صيحة الكورونا

لعل الشعر يخفف عني الألام, فلا أنا أقسو ولا الحياة كتمت سري و ها أنا أجاهره لعل الشعر ينصفني أو الأقلام, كنت سجينة الغرفة تارة حزينة تارة كئيبة حاسوب مسحوب بفنجان قهوة كل صباح لأغرق من جديد في شجار مع عقلي فكرة الكورونا كانت كفيلة بتدميري لا بل حتى بقتلي آنذاك.

سوء الوضع المعيشي في ظل جائحة كورونا

مرت الأيام تفاقمت الحالات مما زاد الوضع سوءا أغلقت المدارس المساجد المقاهي المطاعم مما زادني خوفا و توترا، حتى أن ذهبت الى الأسواق التجارية تجد الناس تتهافث على المأكولات والسلع، كان ذلك غريبا كأننا في غابة الكل يفكر في نفسه فقط أنا وبعدي الطوفان، حتى أني في أيامي العادية كنت أهرب للدراسة لأنني أحس أنها الملاذ الدافئ و المفر الوحيد لي بعيدا عن الضجيج والتفاهة، إضافة إلى ذلك فأنا أؤمن ومقتنعة بفكرة أنها الشيء الوحيد الثابث في هذا الكون لأن الصداقة أحيانا تكون عابرة وزائفة، وأن البقاء لله وحده وأن الأعمار بيد الله فكانت الدراسة وسيلة لدي لإثباث الذات واكتساب الثقة وفرض الاحترام، لكي تكون لدي مكانة في مجتمعنا هذا مجتمع المظاهر الخداعة والمال الا أنني صدمت بأن هذه الأخيرة ستتوقف لأجل غير محدد لا وبل من المحتمل أن تعاد السنة.

ما قيمة الحياة بدون الناس؟

كان ذلك بمثابة صعقة كهربائية جعلتني أجلس مدة طويلة مع نفسي محاولة مني إقناع نفسي بأن الأمر عاديا وبأن الكل على مايرام وبأن الحياة عقبات وحواجز، وبأن الكل سيتحسن ماهي إلا مسألة وقت وتعود الأمور لما كانت عليه أو أفضل، فهروبا من هذا الواقع المر الذي لايطاق كنت اخرج لأتجول في الشوارع سيرا على القدم بغية مني في تغيير الجو ما ان أتلقى صدمة ثانية واحدة تلو الأخرى، فقد كانت الشوارع قاحلة ,فارغة, مملة, بئيسة, مظلمة لا احد يتجول كأنك في جزيرة أو جبل أنذاك علمت أن الحياة مرتبطة بالناس فلا حياة لي بعيدا عن العامة أنذاك علمت قيمة الصداقة, قيمة الأماكن ,قيمة الصحة, الأمان, السلام ,قيمة النهار والليل لأن في فترة الوباء كان يشتبه لدي الليل بالنهار, قيمة الحياة و النعيم اللذان كنت اعيش فيهما و لا اكثرث لهما.

الخوف من فقدان أحد بسبب الوباء

لن أنسى موقفا صعبا لا يزال عالقا في ذهني الى يومنا هذا هو ان تذهب في زيارة لوالدتك وخوفا من ان تلحق بها الضرر فتكتفي بتلقية السلام عن بعد دون مصافحة خوفا عليها من الوباء، باعتبار هذا الاخير معديا كأنها انسان غريب لقد كان ذلك صعبا صعبا للغاية حتى انني لم استطع تغيير ملامح وجهي فقد كانت تبدو علي علامات الحزن و القلق، بل انني كنت على وشك البكاء لقد كان ذلك بمثابة حدث تاريخي لي مع الوباء.

فكرة الموت كانت تراودني مرارا و تكرارا و يا خوف أن يسبقني محب كان ذلك شبيها بمسلسل هوليودي أهذا واقع أم كابوس ؟ كساحة معركة مع الحياة الكل يتربص الأخر بحذر لا أحد ينجو، توقف الزمن, صمت رهيب ,أفكار سوداء فلا الحزن ذهب ولا الأفكار تجدني مقيدة في موضعي كجثة جامدة دون مشاعر انخفض ضغطي, تسارعت دقات قلبي ,جفت الأوردة و الشرايين، أهذا ما كنت أحلم به يوما ؟ فأهرب للنوم على أمل أن أصحى على خبر وفاة شخص الكورونا ليعم السلم السلام العالم.

بقلم: إيمان اهياض

 

أضف تعليقك هنا