من تعتقد أنَّك أذكى منه هو أذكى منك

هل سألت نفسك يومًا لِمَ هذا المعلِّم أشعر بالرَّهبة والاحترام اتجاهه حينما أراه بالرَّغم من أنَّه لا يعلِّمني؟ وهل سألت نفسك يومًا لِمَ قد أنهال بوابل من الأسئلة في حصَّةٍ ما مع معلمٍ معيَّن، وآخر لا أستطيع حتَّى ربط كلمة بأخرى أمامه؟ تُرى لِمَ بعض الطَّلبة في حصصٍ نراهم منضبطين من غير أن يصدر من المعلِّم أيَّ صوت، وعلى النَّظير طلبة يصرخون ويضحكون بالرَّغم من أنَّ المعلِّم يحاول إسكاتهم بطرقٍ متعدِّدة أذكر أشهرها (تنقيص العلامات)؟.

الفرق بين المعلّم الكفء والمعلم المتساهل

في كثيرٍ من الأحيان يظنُّ المعلِّم أنَّه يستطيع إخفاء نقاط ضعفه وإظهار نقاط قوَّة شكليَّة غير حقيقيَّة أمام الأطفال، والمعلم الحقيقي والمعلِّم الغير حقيقي، فيستهين بأنَّهم قادرون على التَّمييز وبسهولة تامَّة بين المعلِّم الَّذي لربَّما لا يستحقُّ هذا اللقب وعلى الأغلب قد التحق لصفوف المعلِّمين كوظيفة يرحلُ منها باكرًا وبالتَّالي يسمح له وقته بعمل أشياءٍ أخرى، وبين المعلِّم الكفاءة الَّذي يقوم بتحضير الدُّروس من القلب قبل دخوله للصَّف، ويستطيع حل العقبات الَّتي قد يتعرَّض لها خلال الحصَّة بيسر، وفتح بابٍ للمناقشات والتَّفكير النَّاقد بين طلبته.

عزيزي المعلِّم أينما كنت عليك أن تعلم يقينًا أنَّ الطَّالب الَّذي أمامك مهما كان صغيرًا في الرَّوضة أو طالبًا في الثانويَّة يستطيع التَّفريق وقادر على الشُّعور، بل وتحديد إن كنت شخصًا متساهلًا قد تسمح شخصيتك باللهو واللعب في الحصَّة أم لا، وبذلك يترتَّب على المعلِّم وخاصةً في اللقاء الأوَّل لما يتركه من انطباع وبصمة أن يكون متَّزنًا، وأن يرتِّب أفكاره، ويجذبهم بطريقةٍ لامنهجيَّة

ما هي أحد أسباب نجاح المعلم؟

أوَّلًا؛ ليشعروا بشعور الاختلاف الجميل الخلَّاق، وكسر الجليد بطرق مبتكرة، وليس السؤال عن الأسماء فحسب، ووضع خطَّة ومنهجيَّة، وأن يشاركهم في خطَّته التعليميَّة وأهدافه، إضافة إلى أن يكون واضِحًا في إظهار دستوره الصَّفي بحيث أنَّه يسمح بفعل كذا ولا يسمح بفعل كذا على سبيل المثال: شرب العصائر في الصَّف، فالبعض لا مشكلة لديه إن قام الطَّالب بشرب العصير بالصَّف والآخر لا يحبِّذ هذا وآخرين يرفضون الفكرة رفضًا تامًا، وبذلك لا يكون اللوم عليك كمعلم إن أخبرتهم بقوانينك، فأحد أهم أسباب نجاح المعلِّم ورفعته في نظر الطَّلبة هو الوضوح والموضوعيَّة، وعدم ترك مساحة للتَّجربة العشوائيَّة؛ لاكتشاف قائمة المسموحات والممنوعات لدى المعلِّم.

هل يستطيع التلميذ كشف نقاط ضعف المعلم؟

وفي نهاية حديثي أقدر كل من يعمل في الحقل التَّعليمي، وأركِّز على موضوع أنَّ الطِّفل الصَّغير الَّذي تشعر بأنَّك أذكى منه وبإمكانك إخفاء دواخلك وشخصيتك وحبّك وبغضك أمامه هو أذكى منك، ويستطيع كشفك ودراستك مهما كانت خبرته قليلة، فالطَّالب هو أفضل وأقوى ناقد للمعلِّم يستطيع تحديد مدى قوتك وفهمك للمادَّة المعطاة، ومدى قوَّة شخصيتك وقدرتك على الوقوف أمامهم، وهل أنت شخص تأتي من أجل العلم والتَّعليم، أم أنَّها مجرَّد وظيفة.

فيستطيع من خلال طرقك المتميِّزة خلق طلاب ينتظرون بلهفةٍ وشوف رؤيتك لأخذ المعلومات منك، واكتساب خصالٍ منك، بل ويطلب دائمًا منك الاستزادة ويحاول قدر الإمكان تقليدك كقدوة أولى له، وفي نهاية المطاف حينما نعمل على كل هذا نكون قد حقَّقنا أهدافًا كثيرة أذكر منها تقبُّل الطِّفل للشخصيات المختلفة من المعلِّمين، والقدرة على التَّفريق بين الشَّخصيَّات، والقوانين الخاصَّة بكل شخص، فالمسموح لديك قد يكون ممنوعًا عند غيرك، فنزرع في دواخل أطفالنا فكرة تقبُّل الاختلاف، والتَّكيُّف السَّريع مع البيئات الجديدة والأشخاص الجدد.

فيديو مقال من تعتقد أنَّك أذكى منه هو أذكى منك

 

أضف تعليقك هنا