عادات العقل المنتج

بقلم: أ. ميرفت علي شتات

عادات العقل تنمي الذكاءات

عادات العقل تتجاوز وتسمو فوق جميع الأشياء المادية التي يتعلمها المرء في المدرسة، فهي خصائص تميز من يصلون إلى القمة في أدائهم في جميع الأماكن فهذه العادات يمكنها تقوية جميع أنواع الذكاء المتعددة وهي: الذكاء اللفظي، الذكاء الحركي، الذكاء الموسيقي، الذكاء المنطقي، الذكاء المكاني، الذكاء الطبيعي، الذكاء الأخلاقي، الذكاء العاطفي.

العقل هو ما يميز كل فرد عن الآخر

إن كل فكرة في العقل كانت شرارة قبل أن تضيء وكل اكتشاف كان تساؤل قبل أن يعرف ولطالما تساءل العلماء عن ذلك اللغز المحير وعن سر تلك الشرارة وسر العقل المبدع فما الذي يميز عقل المبدع والعالم؟ وما هو سر ذكائهم؟ وكيف يفكر العظماء وكيف تعمل عقولهم؟

العقل هبة الله للإنسان وهو ليس حكر على شخص دون الاخر فهو في ذات كل منا وكل ما نحتاجه عقول مدربة وبيئة حاضنة تنمي السلوكيات البشرية لدى المتعلمين ولما كان العقل البشري هو المحرك الاساسي للإنسان وبما أن الانسان يتعامل في المواقف التي يتعرض لها وفق عادات عقلية تستند إلى خبرات سابقة فقد ظهر في عصرنا الحالي مفهوم عادات العقل وهو اتجاه عقلي لدى الفرد يعطى سمة واضحة لنمط سلوكياته ويقوم على استخدام الفرد خبراته السابقة وتوظيفها في مواقف جديدة مشابهة وتجارب مطابقة عن طريق ممارسات ذهنية وعقلية معينة كالمثابرة وحل المشكلات وغيرها والاستفادة منها لتحقيق الهدف المطلوب.

تنمية عادات العقل في المجال التربوي ضرورة ملحة

ومع تحديات عصر العولمة أصبحت عادات العقل ضرورة تربوية ملحة وصار لزاما على التربويين إيلائها أهمية كبيرة ولا سيما في المناهج, لذا تبنتها مناهج عدة مثل المنهج الوطني البريطاني ومشروع الثقافة العلمي الأمريكي وكان لمنهجية ستم دور واهتمام كبيران في عادات العقل فأدرجتها بوصفها أحد أهم أهداف التدريس وعليه.

تصنيف عادات العقل لدى كوستا وكاليك

هناك الكثير من العادات العقلية المشتركية لدى الكثير من العظماء وقصص النجاح ولقد قام كل من كوستا وكاليك بدراسة العادات العقلية وصنفوها الى ست عشرة عادة نستعرضها في الآتي:

1- المثابرة تم وضعها في البداية، لان النجاح عادة ما يرتبط بالنشاط والفعل وهما يحتاجان إلى المثابرة , والمثابرة هي المواظبة وعدم التراجع ، هي المحاولة ، بل الاستمرار بالمحاولة فهي تعني رفض التقوقع والخمول والكسل والانعزال و رفض هذه السلوك معناه اللجوء إلى العقل وحثه على النشاط والعمل ،وحثه على وضع استراتيجيات جديدة في الحياة ، ونبذ الاستراتيجيات القديمة ، فهي غير مناسبة ، لان المثابرة دائما البحث عن جديد , ان ارادة المثابرة تصنع المستحيل ويقصد بالمثابرة الالتزام وعدم الاستسلام فمعظم قصص النجاح تميزت بالتصميم والاصرار وعليه يجب تدريب الطالب على مواجهة العراقيل دون استسلام واعطاؤه ذخيرة من الاستراتيجيات لحل المشكلات وليضع خطط بديلة في حال الفشل حتى يتحقق الهدف ,حيث ان المثابرون يلتزمون بالمهمات والواجبات الموكلة إليهم حتى تكتمل، فلا يستسلمون بسهولة، بل يعطون أفضل ما عندهم ويثابرون في عملهم ويتخطون أي حواجز وعوائق فالإنسان ان فكر بالاستسلام وان لم يكن لديه عادة المثابرة لا يستطيع حل أي مشكلة تواجهه بينما المثابر يبقى يفكر حتى يحصل على الحل السليم ويتخذ القرار السديد.

