القرآن وثيقة تاريخية!

تأثير المعلومات المأخوذة من المواقع الالكترونية بتشويه العقول والأفكار 

مع ثورة الإنترنت وتحول العالم لقرية صغيرة لم يعد للفكرة أن تبقى حسيبة الجدران فما كان ممنوعاً بأمر الرقابة أصبح متداولاً وتعاظم تداوله مع ثورة السوشل ميديا في العصر الحديث، جيل الألفية ومواليد التسعينيات الميلادية ليسوا كجيل السبعينات وما قبل وبعد بقليل، جيل بدأ يقرأ الروايات والمؤلفات التي تختلف شكلاً ومضموناً عما عهده الأوائل فوقعوا على أفكار ليست مألوفة من قبل وباتوا يضربون بكل شيء عرض الحائط فهم قارئون لكنهم لا يمتلكون صلابة فكرية تصد بعض الأفكار ذات النفس المتطرف، فخرج المتطرفون ذا الوجهين الوجه الأول المتطرف باسم الدين وإقامة شرع الله والوجه الثاني المتطرف الذي رفض الدين شكلاً ورفض المسلمات وبدأ ينتقص من القرآن الكريم والسنة النبوية بإسم العقل والمنطق..

أحكام القرآن الكريم وآياته تصلح في كل زمان ومكان

هناك قولُ ورأي قد يكون قديماً جداً لكنه ومنذ فترة متداولاً بشكلِ واضح وبعناوين مختلفة! ذلك الرأي يحاول أن يقول لنا أن القرآن الكريم وثيقة تاريخية لا تصلح تداولها في هذا العصر أو تطبيق ماجاء فيها خصوصاً تلك الآيات القرآنية المتعلقة بالعلاقة بين الرجل والمرأة والزكاة وتحريم الخمر والربا وخروج المرأة بزينة الخ…

عندما يأمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) سورة الأحزاب..، وفسر الطبري ذلك بأن لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن، فكشفن شعورهن ووجوههن، وقال ابن عباس : كانت الحرة تلبس لباس الأمة فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن. وإدناء الجلباب: أن تقنع وتشد على جبينها، هذا امرُ رباني ملزم لنساء النبي ولنساء ذلك العصر وملزم أيضاً لنساء المسلمين في كل عصرِ من العصور وليس كما قول البعض بأن الأمر خاص بنساء النبي ونساء عصره فقط؟ ، من أين أتت فكرة وضع بعض الأوامر الربانية بسياقها التاريخي وإقامة بعض الأوامر لأنها ليست سوى طقوس تعبدية كالصلاة التي هي أمر رباني مهم وغاية في الأهمية..

آراء بعض المستشرقين حول القرآن

هناك العديد من المستشرقين كتبوا عن تاريخية القرآن كالباحثة الألمانية الشهيرة أنجيليكا نويفيرت في كتابها “القرآن بوصفه نصاً من العصور الكلاسيكية المتأخرة: قراءة أوروبية “، مثل تلك الباحثة وغيرها من الكتاب خصوصاً ممن ينتسبون إلى الإسلام ويخرجون عن المألوف بإسم الثقافة والعقل سبب من أسباب تطرف أبناء المسلمين وخروج بعضهم من دائرة الإسلام الواسعة..

القرآن الكريم ليس مخصوص بزمان واحدٍ فقط 

نحنُ اليوم في أمس الحاجة إلى نهضة فكرية نهضة تعيد للعقل مكانته الطبيعية وتعيد للمسلمات والقيم مكانتها الطبيعية وقدسيتها، القرآن الكريم ليس بوثيقة تاريخية هو دستور للمسلمين وخارطة طريق ونور وهدى ورحمة للمؤمنين كما قال عنه من أنزله من سابع سموات، القرآن الكريم نزل في فترة تاريخية لكنه صالح لكل زمان ومكان فتاريخيته ليست مؤطره بزمنِ معين فنزوله حدث تاريخي غير مفاهيم الحياة بكافة تفاصيلها وسيستمر في التغيير إذا عرف المسلمون مكانته وقدسيته وصلاحيته التي لا تاريخ نهائي لها، كل ما على من يقول بتاريخية القرآن عليه أن يقرأ القرآن بتدبر متخلياً عن فكرته مؤقتاً عند ذلك سيكشف خطأ فكرته وكارثيتها بحق العقل قبل كل شيء….

فيديو مقال القرآن وثيقة تاريخية!

أضف تعليقك هنا