طريق النجاح

إن النجاح هو مبتغى سامٍ يبتغيه كثير من الناس، ولكن ليس الكل يُجيد السعي إليه، فمن الناس من يتبع الوسائل الرذيلة ليحقق مبتغاه، كالغش والخداع والرشوة والربا والسرقة وغير ذلك، فيقع في شر أعماله، ومنهم من يُحسن السعي ويُجيده فتُفتح له أبواب الخير.

ما هي أنواع النجاح؟

فالنجاح منة من منن الله يعطيها لمن يستحق، وإن للنجاح أنواعًا عديدة، فهناك النجاح المادي، والنجاح الفكري، والنجاح الوظيفي، والنجاح الدراسي، وغير ذلك، وكل هذه النجاحات لا بد أن يكون لها شروط وعوامل، فلا يكون نجاحُُ بلا تخطيط.

على الإنسان أن يعيَ ويستشعر أهمية العمل وأن العلم لم يوجد إلا ليُعمل به، ولا يطمع في المناصب وحطام الدنيا بل عليه أن يخلص عمله لله ويعلم أن ما لم يُقدره الله فلن يكون، وعليه أن يختار ما يناسبه وما يستطيع أن يبدع فيه ولا يطمع في مجالات لا يجيدها، فيدخل فيها فقط ليجني مالا كثيرا أو يحصل على منصب عال، ولْيعلم أن الطمع يُذهب ما جُمع.

ثلاثة أمور أوصانا بها الرسول الكريم تؤدي إلى النجاح

وعليه أيضا أن يسلك الطريق المناسب للنجاح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) رواه مسلم، فهذه ثلاثة أمور مؤدية إلى النجاح أوصى بها الرسول الكريم، أوّلها الحرص على ما ينفع، فإن أراد مريدُُ النجاح فعليه أن يختار العمل الذي يناسبه وينفعه، وثاني الأمور هو الاستعانة بالله، فمن أراد النجاح فلْيستعن بالقوي الجبار المعين ولا يستعن بمن لا يملك له ضرا ولا نفعا. وثالث الأمور المؤدية إلى النجاح هو في قوله (ولا تعجز )، ويعني بها عدم الاستسلام واليأس، فإن حدث مكروه أو أخفق الشخص مرة فعليه أن يتابع ولا يستسلم.

أهمية العمل والاجتهاد للوصول إلى النجاح

وكذلك فإن من أهم الأمور المؤدية إلى النجاح هو الاجتهاد والعمل، فلا يجزئ التوكل والاستعانة عن الأخذ بالأسباب. فكما قال الشاعر:

الجد بالجد والحرمان بالكسل                          فانصَب تُصِب عن قريب غاية الأمل (1)

أي أن من ثابر وبذل جهدا فسيصل إلى مبتغاه، ومن تكاسل فسيُحرم لذة النجاح وفرحته.

على باغِ النجاح أن يثق بنفسه ويُبعد عنه الأفكار السلبية التي تَحُطُّ من عزيمته، فإن الثقة بالنفس والعزيمة والهمة العالية من أهم عوامل النجاح، فعارُُ على الرجل في شبابه أن تشيب هِمَّتُه. كان أبو الوفاء ابن عقيل – من فقهاء الحنابلة – يُنشد وهو في الثمانين من عمره (2) :

ما شاب عزمي ولا حزمي ولا خُلُقي                  ولا ولائي ولا ديني ولا كرمي

وإنما اعتاضَ شعري غيرَ صِبغته                         والشيب في الشعر غير الشيب في الهِمم

هكذا كانوا يقولون وهم في الثمانينات! أولا نقتدي بهؤلاء أصحاب العزائم والهمم العالية؟

بقلم: جنى نورولي

(1): النَّصَب: من التعب والعناء

(2): من كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح العصيمي

 

أضف تعليقك هنا