كيف يمكن تنمية عادة المثابرة؟

  1. بتدريب العقل على تقبل الاحتمالات
  2. وضع استراتيجيات متنوعة لقراراتك حتى إذا فشلت أحداها ، فورا تنتقل إلى الاستراتيجية الاخرى.

2- التحكم في التهور يعد التأني مفتاح الدقة والاتقان وهذا ما أكده الفيلسوف الألماني سايفت بقوله أن من يضبط سرعته لا يصبح ابطأ بل يضمن تحسين عمله من حيث الجودة والفاعلية, وأصحاب هذه العادة يتصفون بالتأني والتفكير قبل البدء بأي عمل أو أداء اي مهمة، وهذه العادة تعني بناء استراتيجيات محكمة ودقيقة لمواجهة الحقائق، واستخدام بدائل متعددة تبنى بصبر بعيدا عن التسرع فتمحيص أي فكرة وإعادة النظر بها وتجريبها ذهنيا ، وحساب نتائجها يساعد على الإبداع والنجاح

كيف يمكن تنمية عادة التحكم في التهور؟

  1. مناقشة أي فكرة وعدم قبولها بعلاتها
  2. عدم التسرع بالإيجاب أو الرفض للتعبير عن الرأي أو للإجابة عن سؤال، فالتأني قليلا يعطي إجابة ناجحة وموقف متوازن.

3- الإصغاء بتفهم وتعاطف تعني القدرة على رؤية الامور من وجهة نظر الآخرين وقد أشار إلى ذلك هنري فورد بقوله يكمن السر العظيم وراء النجاح في قدرة المرء على ان يضع نفسه مكان الاخرين ويرى الامر من زاويتهم .وعليه يجب احترام وجهات النظر واحترام اراء الاخرين الاستماع لها بتفهم وتقدير واحترام . فالإصغاء فعل نقدي تأملي ، وعمل ذهني معقد يتضمن كثيرا من الفعاليات والقدرة الذهنية.

وأيضا هو بداية الفهم والحكمة فهو فن لا يتقنه الكثيرون فحين يصغي المرء لغيره فهذا يعني تعاطف مع وجهة نظر الغير ويعني قدرته على تحليل المعاني الواردة في أقوال غيره ،وفي هذا مستوى عال من الذكاء .
ان الإصغاء للآخرين هو اكتساب ودهم ، وتخفيف حدة انفعالهم ،وإشعارهم بمدى الاهتمام بهم وحين يمارس الإنسان الإصغاء فهو حكيم ، وخبرته في الحياة كبيرة .

كيف يمكن تنمية عادة الاصغاء بتفهم وتعاطف؟

  1. تنمية هذه العادة يكون بالتحلي بالصبر, وقبول أراء الآخرين ،ومناقشتها بهدوء .كثير من الأمور والمشكلات تحل بالإصغاء .
  2. بالاصغاء المقصود وليس الاستماع فقط ، وأنت لا تدري ما يقول غيرك
  3. بالانفعال لما تسمع وتناقش ما سمعته بتعاطف ومحبة مع إبداء الحجج . بعيدا عن تجريح شخصية من تستمع وتصغي لهم.

4- التفكير بمرونة ان تبادل المعلومات مع الاخرين يتطلب امتلاك الطاقة والقدرة على تغيير الآراء فالمرونة سبيلنا لخيارات افضل وليس من الذكاء ابدا التمسك برأي واحد والثبات عليه طالما ظهر خطأ هذا الرأي بل يجب أن تكون لدى الانسان روح التغير والتبديل ان لزم الامر والمرونة في التفكير تعني عدم التعصب لرأي معين او فكرة محددة والوقوف عندها والتحجر لها بل أخذ الامور بليونة ومرونة حتى يستطيع الانسان فهم الاخرين والاستفادة من اكبر عدد ممكن من الافكار الجديدة وتميز الافضل منها فأصحاب هذه العادة يتعاطون مع أي فكرة جديدة واي فكرة بناءة حتى لو اختلف مع أفكارهم ويعلمون جيدا كيف يستفيدوا منها .

