيد فلابد أن يلقى من الناس التفنيد والتهديد. وهذا هو الواقع في قصة تعدد الجامع في أيجيبو قبل أن انتصر على الحساد والأعداء.[15] ولا يمنعه بغي باغ وحسد حاسد من ممارسة أعماله الخيرية مع حسن ظنه بالله والتوكل عليه حتى الآن. فنسأل الله أن يحفظه من شر الأعداء والحساد ويطول عمره على الإيمان والسداد فإنه لا يحب في الأرض الفساد.

المهرجان الخامس والثلاثون من تأسيس مركز العلوم العربية الإسلامية

ومن المستحسن، ختم هذه المقالة بتهنئة مركز العلوم العربية الإسلامية بأيجيبو؛ اعتبارا للمناسبة التي كتبت منه هذه الورقة وهي المهرجان الخامس والثلاثون من تأسيس المركز. فأقول:

جُلْ خاطري بي إلى توقير عيد أتى    لمركزي بأيجيبو جلَّ مسعاه
كم كنت لي كلّما أرجو الوصول إلى    باب الرّوائع ريش الطير معناه
كلّ المغاشي لمن يرجوه من بُعد       مع امتياطك نحوالقصد أدناه
إلى لأرجو منال الشّأو في شغل        توقير عيد أتانا نعم مجراه
يا مرحبا بك يا عيد الدكاتر بل            عيد الأئمة والكتاب أحلاه
عيد المديرين والنقاد والفقهاء            عيد الأخاير والأعلام أجلاه
يا مركزي أنت مأوى للعلا سببي        أتقنت صنع رجال الفضل أماه
بشراك يا مركزا للعلم قبلته               في أيجبو أنت للإنجاز مبناه
أحييت في الكون علم الدّين تنشره     بين الشعوب بأغلى الجهد أقصاه
أمضيت عن كل من ينويك وصمته        حتى غدا بعدُ أذكى الناس أبهاه
يا ربّ أبق على الخيرات مركزنا            واجعل به دائما في العهد سعداه
واجعل طويل المدى في عيش آلويي    هو الذي قدم المجهود أغلاه
إذ أن مركزنا نال التّأسس                   تصميمه كم وكم للنّكب لقّاه
ولم يزدك مربي كلّ زلزلة                  إلّا الثّبات لخير الدّين تهواه
حيّا المدير بباليجيبو خالقنا                على الجهاد بعلم ثم بيّاه
أزكى السلام على نور الهداية من      رقّاه ربّي وللقرآن أعطاه

[1] الإمام السابق لبلدة إبورن وما جاورها.

[2] هو  الإمام الثاني لإبورن، وهو أول من عين إماما لها من أسرة ألاويي.

[3] (ALAWIYE) معناه صاحب البيان والتبيان وهو اسم عائلته.

[4]  (BABALEJIGBO)يراد به علامة أيجيبو لقب بهذا اللقب لشهرته بين علماء أيجيبو.

[5]  نسبة إلى إبورن (IPONRIN)وهي قرية من قرى  شرق ولاية كواره في نيجيريا..

[6] وهو أول مؤلفاته، أصدره سنة 1987م.

[7]  لم يتفاهم كثير من أهل أيجيبو مع الشيخ في أول الوهلة، بل هو يرون الشيخ رؤية من أتى بدعوته لينازع المسجد العتيق في نشاطاته الدعوية غير من أتى ليتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان؛ لذلك تعرض الشيخ للعدوان والهجوم منهم وخاصة من المنتسبين للعلم والدعوة منهم؛ لما بدأ صلاة الجمعة والعيد وغيرهما من النشاطات الدعوية، لكن الله نصر عبده أخيرا. وفي ذلك قلت:

ولما أراد الله نصــــــــــر ألاويي       بيوم غـــــــدا من في المنابر يخطب
فذلك في أيجيبو نشرا لــــــــدعوة      بها سوف ينجو مــــــــــن لها يتعقّب
فقام بنكران وشر عــــــــــــــداوة      أناس على من كان في الخير يرغب
أرادوا بنهج الله صـــــــدا لحقدهم      لـــــــــقد مكروا بالشيخ مكرا فخُيبوا
أمن هو في نصر من الله راغــب     وتخشى مخوضا في غـــــمار يرهّب
وأنى يكون النصر من دون نكبة      وهــــل طاب تبر ليس في النار يقلب
لربي سر في هــجوم أولي البغى     خفى وصفه عــــن جُلّ من كان يتعب
فـــــــذا ليحق الله في الكون أمره     ويجعل أهل الحق مــــــــــــــن يتغلب

