كشف الشبهات

بقلم: عبد الله الحربي

الحمدلله  الذي  زيَّن بحٌلَل المعاني عرائس  الأبيات، وأظهر موكب البلاغة على مواكبِ العلوم، وأوكل إلى الفطنة التي  يقتدَر بها على استنباط العلم بحِدة الطبع صياغة الجمل وتزويج الكلمات فسبكت من البديع قطعةً فنية تجمع شوارد اللغة  ونوادر التركيب وبعد..

بإذن الله وقدرته ننشر في هذه المقالة بعض الأمور المبهمه عن البعض والبراهين الصحيحه المقترنه بالأدلة العقلية والقرآنيه أعلم عزيزي القارئ ما نذكره لك عبارة عن رسالة الحقيقة المخفيه، وما سنذكره في هذه المقالة من أمور جميعها صحيحة الأركان مستنبطة من تجربة لا زيفَ بها أو تضليل والله الموفق على ما نقول وبعد..

أولاً: نبتدي بما بدأ الله به في كتابه العزيز في سورة الفاتحة في آية عظيمه غفل البعض عنها: “اهدنا الصراط المستقيم غير المغضوب عليهم ولا الضالين” آية عظيمة تبين أن الذين على الصراط المستقيم بأصناف ثلاثة: الأول: صحيح، والثاني: مغضوبُُ عليه، والثالث: ضال. نسأل الله العظيم أن يجعلني وإياكم على النهج الصحيح. 

ثانياً: لابد من الثورة من الداخل وأن نتخلص من قيود عقلية لاستئصال الاندماج ما بين النار والطين والتي فرضها علينا هذا  النظام الدولي العفن، لنكون جديرين بنصرة الله لنا، وإلا فسيطمر ذكرنا في التاريخ كأمة استغفلها عدوها فاستغنت فكان مصيرها الهوان.

ثالثاً: (لعبة الحياه): وهي لعبةُُ بدأت من خلق آدم حين رفضت النارُ السجود للطين وما كان السجود إلا أمراً تعبدياً وليس تفضيلا. وهنا سنتكلم في اللعبه التي لا يجرؤ أحدُُ في العالمين على التكلم بها إما لممنوع، وإما لخوف بعواقبها الوخيمة، أما من صنع اللعبه فهي باجتماع من شياطين الإنس وشياطين الجن.

إلى ماذا تهدف اللعبة التي قام بها شياطين الإنس والجن؟

وأساس اللعبه الاستعباد الشامل للعالم بالقوة والسلطة وغيرها من أمور ذكرت بشكل كامل في كتاب اسمه (بروتكلات صهيون)، وباختصار شديد أنهم متحكمين في العالم بـشكلين:

  • الأول: بالمال والجماعات السرية.
  • الثاني: بالشياطين السفليه والعلوية وربطها بالبشر بالقوة الجبرية المتوارثه جيلاً بعد جيل بقوانين وهميه مع عدم ذكر أساس الربط لجنودهم العبيد الناري ولا نقصد بعبيد بالعباده ولكن عبيد مستضعفين مملوكين مقيدين مسيرين لقوانينهم المصطنعه وهذه تسمى عبودية العصر الحديث فالكل تحت سيطرتهم ولا أحد يستطيع أن يصبح حراً طليقاً سواء كان من نارٍ أو طين فتم ربط عبد النار بعبدٍ من الطين فأصبح العقلين مرتبطين بقيد العبودية الجبرية..

تشويه أفكار وأفعال البشر

ونضيف أنهم يزرعون الأفكار والأفعال القذرة للطين بالنار الخفي قبل أن يلتحم الطرفين حتى يصبح لديهم سلطة مقيده بالتخويف والإخضاع بحجة التنظيف أن عصى الطين امراً وما كان المربوط الناري إلا طفل وبالصحيح ثلاث أطفال مطيعين لا يعلمون شيئاً بتخطيطهم الأساسي فقط مجرد قوانين وهميه ذكرت لهم تحت بند اللعبة بدايتها في أول ثمان سنين بعد الارتباط تسمى (مرحلة الجنان)، فتكونت الصورة المبهمه التي يريدونها بربط عبدٍ بعبد، وأما الذين ولدوا بدون نارٍ متوارث على نوعين إما طفلُُ مؤمن يترصدون له بخطه من الصغر ويترصد له زعيم من شياطين الإنس يسمى (الكاتب) بإجباره على أفعال دنيئة وغيرها من أمور..، والآخر مجرد مسلم يرصد له عبدُُ من نار ويظن بأن الجان يحسنون في الدنيا ولم يعلموا بأنهم ربطوا بالجان لوعد الله لإبليس بمشاركته لهم في الأموال والأولاد، ثم تطور الحال وأصبحت سيطرة دكتاتورية جبرية بسجن العقل فيها بشكلين: سجين مكشوف لقوة إيمانه من صغره، ولا يسمح له في ربطه بالنار إلا في حاله واحده وهي الشرك وعبادة غير الله، والآخر: سجين غافل لا يعلم أنه مسجون مع عدم ذكر الحقيقه لمن ربطوا به. أما السجين المكشوف على أحوال إما أن يشرك، أو يقتل، أو ينتصر بحول الله، أما السجين الغافل فتنقل له الأخبار منها الصحيح ومنها المزيف ويصدقون بها بحجة القرين المكشوف لا يكذب لكن يخدع بوسوسة المرسول. 