كيف يمكن تنمية عادة التفكير بمرونة؟

  1. بالتعليم أكثر من طريقة غير تقليدية في حل المشكلات ، ومواجهة تحديات الحياة .
  2. التدرب على معالجة المعلومات بطرق غير التي تعودها المرء .
  3. حث الدماغ على التغيير وإبداع البدائل

5- التفكير في التفكير يكمن سر القوة في ادراكنا لتأثير أفعالنا في الاخرين وفي البيئة من حولنا فالتفكير في الافعال ونتائج الأفعال يقود الى نتائج ايجابية فقبل البدء باتخاذ القرار يفكر الانسان بما سوف ينتج عن اتخاذ هذا القرار ويصنف ايجابيات اتخاذه وسلبياته وما يترتب عليه من حلول لمشكلاته وهل هذا القرار هو المناسب لحل المشكلة ام يوجد قرار صائب اكثر او قادر على حل أمثل للمشكلة فأصحاب هذه العادة يفكرون بالذي يفكرون به ويفكرون بالذي سوف ينتج عما يفكرون به.

كيف يمكن تنمية عادة التفكير في التفكير؟

  1. من خلال محاسبة أقوالنا وأفعالنا ونعلم ماذا نقصد بكل فعل وقول
  2. من خلال التفكير في نتائج أفعالنا وأقوالنا على أنفسنا وعلى الاخرين او حتى على البيئة.

6- الكفاح من أجل الدقة اذا اردت أن تحقق هدفك فلا بد ان تُصَوب بدقة ووضوح, فالدقة تعد أحدى استراتيجيات التفكير الناقد وتعني أخذ وقت كافي في تفحص الأمور وتحليلها للحصول على أفضل أداء ممكن والوصول بالعمل الى درجة الاتقان
وتعني أخذ وقت كاف في تفحص الأمور، ومراجعة القواعد التي ينبغي الالتزام بها، ومراجعة النماذج التي يتعين إتباعها للتأكد من أن المنتجات النهائية توائم تلك المعايير مواءمة تامة، وإيصال العمل إلى درجة الكمال عن طريق العمل المتواصل للحصول على أفضل أداء ممكن ومتابعة التعلم المستمر للوصول لذلك العمل وانجاز المهمة الموكلة بإتقان, فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه, فنحن نعلم ان ستيف كوفي قضى مع فريقه أكثر من ثلاث سنوات في مراجعة جهاز الايفون الذي غير تاريخ الهواتف المحمولة ،كل هذه المدة من أجل الدقة.

إن عادة الكفاح من أجل الدقة تفتح لك نافذة الإتقان والتمييز، وتجعلك تتحرك بخطوات ثابتة، وتسمح لعقلك أن يكون مشاركاً وفاعلاً وقوياً، وتجعلك مرناً منفتحاً على كافة الآراء، وتمنحك عادة الصبر والتروي، وعادة الكفاح من أجل الدقة مرتبطة أيضاً في سلوكك ومدى حرصك على الاتقان في تنفيذ المهام الموكلة لك، ووضعك لمعايير عالية من أجل جودة العمل ودقته، وتبنيك لمفاهيم الجودة والدقة والرغبة في جعل الأشياء فعالة أو جميلة أو واضحة قدر الإمكان.

كيف يمكن تنمية عادة الكفاح من أجل الدقة؟

  1. وضع مجموعة من المعايير والقواعد التي تحرص على استحضارها والعمل وفقها ، سواء في التعلم أو العمل أو مواقف الحياة المختلفة .
  2. الحرص على تنمية مهارة التنظيم والترتيب ، واسقاط هذه المهارة على كل شيء ( الكلام ، الاستماع ،البحث ، التعلم ، العمل الخ .. )
  3. تنمية الإحساس بالمسؤولية عن عملك ، كلامك ، قراراتك ، أفعالك ، حياتك .
  4. مراجعة وتقييم النتائج يساعدك على الوصول للدقة ويساهم في تحسين أداءك وتوفير الجهد والوقت

7- التساؤل وطرح المشكلات المقصود هنا ليس صنع مشكلات بمعنى خلافات وأزمات إنما المقصود هو فن التساؤل كأن تطرح تساؤلات ، تتطلب الإجابة عليها طرح قضايا جديدة أو اضاءات نوعية حول قضية قديمة برؤية جديدة ,أو قضية جديدة ، تضيف التساؤلات عليها حلا إبداعيا .ان التعليم الجيد يقتضي اثارة التساؤلات وتشجيع حب الاستطلاع فلا يوجد تفكير دون اسئلة وبدون مشكلات لا يوجد بحث وتقصى واتخاذ قرارات وحلول فطالما العقل يسأل ويطرح مشكلات لن يمل من التفكير ولن يستقر الا اذا وجد الحل الشافي حيث يبقى العقل والذهن في شغل دائما الى أن يجد ضالته, وقد اشار الى ذلك العالم اديسون بقوله انا لم افشل ولكنني وجدت عشرة الاف طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها .

