القصر الكبير (البيت المهجور) الجزء الثاني

قصص عن المنزل المهجور 

يحكى أنه كان المنزل المهجور يقطنه زوجان يهوديان.. وكان لديهما ولد، ذهب لاستكمال دراسته بإسبانيا في عصر الحماية الإسبانية الفرنسية على المغرب، وعاصرا كل تلك الأحداث إلى أن توفيا في ظروف وجيزة، حيث البعض يقول أن الزوجين توفيا بسبب الزوج الذي كان يتعامل مع الجان، وممارسته للسحر الأسود مما أذى لتعرضه لتلبس أدى بدوره لأذية الزوج لمنزله مما تسبب بموتهم هو وزوجته.. أما البعض يقول أن زوجته كانت “شوافة” أي ساحرة، تقوم بمساعدة النساء لسحر زوجاتهم.. فقدمت لقتل أحد الزوجين بسبب تميمة مسمومة مما تسبب بانتحارها.. مما دفع الزوج لانتحاره. والكل يعطي قصة مشابهة للحدث.. لكن الكل يتفق على أن الزوجين كانا متورطين بأعمال الكهنة والسحرة بل بيتهم كان ملجأ اجتماع سحرة المنطقة.. بالإضافة أن الجميع في ذلك العصر كان يلاحظ أن معظم السيارات الفاخرة والحرس الشخصي يقفان أمام باب المنزل، مما يدل على زيارة وفد أو سياسي أو ذو مقام عالي، أمن بعمل السحرة وقادم من أجل تميمة تساعده على النجاح بالغش والجوء للسحر والشعوذة.

إلى أن ظل الحال على ما هو عليه ويجدر الإشارة على أن الزوجين بالإضافة للعنة التي كانت تتجاور مع اسميهما، كانوا من المغضوبين عليهم من طرف أسرهم وعائلاتهم باستثناء ابنهما الذي يحكى أنه بريء مما يصنعون، لقد حظي بشفقة وإستحسانٍ من عمه، الذي أنقذه بدوره وأخرجه من ذلك المستنقع السيء إلى مدينة اشبيلية للعيش والدراسة، وضمان عيش كريم ومستقر” هذا كان كلام الشيخ عبد السلام. وهو شيخ لا تحلو فترات العيش بدون سماع حكمه وقصصه التي كانت تصب لى ضمان الحلول لكل معضلات الدين والدنيا، إنه رجل حكيم .شيخ نذير ونادر، يحب المعقول والرزانة، ابتسامته توازي سعادته الدنيوية..

الدخول إلى المنزل المهجور 

جمعنا ذلك اليوم به أنا وأبي ، وكلٌ من والد طارق ومحمد وللآخيرين.. وتحدثنا عن ذلك اليوم الذي دخلت فيه إلى المنزل المهجور ..” كان ضوء قادم وكأنه خيال شخص، وبجانبه قط أسود، ما إن أردت التقدم نحوه حتى دفعتني يد للخارج.. إنه البقال أحمد، ما إن دفعني حتى أغلق الباب، وبما أنه كان المطر والظلام يسود فقد أخذني لبين يديه وضمني.. وقال في الحين.. لا تعودوا مجددا أن المكان تعرض للهشاشة أي سيسقط في أية لحظة بسبب الأمطار والرياح، وقلت أني رأيت وكأن شخصا بالداخل، قاطعني وقال لي يمكن أن يكون متشردا فقط أخذ البيت كمأوى له في هذه الظروف الجوية، وأخدني محمد الذي كان يكبرني بسنة.. كان كأخ لي.. وجاورنا طارق وصاحب الدكان أحمد إلى البيت..