[8]  فمن أوائل ما بدأ به الشيخ في أيجيبو دعوة كل من رأى فيه ما يدل على إسلامه سابقا أو علم ذلك عن طريق الخبر إلى الإسلام من جديد؛ فأجابه كثير منهم لأن سبب ارتداد كثير منهم ضعف فهمهم للإسلام وعدم توفر الدعاة العاملين في أيجيبو حينذك، بل تخلى كثير من المساجر عن الأئمة فهجرها الناس. ومثل ذلك مسجد أولوكيمي الذي جعله الشيخ أول مقر لدعوته، فقد ألفاه مجمعا للدواب والحشرات من كثرة هجر الناس له، فلما بدأ الشيخ حركاته في المسجد توافد إليه الناس وأصبح المسجد عامر بعد أن كان به خراب.

[9]  تحقق ذلك بالتحاق الأستاذ أحمد عبد الرؤوف بالجامعة الإسلامية بالنيجر عام 2001م، وبعده الشيخ عبد الحميد كيهوليري والدكتور عبد الرحمن أبو بكر السمكي بجامعة أبومي كالافي عام 2003م.

[10] مثل فضيلة الشيخ حبيب الله آدم عبد الله الإلوري، والشيخ داود عبد المجيد والشيخ الرحيل سعيد إبراهيم أولاومي والشيخ موسى يحيا أبوأولا والدكتور علي بويب من الرياض، والشيخ عبد الرحن أديشوكن إمام مسجد المؤمنين بالولاية الأميريكية المتحدة والشيخ شامي نصحي الشامي والإمام فريخ الشمري من الرياض والإمام حماد بن عبد الله الحماد من جامعة الملك سعود والشيخ سرور بهجة من مكة المكرمة ونحوهم.

[11]  لشهرة الشيخ بالوعظ والإرشاد عبر الإذاعة والتلفازة وفي المحافل الدينية في جنوب نيجيريا وما جاوره.

[12]  كان الشيخ ينصح كل من له بيت من أحبابه وجماعته بتخصيص مكان لبناء المسجد مع تعهده معهم أنه سيمدهم بإمام ففعل كثير منهم ذلك.

[13] التزامي بالموضوعية في المقال يمنعني عن عدم إقراري بأنه قد ساهم أيضا في تقدم علم الدين وثقافته بأيجيبو وما جاورها شيوخ آخر بطرق عدة مثل الرحيل الشيخ مشهود أكنييمي الإمام السابق لبلدة أيجيبو و الإمام الحالي الدكتور محمد الثاني لبولي والشيخ أحمد التيجاني أركيهولو مدير معهد التعليم والدكتور عبد الرؤوف أونوأولابو مدير المعهد العربي، لكن قد تعتبر الأمور المذكورة أعلاه ما اختص به الشيخ أو ما للشيخ فيه السبق أو الحظ الوافر من جوانب الإسهامات.

[14] ولا أنكر وجود قوم ينصرون دعوة الشيخ من الأثرياء والأتباع، لكني أقصد أن الشيخ لم يتعاون مع معلم أو داع آخر على إنجاز هذا العمل.

[15]  وبالعكس هناك قوم ثبتوا مع الشيخ في دعوته من أول يوم أو في أثناء عهد دعوته ولم يحسدوه ولم يبغضوه كغيرهم مثل الشيخ عبد الوهاب سليمان الغماوي والشيخ إبراهيم مشهود الأجاوي والشيخ ذو نورين ألفنلا والشيخ عبد المجيد أليخا والشيخ سعيد إبراهيم أولاومي والشيخ محمد الأول أولووو أوتا والشيخ غزالي حمزة والشيخ عبد الرشيد أكوريدي والشيخ ميكائيل أوجو والشيخ عبد الرحمن سليمان أدنبا والشيخ عبد السلام فولوحنشو ونحوهم من الدعاة، وكذلك جميع أسرته وجماعته وطلابه. أولئك كان سعيهم مشكورا.

فيديو مقال جهود الشيخ معز الدين سلمان ألاويي الإبورني

أضف تعليقك هنا