كيف يمكن تنمية عادة التساؤل وطرح المشكلات؟

  1. تشجيع الطالب على طرح الاسئلة ومن ثم البحث عن الحلول والاجابات.
  2. تدريب الطلاب على عدم قبول الامور على علاتها .

8- التفكير والتواصل: يعد التواصل الفعال مفتاح النجاح وإن طريقة إيصال المعرفة إلى الآخرين، تحتاج إلى لغة واضحة، وتفكير جيد, سواء أكانت الطريقة كتابة أم شفوية، وهذا يتطلب أن يكون المرء ملما بالموضوع ومقتنعا به جيدا، ويعرف الفئة التي يريد أن يخاطبها.

اللغة تحتاج إلى تدقيق وتشذيب وترتيب، والتفكير يحتاج إلى خرائط معرفية. وقدرة على التفكير النقدي, فاللغة والتفكير أمران متلازمان جوهريا، لا يمكن فصلهما عن بعض، وحتى لا تكون اللغة غامضة، يحتاج الأمر الى إيضاحات، مقارنات، قياسات كمية، أدلة تعبيرات محددة، وتشبيهات صحيحة.

كيف يمكن تنمية عادة التفكير والتواصل؟

  1. من خلال تشجيع الأطفال على القراءة وتذوق الإشعار
  2. من خلال كتابة المواضيع المختلفة , وتأليف القصص ، والاستماع للحكايات ، وإعادة صياغتها تحت إشراف خبير .
  3. من خلال استخدام لغة دقيقة وتعبيرات محددة ومفردات واضحة فاللغة أصل التواصل وبينها وبين التفكير علاقة ترابط قوية

9- تطبيق المعارف السابقة على اوضاع جديدة ان التجارب السابقة هي وقود التجارب الجديدة وذلك لأنها تمكن الانسان من الاستفادة من المعارف السابقة وربطها بالمعارف الجديدة بهدف تطبيقها بشكل مطور عند مواجهة مشكلة بوضوح ودقة فلا فائدة من علم لا يتم تطبيقه ولا فائدة من عقل محشو بالمعارف والمعلومات ولكن عند حدوث المشكلة لا يستطيع تقديم حلول لها , فيجب على الفرد معرفة كيفية تطبيق المعارف في أي وضع جديد مشابه وربط الخبرات السابقة باللاحقة وتطبيقها لحل المشكلات.

10- جمع البيانات عن طريق جميع الحواس الغاية هنا هي كيف نوظف مدركاتنا الحسية توظيفا خلاقا في عملية بناء المعرفة وهي إحدى أهم العادات والمهارات ،التي يجب على العقل الناقد أن يكتسبها. فالمعرفة تقوم بمعطيات حسية، وما يوجد في العقل هو منظومة ادراكات حسية ، قام بتحويلها الى أنماط ذهنية وفكرية متقدمة، وللوصول الى هذا المستوى، يجب التأكيد على أهمية توظيف الحواس، وتنمية القدرات الحسية للمرء في عملية بناء المعرفة. فالأشياء كلها تنسى إلا التي تشترك فيها حواستا فكلما اشترك عدد أكبر من الحواس رسخت المعارف بشكل أكبر في عقل الإنسان فالمعرفة التي يتعلمها الفرد بمشاركة حاستين مدة بقائها في ذهنه تختلف عن المعارف التي يستخدم فيها حواسه الخمس وتختلف تماما عن معارف تعلمها بالتلقين والحفظ وعليه يجب توفير بيئة تعليمية يتم فيها توظيف أكبر قدر من الحواس للتعلم والاكتشاف واكتساب الخبرات.