كان والدي قلقين جدا علي.. وأمي قامت بطهي الأكل والشاي الساخن وشطيرة الدجاج والأرز المفضل لي، وشكرت بدورها الجميع بوجه شاحب سامحنا الله من الوالدين .. وأبي الذي قدم للبيت بعد بحث مطول عني، والذي قام بامتصاص غضبه الذي حوله لشفقة عني. وشكر أحمد البقال وكل من صديقي محمد وطارق وكافأهما بدراهم، وأما البقال الذي تناقش مع أبي على منعي من المرور بجوار طريق المنزل المهجور. أما أبي فكان كالحكيم الشيخ عبد السلام.. قائلا: إنه ابني وولدي وفي الوقت ذاته أحب طريقته في الفضول رغم خوفي عليه.. وأتمنى أن لايصاب بمكروه وفي حياتي. كان ينظر لي بتوسل، وفي نفس الوقت توبيخ منه.

ما رأيناه في المنزل المهجور حقيقة أم خيال؟

صعدت لبيتي، وكلي فضول على المنظر الذي عشته، نعم رأيت شخص في المنزل وهو سابقة بل أقسم أنه لم يكن تهيؤ، قد يكون سر ذلك الشخص هو مفتاح اللغز.. وماذا إن عرف الناس.. نزلت لعند أبي وقلت له ما رأيت ، فأجابني وهو متعجب إلى غير مصدق ..أنه يعرف باني لست كاذب، ولكن ربما كلام الناس مع التهيئات هي سبب كلامي.. فقرر قطع الشك باليقين عندما أخبرني بأنه في الغد سنذهب إلى شيخنا عبد السلام مما ذهبنا إليه في صباح يوم غدا وكان كلامه هو ماسبق عن البيت المهجور.. وقبل رأسي شيخنا، وقال لي: أنت بطل لكن في بعض الأحيان يجب على البعض أن ينسحب عندما يشك في أذية نفسه.

حل الليل والظلام دامس صعدت إلى غرفتي أزلت ستار النافدة وإذا بي حدقت في المنزل المهجور الذي يبعدنا حوالي 200 متر، إنها ليالي فصل الشتاء ،تتصف بالبرد والرعد واجواء شبه صامتة لأن الكل يكون في بيته ، وما ان بدات بالتذكير لتلك الشخص الموجود حتى رايت وأقسم بأم عيني .بل بكل جوارحي أنه شخص أتى! 😮😲😦

 استكشاف ما في البيت المهجور

إنه يرتدي جاكيت أسود طويل، بالرغم من الأمطار تحجب الرؤية، لكنني تمكنت منه.. فتح الباب ودخل، ماذا أفعل هل أذهب لأخبر والداي لا.. نزلت وخرجت بكل هدوء وسرعة واتجهت لمنزل محمد.. وأخبرته بسرعة فخرج مسرعا.. وذهبنا لطارق كان قد نام لكنه خرج معنا وهو متشوقا ومرعوبا إلى حس الفضول الذي يراودنا.. ما إن وصلنا حتى رمقنا خيال مر بجانب المنزل نحن لازلنا مسرعين قاصدين المنزل المهجور لكن بدون جدوى..ما إن وصلنا وكأنه لم يكن شيئا بدأنا بطرق الباب لكن وكأن محمد وطارق لم يصدقوا!

محمد: يا أخي العزيز إنها مجرد تخيلات.. البيت كما قال شيخنا عبد السلام.. قديم وملعون كما قلت لك مسبقا ربما العالم الآخر يتحكم فيها والله اعلم. اقتنعنا بذلك والخوف يكسو الجميع.. ورجعنا الكل نائم باستثناء صاحب الدكان أحمد ذهبنا إليه من أجل استشارته.. لكن الدكان فارغ رغم مناذذاتنا وصياحنا إليه، لكن لا يوجد أحد.. ترى أين ذهب أحمد.. 😬
نلتقي في الجزء الثالث..

إعداد:ياسين الرياحي كاتب وفنان تشكيلي

فيديو مقال القصر الكبير (البيت المهجور) الجزء الثاني

أضف تعليقك هنا