خلق الفتنة

النقطة الاخرى من اللعبة هي صدم السجينين ببعض لاختلاق الفتنه وانهدام الأخلاق الدينيه المأمورين بها بحجة أنها محاكمه أخلاقيه لدرع الفساد وأنهم مصلحين وأساسها قتل وتعذيب وانكسار الطاهرين المؤمنين الموحدين فقد جمعوا لهم الجمع وأثاروا الفتنه والملامه عليهم. 

ومن العوام من يؤذي لكسب الأموال بكسر المؤمن ومنهم مفتون يحسب أنه يحسن صنعا وقال الله تعالى رداً على من يلوم الطاهرين: “مالكم كيف تحكمون”، “أفنجعل المسلمين كالمجرمين”، ثم أذن الله لهم بما حكم الناس به وقال: “إن لكم فيه لما تحكمون”.

المؤمن الصابر له أجر عظيم 

وقال تعالى للمؤمن الصابر:ن، والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وإن لك لأجراً غير ممنون”، وقال تعالى: “أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون” هذه فتنة الناس بالمسجون المكشوف، وقال لهم أيضاً: “ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله” هذه للمسجون المكشوف لطمئنته بأن الله لم يعذبه بما حكم القضاء، فالمسجون العلني مجاهد في سبيل الله إن رضي فله الرضا، وإن سخط فله السخط، ويطمئن الله به قلبه ويشرحه بزيادة الإيمان. 

إن صبر بقوله: “ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، الذي أنقض ظهرك” الوزر بالفعل الذي كان يظن به من فعله، فبعد أن يسجن بشكل علني ويتكلم الناس في أعراضه وما هو من أمر الله لقوله تعالى: “أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” رداً على من كان يظن أن سجن المؤمن المرصود كان تربية له لفعله لكن الله أذن به لعباده اختباراً وتمحيصا فحين يصبر على ما ابتلي به بلا خضوع أو انكسار ويتصبر بقوله تعالى: “ربي السجن أحب إلي مما يدعونني إليه” ولم يقدر عليه أحد لقوة صبره وجلادته يصبح مشهوراً عند جميع الزعماء في البلد، وتتناقل أخباره لقوة صموده وجهاده، قال الله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك) عندها يمدحه الناس رغماً عنهم بنعمة من الله للصابرين المجاهدين.

حال المؤمن بعد اجتيازه الامتحان والبلاء

وأغفلنا بعض الأمور التي كانت من صنعهم في محاولة ربط أهله بالنار وغيرها من أمور بالأذيه الجسدية والروحية وغيرها لن أذكرها لأنها لن تصدق وحين تفشل المحاولات جميعاً بنصر الله له في زمن معين بعد صبره ينتقل المؤمن في مراحل مخصصه لأهل البلاء وهي مقامات إلهيه بدايتها زيادة الصبر وأوسطها زيادة الإيمان ثم حسن الظن بالله ثم اليقين ثم الولايه ثم الحب الإلهي والملائكي ثم الكرامات ومنها المكاشفه بحقيقه أقوال الناس عنه بصوت القائل حتى وإن قالها في نفسه ثم الحكمة ثم العصمة من جميع الفتن ثم السعادة وآخرها بعد أذن الله التمكين له في الأرض ويصبح ملك لنصر المؤمنين، ورفع العذاب عنهم، ومعذب للظالمين، ومذل لكل من شارك في أذية المؤمنين، وهذه من نعم الله له. 

قال الشاعر:

يا أَيُّها المَلكُ المَيمونُ طائِرهُ            انشُر لِواءَكَ تَلقَ العِزَّ وَالظَفرا
بِسَعدِ جدِّكَ هذا الدَهرُ مُبتَسِماً       بَعدَ العَبوسِ وَهذا المَجدُ مُفتَخرا
فَاِنهَض فَأنت بِحَولِ اللَه مُنتَصَرٌٌ         وَاِملِك إِذا شِئتَ باديها وَمن حَضرا
وَاِشدُد يَدَيكَ بِسَيفٍ إِن ضَرَبتَ بهِ     أصبَحتَ تَحمدُ من أَفعالهِ الأَثَرا

بقلم: عبد الله الحربي

 

أضف تعليقك هنا