فلماذا لا تعطى بعض الحصص خارج نطاق الغرفة الصفية، ليحس الطلبة بمعنى الحياة؟ لماذا لا يتم التركيز على الزيارات والرحلات الخارجية؟ لتطوير ذوقهم وإحساسهم ، الاهتمام بحصص الفن والرياضة، وتفعيل حصص التربية المهنية، لماذا لا تكون الحصص على شكل تطبيقات عملية يشترك فيها الطالب بحواسه المختلفة؟ مما ينمي العقل عندهم ويجعله وقادا وفاعلا.

كيف يمكن تنمية عادة جمع البيانات عن طريق الحواس؟

  1. يمكن تعليم هذه العادة عن طريق الاهتمام بحواس الناشئة ، وإشراك أكثر من حاسة في عملية التعليم
  2. الاهتمام بالبيئة ولفت نظر الطلبة لما حولهم من جمال متعدد الألوان والأنواع والأصوات.

11- الاتيان بالجديد(التصور والابتكار) من عادات المبتكرين التصور الذهني وهو بصورة مبسطة: تصور العمل ونتائجه في الذهن قبل البدء به ماديا. فنحن نتصور حتى يكون العمل دقيقا ومتقنا وتكتشف الأخطاء فيه ويتم نقده من جميع الجوانب وفي هذا إبداع وابتكار، مثل هذا الأمر يستطيع كل امرئ عمله، إذا أراد الإتقان والابتكار، فهو ليس وراثيا، إنما هو عادة عقلية يمكن اكتسابها، التصور الذهني يعطينا مزيدا من الطلاقة والتفصيل والجد والبساطة والحرفية، والكمال والجمال والتناغم والتوازن، إن كل ابتكار يبدأ بخيال وحلم والمبتكر لا يكتفى بما هو موجود بل يستحدث افكار وحلول ابداعية حيث يجب تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب ومساعدتهم في إيجاد الحلول الابداعية للمشكلات ليتم إنتاج إنسان منتج للمعرفة والعلوم وللبرامج والتقنيات والتكنولوجية لا إنسان مستهلك للتقنية وللمعرفة.

كيف يمكن تنمية عادة الاتيان بالجديد؟

  1. تشجيع الطلبة على التصور الذهني
  2. تدريبهم على ادراك اخطائهم

12– الاستجابة بدهشة ورهبة عندما اكتشف أرخميدس قاعدته المشهورة اصابته الدهشة وصرخ وجدتها وجدتها يريك يريك حيث ان اعظم اللحظات في حياتك تلك التي تخوض فيها الحياة وتغامر لتكتشف شيئا جديدا، من يتصفون بهذه العادة الجميلة يسعون جاهدين لكشف الغموض والأحاجي في حياة الآخرين, يسعون لإيجاد الحلول لمشاكل الغير, هم يستمتعون بذلك بل يواصلون العمل والتعليم مدى الحياة فهل نسمي هذا حب الاستطلاع؟ إنه أكبر من ذلك لأن فيه مشاركة وجدانية مع الآخرين وسعي لإيجاد الحلول، وكأن الغير جزء منهم، نعم نحو طلاب لديهم حب استطلاع، وتواصل مع العالم من حولهم، والتأمل في التشكيلات المدهشة؟

كيف يمكن تنمية عادة الاستجابة بدهشة ورهبة؟

• بإعطاء الحصة على شكل مشوق.. حتى يظل الطلاب متحفزين لمعرفة النتيجة أو المفاجأة.

13- الإقدام على المخاطرال مسؤولة هذه العادة تعني حب المغامرة ، وحب المغامرة هنا هو عدم الخوف من الفشل حيث تأتي الفرص مع المخاطرة فمن يريد الوصول الى القمة عليه تحمل كل المخاطر والمشاكل التي ستوجهه وإن لم يتحملها لن يصل, فلا يوجد انسان ناجح عظيم كان يخشى المخاطرة وكل قصص النجاح أبطالها كانوا مقدمين على المخاطرة المسؤولة فإن الخوف من الفشل يقتل الإبداع في النفس، لابد من مواجهة المسؤولية بشجاعة، لذا لابد من امتلاك دافع قوي يساعدك على المخاطرة ولكن بشكل مدروس ودون تهور.

كيف يمكن تنمية عادة الاقدام على المخاطرة؟

  1. عدم انتظار الحلول تأتي اليك بل انت اسع للحصول عليها
  2. التدرب على المغامرة وعدم الخوف من الفشل
  3. التدرب على رفع الثقة بالنفس

14- حس الدعابة تقلل الدعابة الفجوة بينك وبين الاخرين وتجعل الحياة اليومية اكثر سهولة وتزيد من الدافعية والنشاط وتحفز التفكير والنشاط الذهني وقد توصل الاكاديميان الامريكيان شود زر وبروسك من خلال ابحاثهم الى نتيجة مفادها ان الاشخاص الذين يتمتعون بروح الدعابة استطاعوا الوصول الى مراكز عليا في شركاتهم . فإضفاء شيء من المرح والدعابة أمر ضروري .

إن الدعابة كالمبرد، تخفف من حدة سخونة الموقف، ليعمل الدماغ بكامل قوته بحيوية ونشاط، ما ضر لو أضفى المعلم أو المربي جوا من المرح في حصته، ليتجدد نشاط الطلبة، ونشاطه هو أيضا. ما ضر لو كان مبتسما, يتقبل الإجابات والجو الصفي بابتسامة، هذا لا ينقص من مقداره شيء، بل يزيد من إعجاب الطلبة به، ويزيدهم تشوق وحيوية واستيعابا.

كيف يمكن تنمية عادة حس الدعابة ؟

• التدرب على عدم أخذ كافة المواقف بجدية

15- التفكير التبادلي التواصل مع الاخرين والتفكير معهم يختصر المسافات ويساعد على الحل الامثل للمشكلات ومشكلات العصر الحالي تتطلب تكثيف الجهود والسعي وراء الرأي الجماعي فرأي الجماعة أصوب من رأي الفرد وقال صلى الله عليه وسلم لا تجتمع أمتي على ضلالة وبالتأكيد سماع أفكار وأراء الجماعة يبني وينمي تفكير الفرد ويعطيه خبرات ومعارف أكثر حيث إن تبادل الأفكار بين أفراد المجتمع من شأنه هذه الارتقاء بالمجتمع، وحل مشكلاته قبل تفاقمها وتعزز هذه العادة التعاون ، والقضاء على بؤر الاختلاف فإن تبادل الأفكار يعني التواصل الاجتماعي، والتعاطف والمشاركة مع الآخرين وتبادل الأفكار يتيح المجال إلى نقدها وتحسينها، واختبارها كما أنه يعطي تغذية راجعة مفيدة وهذا التبادل يساعد على النمو الذهني والعقلي.

كيف يمكن تنمية عادة التفكير التبادلي؟

  1. بالتعليم التعاوني و التعليم على شكل مجموعات
  2. بإشراك الطلبة في اللجان المدرسية ، والصفية

16- الاستعداد الدائم للتعلم المستمر التعلم المستمر وهو شعار ترفعه أغلب المؤسسات التربوية الحديثة. التعلم المستمر لا يعني أن يواصل المرء عمل نفس الشيء مرة بعد أخرى ثم يتوقع نتائج مخالفة، فهذا هو عين الجهل, مواصلة التعلم يكون بالبحث المستمر عن الجديد، واستعداد جديد وبمدخلات جديدة، واستعداد جديد، وعدم الملل حتى يحصل على مخرجات جديدة, فالتعلم لا ينتهي ,والحياة لا يزال فيها أشياء جديدة، ومتجددة نجهلها بالمحاولات والاكتشافات تضفي بهجة للحياة وتجدد نشاط الدماغ.

فإن أجمل ما في المعرفة أن الباحث عنها يبقى في تعطش دائم وشغف مستمر فهو في بحث دائم عن المعارف والعلوم الجديدة وهذا ما أشار اليه أفلاطون بقوله العقلاء يبحثون عن المعرفة كأنهم لم يموتوا ابدا ولن يشيخوا أبدا. إن تأثيرات عادات العقل ليست فورية وانما تأخذ وقتا طويلا وتنمو بالمران والممارسة والتدريب والاستمرار لتغدو في نهاية المطاف تلقائية وعفوية وهذا ما أشار إليه الخبير التربوي هرثمان بقوله عادات العقل تشبه الحبل الذي تنسج خيوطه كل يوم حتى يصبح سميكا ويصعب قطعه. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: أ. ميرفت علي شتات

 

أضف تعليقك هنا